بدأت الدراسة ولازالت ازمة طباعة الكتب الخارجية قائمة. والتي عادة كانت توقيتات طباعتها تسبق طباعة كتب الوزارة للاسف. وأود ان اطرح بعض الاسئلة ربما اجد اجابة شافية لها. ألم تنفق الوزارة ملايين الجنيهات علي طباعة كتبها التي اري انها فاخرة الورق والالوان والطباعة؟ لماذا يلقي الابناء بهذه الكتب المدرسية جانبا ويهملونها باحثين عن كتب خارجية؟ مع ملاحظة اسعارها زهيدة الثمن. لماذا يقبلون ايضا علي الكتب الخارجية رغم غلاء اسعارها ورداءة طباعتها التي غالبا ما تكون من اللون الواحد الي جانب استخدام ما يسمي "ورق جرايد" في طباعتها؟ ان الموضوع يحتاج الي وقفة عاجلة وعاقلة تعززها الحكمة ويقظة الضمير واعود متسائلا هل افلست وزارة التربية والتعليم من خبراء متخصصين يكون بمقدورهم ان يضعوا كتبا تنافس هذه الكتب الخارجية بما فيها من حنكة وصنعة في فنون الكتابة للوصول الي عقل وقلب التلميذ. هل عجز خبراؤنا الافاضل عن وضع كتب اكثر منافسة للكتاب الخارجي؟ أليسوا هم خبراء تربويين قبل خبراتهم التعليمية؟ هل يعرف المسئولون بالوزارة ان السواد الاعظم من كتبهم التي وضعوها يستخدمها عن غير استحقاق اصحاب مطاعم الفول والطعمية للاسف- لماذا لا يكون هناك اتفاق نتحرر فيه من الوسطاء والمافيا وعشاق الرشوة من كل هذه القيود ليضع لنا من خلاله الخبراء باخلاص كتابا يتحدي هذه الكتب الخارجية- نريد انتصارا لكتب الوزارة. عقود من الزمن تمر ولازالت الاسرة المصرية في رحلة المعاناة اضف الي ذلك وقوع الاسرة المصرية تحت مطرقة الدروس الخصوصية ولن يسكت بعض الجشعين من التجار فمن المتوقع بيع هذه الكتب في السوق السوداء وباسعار خيالية. وهذه سوق جديدة لنزيف شديد يعاني منه اولياء الامور. كما ان هناك حقيقة يجب ان تضعها الحكومة الرشيدة في اولي اهتماماتها وهي ذلك الاتجاه للسواد الاعظم من الاسر المصرية للتوجه للمدارس الحكومية "التي لازالت هي الاكثر رحمة بهم" من غول المدارس الخاصة. فان تصورنا ان طفلا في مدرسة نصف خاصة في المرحلة الاولي من الحضانة مطلوب ان يسدد قيمة الكتب خمسمائة وسبعين جنيها. فكم يكون حال ما يدفعه ولي الامر في الاعوام القادمة! وعلي ضوء مسلسل اسعار الكتب الدراسية ومعاناة الاهل من تكاليف الدروس الخصوصية. ونار اسعار الكتب الخارجية علي ضوء كل ذلك لا يفوتنا ان ندرك ما هي اسباب تسرب التلاميذ من التعليم. هل لسوء مستواهم؟ لا بل لعجز الاباء عن الوفاء بمتطلباتهم في المراحل التعليمية. ولا ننكر ابدا ان هناك نسبة كبيرة منهم تمثلت في اطفال الشوارع وايضا اعدادا هائلة من العاطلين. ويصحو تساؤل يمزق اعماقي لمصلحة من يبقي كتاب الوزارة بلا تطوير؟ وهل هذا عن قصد للترويج لكتب اخري؟ فليكشف لنا الدكتور بدر عن المنتفعين من تدهور كتاب الوزارة؟ فالامر لا يحتاج الي اكتشاف نووي او معضلة الكترونية؟ فالوزارة بها القادرون علي اخراج كتاب حكوميا اكثر روعة من الكتب الخارجية.. فلتكشف لنا عن الحلقات المفقودة.. لنضع ايدينا علي الجرح.. نعالجه.. ليتها تكون البشري التي تبدد احزان اولياء الامور وتعيد السلام لحياتهم وجيوبهم! آخر العمود: من ديوان العرب يقول ايليا أبوماضي أحكم الناس في الحياة أناس أدركت كنهها طيور الروابي عللوها فأحسنوا التعليلا فمن العار أن تظل جهولا