تثير زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الي بيروت المقررة في 13 من أكتوبر الجاري جدلا في البلاد اذ يري فيها البعض رسالة بان لبنان "قاعدة ايرانية" علي ابواب اسرائيل، خصوصا مع احتمال ان تشمل جولة قرب الحدود مع الدولة العبرية. وفي لبنان المنقسم اصلا بين مدعومين من سوريا وايران كحزب الله وحلفائه واخرين مدعومين من الغرب، سيلتقي احمدي نجاد كبار المسئولين وعلي رأسهم الرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وبحسب مصادر سياسية، سيجتمع احمدي نجاد ايضا خلال زيارته التي تستمر ليومين مع مسئولين في حزب الله قد يكون من بينهم الامين العام للحزب حسن نصر الله. وكان نصر الله التقي الرئيس الايراني في دمشق في فبراير الماضي خلال مأدبة عشاء اقامها الرئيس السوري بشار الاسد علي شرف احمدي نجاد. وزيارة احمدي نجاد في 13 أكتوبر، ستكون الاولي لرئيس ايراني الي لبنان منذ زيارة الرئيس السابق محمد خاتمي في مايو 2003. ومن المتوقع ان يقوم الرئيس الايراني بجولة في الجنوب اللبناني علي مناطق ومواقع تقع علي الحدود مع اسرائيل. وقال منسق الامانة العامة لقوي 14 آذار الممثلة بالاكثرية البرلمانية فارس سعيد ان هذه الزيارة "رسالة للقول بان ايران موجودة علي الحدود مع اسرائيل". واضاف ان "الرئيس الايراني يريد من خلال زيارته القول ان بيروت منطقة تخضع لنفوذ ايران، وان لبنان قاعدة ايرانية في المتوسط". وقال مسئول في حزب الله طالبا عدم الكشف عن اسمه انه من المتوقع ان يزور احمدي نجاد قرية قانا التي وقعت فيها مجزرتان في 1996 و2006 تسببت بهما اسرائيل خلال معارك مع حزب الله. كما سيزور منطقة بنت جبيل (خمسة كيلومترات عن الحدود) التي شهدت معارك ضارية بين حزب الله والجيش الاسرائيلي في 2006. واضاف ان احمدي نجاد سيزور ايضا "معلم مليتا للسياحة الجهادية" الذي يضم اسلحة وعتادا وبقايا دبابات وآليات اسرائيلية غنمها مقاتلون من حزب الله خلال معارك مع جنود اسرائيليين، مشيرا الي ان الحزب يحضر للرئيس الايراني "استقبالا شعبيا حاشدا". وعلق سعيد علي الجولة الجنوبية المحتملة لاحمدي نجاد بالقول "انها استفزاز"، مؤكدا انه "لا يجدر بالرئيس الايراني التوجه الي هناك". وتكتسي زيارة الرئيس الايراني بالنسبة للاكثرية البرلمانية المدعومة من الولاياتالمتحدة والسعودية، طابعا اقليميا ودوليا. واوضح سعيد "في الوقت الذي تنعقد فيه المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين، يريد الرئيس الايراني التأكيد علي ان لبنان ارض مقاومة، وان مشروع الحرب مستمر ضد اسرائيل". وتابع ان "احمدي نجاد يعيد بذلك تذكير المجتمع الدولي بأن أمن إسرائيل في ايدي اإيران من خلال حركة حماس (الفلسطينية) وحزب الله، وهو من خلال ذلك يقول للعالم عليكم التفاوض معنا". وتشتبه الدول الكبري في ان ايران تسعي لامتلاك القنبلة النووية تحت غطاء برنامج مدني، في وقت تخضع البلاد لمجموعات من العقوبات التي اقرها مجلس الامن التابع للامم المتحدة. وكانت قوي 14 آذار رأت ان زيارة الرئيس الايراني تثير "الحذر والريبة" نتيجة "مواقفه المناهضة للسلام"، كما اعلنت في بيان الاربعاء الماضي. لكن نائب الامين العام لحزب الله نعيم قاسم أكد في مقابلة تليفزيونية ان "الرئيس الايراني ياتي بزيارة رسمية الي لبنان ولا احراج في هذه الزيارة لان ايران ساهمت في اعمار لبنان بعد الحرب وتقف مع لبنان دائما". كما اعتبر السفير الايراني في بيروت غضنفر ركن ابادي ان "رسالة الزيارة هي تأكيد اهمية الوحدة علي الساحة اللبنانية". وقال الشيخ علي ياسين امام احد مساجد مدينة صور الجنوبية ان "الزيارة دعم للدولة اللبنانية لان ايران تساعد من دون قيد او شرط". وتابع "انها رسالة للبنان والعالم (...) بأن هناك قوة اقليمية خلف جنوب لبنان مما يؤكد بان اي حرب جديدة لن تكون نزهة". وفي إسرائيل، اعتبر متحدث باسم الخارجية ان زيارة احمدي نجاد المرتقبة للبنان "يجب ان تثير الي اقصي حد قلق الذين يهتمون حقا باستقرار لبنان والشرق الاوسط".وقد عقد الجانب اللبناني في مجلس الاعمال اللبناني الايراني اجتماعا جري خلاله بحسب الوكالة الوطنية للاعلام بحث "التحضير للزيارة (...) ووضع رؤية للتعاون الاقتصادي لمناقشتها مع وفد رجال الاعمال المرافق للرئيس الايراني والذي يضم حوالي مئة رجل اعمال". وتأتي زيارة احمدي نجاد بينما يشهد لبنان حملة سياسية واعلامية متبادلة بين فريق رئيس الحكومة وحزب الله علي خلفية المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري عام 2005. وحذر سياسيون لبنانيون في الاسابيع الاخيرة من امكان حدوث "فتنة سنية شيعية" في حال صدور قرار اتهام عن المحكمة الخاصة بلبنان يوجه الاتهام الي حزب الله. وأعلن حزب الله انه قرر مع حلفائه رفض التمويل اللبناني للمحكمة التي اصبحت بنظره "اداة أمريكية واسرائيلية". وحزب الله الشيعي هو الحليف الرئيسي لايران في لبنان. وتعتبر قوي 14 آذار ان الحزب الشيعي ينفذ السياسة الايرانية في لبنان.