توج المنتخب الأسباني لكرة القدم بلقبه العالمي الأول اثر فوزه علي نظيره الهولندي بهدف نظيف في المباراة النهائية التي جمعت بين المنتخبين الكبيرين علي استاد "سوكر سيتي" في جوهانسبرج، ضمن المنافسات الاخيرة لبطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا .. والتي انتهي وقتها الأصلي بالتعادل السلبي، ليسدل الستار علي أول بطولة لكأس العالم تقام بالقارة الأفريقية بتتويج بطل ثامن لكؤوس العالم حيث أصبح المنتخب الأسباني ثامن فريق يحرز لقب البطولة علي مدار تاريخها الذي يمتد علي مدار 80 عاما. وكان حفل ختام بطولة 2010 بجنوب أفريقيا قد شهد حضور الزعيم نيلسون مانديلا رئيس جنوب أفريقيا السابق مستقلأ سيارة خاصة بالملاعب طاف بها أرجاء الملعب، وقام بتحية الجماهير التي حضرت المدرجات، وقام جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي بالنزول إلي أرضية الملعب لمصافحة مانديلا الذي لقي تشجيعاً كبيراً من جميع الحضور.. وقد تميز حفل الختام بطابع أفريقي مميز اتسم بالبساطة والجمال، وبدأ الحفل بغناء المطربة الكولومبية شاكيرا أغنية المونديال الشهيرة "الواكا واكا"، والتي تفاعل معها جميع الحضور، والتي سبق وأن غنتها في حفل الافتتاح.. واستكمل العرض ببعض الألعاب الضوئية بواسطة الليزر تم تصوير أحداث المونديال منذ بدايته وحتي النهاية وبعض عروض الفيلة ومقطوعات غنائية لمغنين من دول أفريقية سمراء مختلفة مثل ناميبيا وغانا والسنغال والكاميرون. الاسبان .. واللقب العالمي الاول نجح المنتخب الأسباني في الفوز باللقب العالمي للمرة الاولي في تاريخه وتاريخ المونديال وفي أول مرة يصل فيها منتخب الماتادور للمباراة النهائية ليضيف إلي اللقب الأوروبي الذي أحرزه قبل عامين بالفوز علي ألمانيا 1/صفر في نهائي يورو 2008 لقبا جديدا اغلي واهم. بينما فشل المنتخب الهولندي للمرة الثالثة في تحقيق الفوز في المباراة النهائية حيث سبق له أن خسر نهائي مونديال 1974 بألمانياالغربية و1978 بالأرجنتين أمام صاحبي الأرض في كل من البطولتين علي الترتيب. من جانبه أشاد فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الأسباني لكرة القدم بلاعبيه بعد الفوز علي المنتخب الهولندي والتتويج بلقب بطولة كأس العالم للمرة الأولي في تاريخ أسبانيا.. مؤكداً ان المباراة كانت قوية، ولكن لدينا لاعبين رائعين، مشيراً الي ان الماتادور الاسباني كان باستطاعته أن يسجل هدفا أو هدفين آخرين ليكون انتصارا مستحقا، الا إنه في النهاية اكد ان يوم التتويج باللقب العالمي هو اسعد ايام حياته علي الاطلاق. مواجهة صعبة وكان المنتخبان الهولندي والاسباني قد عجزا عن التسجيل طوال الوقت الأصلي للمباراة، واستمر التعادل السلبي حتي جاءت الدقيقة 117 التي شهدت تسجيل أندرياس أنيستا هدف التتويج للمنتخب الأسباني. وكانت أسبانيا قد بدأت المباراة بهجوم قوي ومكثف عن طريق سيرجيو راموس الظهير الأيمن الذي تفوق علي جيوفاني فان برونكهورست قائد هولندا وظهيرها الأيسر في أكثر من كرة مشتركة، ورغم ذلك لم تنجح أسبانيا في فرض إيقاع لعبها المعتاد علي المباراة، وأفلتت هولندا من كماشة ال"لاروخا" عن طريق نقل اللعب بكرات طولية خلف لاعبي وسط أسبانيا، لثلاثي الهجوم كويت وروبين وفان بيرسي.. ونستطيع بذلك ان نقول ان أسبانيا تفوقت، ولكن دون تهديد خطر علي مرمي ستكلنبرج، في حين ظهرت هولندا علي فترات متباعدة، عن طريق روبين الذي تفوق علي كابديفيا الظهير الأيسر للمنتخب الأسباني في أكثر من كرة، أخطرها في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول حين راوغ كابديفيا وسدد كرة قوية تصدي لها الحارس إيكر كاسياس. وفي الشوط الثاني حاول تشافي ورفاقه زيارة الشباك الهولندية في أكثر من كرة ولكن انتهت أغلب هجماتهم عند أقدام مدافعي الطاحونة، وبعد مرور عشر دقائق مالت الكفة قليلاً لهولندا، وتهيأت لروبين فرصة مؤكدة للتسجيل حين انفرد بكاسياس في الدقيقة 62 ولكنه سدد الكرة في قدم الحارس الأسباني.. وقد حاول ديل بوسكي المدير الفني للماتادور تنشيط الجبهة الهجومية، فدفع بنافاس بدلاً من بيدرو رودريجز، الذي خلق أكثر من فرصة للتهديف، أبرزها في الدقيقة 76، حين مرر كرة إلي ديفيد فيا وهو علي بعد أمتار من المرمي ولكنه فشل في التسديد داخل الشباك، وبعدها بدقيقتين اقترب الماتادور الأسباني اكثر من هدف التتويج، حين لعب سيرجيو راموس كرة برأسه قوية مرت فوق العارضة بأقل من متر.. وكان روبين علي موعد آخر مع أحدي الفرص المؤكدة للتسجيل حين انفرد بالحارس، ولكنه فشل مجددًا في هز الشباك الاسبانية، وسقط علي أرض الملعب مطالبًا الحكم بالحصول علي ضربة جزاء.. لينتهي الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل السلبي، ليلجأ الفريقان إلي وقت إضافي علي شوطين. وشهد الشوط الإضافي الأول تفوقًا أسبانياً، وتهيأ للماتادور ثلاث فرص للتسجيل عن طريق أنيستا في الدقيقة 101، وفابريجاس في الدقيقتين 102 و 105 ولكن اللاعبين عجزا عن هز الشباك الهولندية.. ومع انطلاقة الشوط الإضافي الثاني دفع ديل بوسكي بفيرناندو توريس بدلاً من ديفيد فيا، وفي الدقيقة الخامسة من شوط المباراة الثاني، أخرج الحكم الإنجليزي البطاقة الحمراء لهايتنجا قلب دفاع هولندا. هدف التتويج ومع اتجاه المباراة لضربات الجزاء نجح أندرياس أنيستا في تسجيل هدف قاتل في الدقيقة 117 من المباراة، ليذهب اللقب لأسبانيا.. وكان قد أدار المباراة الحكم الإنجليزي هاورد ويب، وتغاضي عن طرد أكثر من لاعب خلال المباراة، خاصة نيجيل دي يونج في الشوط الأول، ولم ينجح في السيطرة علي مجريات اللقاء بصورة جيدة.