لم تفاجيء وفاة الرئيس النيجيري النيجيريين الذين اعتقدوا أن الرئيس عمر يارادوا -الذي غاب عن الساحة قبل نحو ستة أشهر- توفي منذ عدة أسابيع. إلا أن الوفاة فتحت الباب أمام صراع فراغ السلطة في قلب الحكومة من جديد. وسيخلف الرئيس الراحل - وهو مسلم من الشمال- نائبه جودلك جوناثان - مسيحي من الجنوب الغني بالنفط - الذي تم ترشيحه رئيسا بالوكالة في بداية هذا العام. يذكر أن زوجة يارادوا عادت بجثمانه من أحد مستشفيات السعودية حيث كان يتلقي علاجا لمشاكل في القلب في فبراير فيما بدا محاولة لوقف جوناثان من أن يرسخ منصبه ويصير المرشح القادم للحزب الحاكم. ووفقا لاتفاق غير مدون للحفاظ علي التسامح بين التجمعات الدينية والجغرافية من المفترض أن يتم تبادل منصب الرئاسة بين الشمال والجنوب. ويخشي الشماليون أن يستفيد الجنوبيون الآن من وفاة الرئيس الراحل ويستولون علي أعلي منصب في البلد قبل موعد استحقاقهم. ومن المعلوم أن يارادوا لم يكد يكمل نصف مدته عندما مرض. وتواجه الدولة انتخابات العام القادم وفي مثل هذا المناخ الذي تحكمه الموالاة من المرجح أن يضمن الحزب الحاكم فوزا أكيدا. ولهذا فإن أنصار يارادوا الشماليين مصممون علي عدم تسرب الرئاسة من قبضتهم قبل انتهاء وقتهم وقد كان من المتوقع أن يترشح يارادوا لفترة ثانية في 2011. وترتاب النخبة السياسية الشمالية في أنه بمجرد دخول جوناثان الجنوبي القصر الرئاسي لن يتركه. وعلي هذه الخلفية قال محلل نيجيري إن البلد يعيش أزمة لكن رغم الطبيعة الفوضوية للديمقراطية القائمة فإن الأمر ما زال أفضل من الحكم العسكري. والوضع ليس كما كان في السبعينيات والثمانينيات، فليس هناك تأييد للعسكر. ومن المعلوم أن يارادوا تقلد منصبه في 2007 في وقت كان الفساد متفشيا ونال إعجاب الكثيرين لكونه أول زعيم يعلن علي الملأ ممتلكاته الشخصية عندما تقلد منصب الرئاسة، الأمر الذي يشكل معيارا للمقارنة فيما بعد لمعرفة ما إذا كان اختلس أموالا. لكن حماسة حكمه خبت حيث لم يتغير الكثير في بلد مثقل بسنوات من الفساد. ومع ذلك سعي يارادوا لإنهاء العنف في دلتا النيجر الغنية بالنفط.