المهرجان الثقافي الاول أربعون عرضا موسيقيا وستون شريطا سينمائيا وألعاب نارية واحتفالية ومشاهد ضوئية وسهرات ليلية ومعارض فوتوغرافية. هذه تقريبا هي خلاصة مهرجان الدارالبيضاء التي أصبح لها هي الأخرى مهرجانها السنوي على غرار بقية المدن المغربية الأخرى، التي تشهد كل صيف سلسلة من المواسم الثقافية والمهرجانات الفنية، مثل أصيلة والرباط والصويرة ومراكش والسعيدية وغيرها. فقد أعلن في مؤتمر صحافي بمقر ولاية الدارالبيضاء الكبرى عن تنظيم هذه التظاهرة الثقافية والفنية، في طبعتها الأولى، والتي من المقرر تنظيمها على امتداد ثمانية أيام، مابين 16 و23 يوليو(تموز) المقبل. وأوضح أعضاء «الفريق المنظم للمهرجان» أن الهدف من إحيائه هو التصالح مع المدينة ورد الاعتبار إليها، كفضاء حضاري وثقافي كبير، غني ومتنوع، بعد أن ظلت لفترة من الزمن مرتبطة في الأذهان بنشاطها الصناعي والتجاري كعاصمة للاقتصاد المغربي، علما أن الثقافة أيضا يمكن أن تكون رافدا أساسيا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وإذا كان لكل مهرجان هويته كما قيل في المؤتمر الصحافي، فإن خصوصية مهرجان الدارالبيضاء، تتجلى حسب رأي منظميه، في كون فقراته وفعالياته سوف تجري كلها في الهواء الطلق، أي في الحدائق والساحات والشواطئ، لإتاحة الفرصة أمام جميع السكان والزوار لحضور ومتابعة كل المشاهد الاحتفالية، «ولذلك تم إصلاح وترميم عدد من المواقع والأماكن لتصبح جاهزة لاحتضان هذا الحدث». والمهرجان كما هو في تصور محمد الظريف، محافظ الدارالبيضاء الكبرى «يرمي إلى تشجيع وترسيخ ثقافة راشدة، تنبني أساسا على فلسفة التسامح، وقيم التضامن، وروح المواطنة، وذلك لتمكين المدينة من تعزيز وتخليد هويتها، كمدينة متعددة الأوجه، عصرية وأسطورية، ونشيطة». وقالت مريم بن صالح رئيسة المهرجان «أردنا للمهرجان أن يكون كبيرا في حجم الدارالبيضاء، ومنتشرا في كل أرجائها ليكون مهرجانا لكل البيضاويين، وأن يعكس الأبعاد الكونية لعاصمتنا الاقتصادية وانتمائها لكبريات العواصم العالمية مع الارتكاز على خصوصياتنا وهويتنا الأصيلة». وستحضر الموسيقى، كفرجة فنية، بشكل أساسي في المهرجان، من خلال أربعين حفلة موسيقية لفنانين من الداخل والخارج : الشيخة «الريمتي» من الجزائر و«الستاتي» من المغرب والمطربة «اليسا» من لبنان، وللسينما ايضا مكان في المهرجان، حيث برمجت اللجنة المشرفة ستين عرضا للأفلام، بعضها في «عروض أولية»، كما جاء في التقديم مثل فيلم «اسكندرية نيويورك» ليوسف شاهين، و«باب الواد» لمرزاق علواش، و«الخبز المكشوف» لرشيد بن الحاج بمشاركة الممثل المغربي سعيد التغماوي. وسوف تعرض هذه الأفلام على شاشات كبيرة في أماكن متفرقة إلى جانب أشرطة خاصة يدور موضوعها حول الدارالبيضاء، مثل «حلاق درب الفقراء» و«الملائكة لا تحلق فوق الدارالبيضاء». ومن الفقرات الفنية الأخرى التي تم الإعلان عنها، هناك «الفن الحضري»، وهو تعبير فني يجسد هوية الدارالبيضاء في ماضيها وحاضرها ومستقبلها، فضلا عن معارض فنية وفوتوغرافية تبرز تحولات المدينة وتطورها، ومنها لوحة جدارية ل«منارة حي العنق» صممها الفنان محمد أبو الوقار تكريما لهذه المعلمة التاريخية والمعمارية على شاطئ المحيط الأطلسي. وسينظم حفل الافتتاح في الشارع العام بعرض ليلي يقدم لأول مرة في المغرب; وهو عبارة عن عرض للاسهم النارية وعرض آخر ضوئي وموسيقي واستعراضي ضخم متجول من ساحة الأممالمتحدة إلى ساحة الراشيدي بعنوان «انتجاع : ساعة القطيع» تنشطه فرقة من فرنسا بشراكة مع أربعين ممثلا كوميديا مغربيا. أما حفل الختام فسينظم في شاطئ سيدي عبد الرحمن من خلال «موكب الأضواء» تتخلله مشاهد وألعاب نارية ورقصات موسيقية. وتسهر على تنظيم المهرجان جمعية «منتدى الدارالبيضاء» التي تأسست خصيصا لهذا الغرض سنة 2004، وتضم في عضويتها وجوها وأسماء كبيرة في المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية