طالبت الهيئات السياسية الممثلة للعرب في كركوك بوقف حملات التهديد لارغام حوالي خمسة آلاف عائلة عربية لاجئة في المدينة المتعددة القوميات علي الرحيل. وقال حسين علي صالح الجبوري ان "مجموعات مسلحة بالزي المدني توزع منشورات تهديد وانذار للعائلات العربية في اكثر من عشرة احياء سكنية تطالبهم بالرحيل ومغادرة المحافظة وإلا ستقوم بترحيلهم بالقوة واخذت اوراقهم الرسمية". ودعا القيادي في المجلس السياسي العربي المسئولين المحليين لاتخاذ اجراءات "ضد العصابات التي تهدد العرب وترهبهم لان استمرار الضغط يؤدي الي الانفجار وحصول نتائج لا تحمد عقباها يدفع ثمنها الجميع". ويسكن كركوك المدينة المتنازع عليها خليط يضم العرب والاكراد والتركمان مع اقلية مسيحية. وتابع الجبوري "اذا بقيت الاوضاع علي حالها ستكون لنا خيارات. لا يمكننا الوقوف مكتوفي الايدي وتقبل الموت كما اننا نرفض العيش تحت ذل الاسايش (الامن الكردي) لذلك نقولها للجميع لولا صبر العرب ونضوج قادتهم لكان الوضع قد انفجر". من جهته، قال مدير عام الشرطة اللواء طاهر بكر "لا نقبل ان يتعرض اي كان للتهديد (...) لا نعرف من يقف وراء ذلك. تلقينا شكاوي ولدينا معلومات حول نية ارهابيين تهديد الامن واثارة الفتن". ويشار الي وجود اكثر من خمسة آلاف عائلة عربية لاجئة في كركوك دون موافقات رسمية غالبيتها من ديالي وبغداد. بدوره، قال عبد الرحمن منشد العاصي ان "جهاز الامن الكردي تجاوز الحدود وعلي المسئولين اثبات عراقيتهم بوقف الضغط علي العرب. علينا جميعاً تفهم الوضع والبقاء صامدين في الارض". واضاف "لا ندافع عن الارهابيين او المخالفين. فالحملات تستهدف المهجرين الذين اختاروا العيش والعمل في مدينتنا ليس سهلاً ان يترك الشخص منطقته لولا القهر للسكن في كركوك بينما يسكن المهجر من الشمال بسلام" في اشارة الي عودة المرحلين الاكراد. وقال نائب محافظ كركوك راكان سعيد الجبوري "جئنا لنشارك بالتجمع العربي والاطلاع علي شكاوي العائلات التي تعرضت للتهديد وحملنا معنا رسائل لنقلها لادارة كركوك وفريق الاممالمتحدة للوصول الي حل وتلافي تصعيد الازمة". واتهم الشيخ عبد الله سامي العاصي عضو مجلس محافظة كركوك اجهزة الامن الكردية وبالتنسيق مع عدد من مراكز الشرطة ب"التعرض للعرب لذلك في حال عدم مجيء قوات من بغداد لحمايتنا قد نلجأ الي حماية احيائنا بانفسنا". لكن القيادي البارز في الحزب الديمقراطي الكردستاني عدنان كركوكلي نفي اي صلة قائلاً "انها افتراءات بعض الاطراف لعرقلة الاحصاء السكاني (...) ليس من مصلحتنا اثارة مثل هذه المشاكل". بدوره، نفي النائب عن التحالف الكردستاني خالد شواني وجود "اي ترحيل للمهجرين من هذا لا اساس له من الصحة وهدفه اثارة الفتنة القومية". واضاف ان "الكثير من المهجرين غير مسجلين في دائرة المهجرين وبعضهم من الارهابيين قبض عليهم بعد ثبوت ادلة قانونية (...) القوات الامنية تطالب الاسر المهجرة بالتسجيل لدي دائرة المهجرين لم تجبرهم علي الرحيل وهذا الاجراء لا يشمل فئة معينة انما الجميع". ويقول عدد من العرب اللاجئين في المدينة انهم تعرضوا للتهديدات. واكد علي حسين جاسم (40 عاماً) من حي النصر شرق كركوك ان "مسلحين بسيارات مدنية اخذوا مستمسكات منزلي وطلبوا مني المغادرة". كما قال فارس ابراهيم من حي العسكري ان "مسلحين بزي مدني يتكلمون العربية بطلاقة حاولوا اخذ طفلي محمود البالغ عمره اربع سنوات ومن ثم اخذوا مستمسكاتي وطلبوا مني الرحيل". من جهته، قال خضير منصور حسين من محافظة ديالي "جاؤوا الينا (...) ليلاً وطالبونا بالرحيل، لا اعرف الاسباب وهددونا بالقتل او الرحيل الي المدن التي جئنا منها".