وافق مجلس القبائل الأفغانية (اللويا جيرغا) علي الخطة التي اقترحها الرئيس الأفغاني حامد كرزاي من أجل إجراء محادثات سلام مع حركة طالبان التي تقاتل القوات الأفغانية وقوات تحالف دولية في البلاد منذ عام 2001. وطالب المجلس _الذي دعا كرزاي إلي عقده من أجل حشد الدعم لخطته- بتشكيل لجنة للتفاوض مع طالبان بتزامن مع وقف لإطلاق النار، وقال قيام الدين كشاف نائب رئيس المجلس "لا بد أن نبدأ جهود السلام بكل قوة". وتشمل خطة كرزاي عرض العفو علي مقاتلي طالبان وتقديم أموال وحوافز لهم مقابل إلقاء السلاح، وكذا الترتيب للجوء بعض قادة الحركة إلي دول إسلامية. ودعا المجلس إلي إطلاق سراح المعتقلين الذين ألقي عليهم القبض بتهم باطلة أو بناء علي شهادات من أناس يناصبونهم العداء، كما دعا الجانبين إلي وقف إطلاق النار وإبداء المرونة وعدم وضع شروط مسبقة لمحادثات السلام. وطلب المجلس _الذي ختم اليوم مؤتمرا عقده في العاصمة كابل- من الحكومة الأفغانية بذل جهود من أجل إسقاط أسماء بعض قادة طالبان من اللوائح السوداء التي وضعتها الأممالمتحدة، وتلك التي تعتمدها الولاياتالمتحدة. وطالبت توصيات اللويا جيرغا مسلحي طالبان بالإقلاع عن العنف، وقطع علاقاتهم مع تنظيم القاعدة وباقي التنظيمات التي وصفوها ب"الإرهابية". وقد أعلنت طالبان والحزب الإسلامي رفضهما لما اجتمع من أجله مجلس اللويا جيرغا، وأصرا علي انسحاب كل القوات الأجنبية من أفغانستان قبل بدء أي مفاوضات. وكان كشاف في وقت سابق قد حذر من فشل المؤتمر قائلا "إذا فشلنا في فتح نافذة للسلام من خلال المؤتمر فلن نستطيع مطلقا أن نفتح باب السلام في المستقبل". وأكد أن الوفود المشاركة مصرة علي نجاحه وأنها "مجمعة علي ذلك ولن تترك الساحة". وتم تقسيم المشاركين في المؤتمر وعددهم 1600 شخص أمس الخميس إلي 28 مجموعة لمناقشة خطة كرزاي للسلام. وفي السياق نفسه قال ممثل الأممالمتحدة في أفغانستان ستيفان دي ميستورا "إن الحل الوحيد للأزمة هو حل سياسي وإن قواعد اللعبة للتوصل إلي اتفاق سلام تأتي من اللويا جيرغا". أما وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون فقالت إن بلادها "تريد أن تلم بصورة كاملة بجهود كرزاي لدمج طالبان، وقالت للصحفيين لا يوجد حل عسكري لمعظم الصراعات ولا يمكن الاعتماد علي حل وحيد". وأضافت أنه "يجب أن تكون هناك قرارات سياسية بالتوازي مع الأعمال العسكرية، ولقد أخبرنا الرئيس كرزاي في زيارته الأخيرة أننا نتفهم وندعم جهوده".