توصل المحققون الأمريكيون الذين يحاولون تحديد الجهة التي تقف وراء الاعتداء الفاشل في نيويورك، الي رسم مسار فيصل شاه زاد المتهم الرئيسي في محاولة الهجوم في الايام التي سبقت اعتقاله. وقال مسئولون كبار لصحيفة نيويورك تايمز إنه "من المرجح جدا" ان حركة طالبان الباكستانية لعبت دورا في الهجوم الفاشل الذي وقع قبل اسبوع في ساحة تايمز سكوير وسط نيويورك. وكان المحققون شككوا أولا في هذه الفرضية حتي بعد تبني طالبان باكستان العملية في شريط فيديو نسب اليها. لكن الناطق باسم الحركة نفي اي علاقة لطالبان الباكستانية بمنفذ الهجوم. وقال عزام طارق المتحدث باسم طالبان باكستان الذي كان يتحدث من مكان مجهول "نحن لا نعرفه حتي. ولم ندربه". واشار الي احتمال ان يكون المتهم فيصل شاه زاد تدرب في باكستان علي ايدي جماعة اخري. والي جانب طالبان باكستان، تتمتع حركات مثل جيش محمد وعسكر جنقوي بوجود في المناطق القبلية القريبة من الحدود مع باكستان. وتفيد دعوي القضاء الأمريكي ان فيصل شاه زاد الباكستاني الذي حصل علي الجنسية الأمريكية منذ عام، بانه تلقي في نهاية 2009 تدريبا علي انتاج قنابل في وزيرستان احدي المناطق القبلية التي تنتشر فيها الجماعات الباكستانية المتطرفة وتنظيم القاعدة. ولم تقدم السلطات الباكستانية التي تعهدت التعاون بشكل كامل مع الولاياتالمتحدة في التحقيق سوي، معلومات قليلة جدا عن نتائج تحقيقاتها وعن عدد الذين اعتقلوا في البلاد. واكد الناطق باسم البيت الابيض روبرت جيبس ان واشنطن مرتاحة لتعاون اسلام اباد في هذه القضية. من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي "نحاول فهم واعادة رسم ما فعله هذا الفرد علي الارض في باكستان ومن التقي والنتائج التي ترتبت علي ذلك". وفي نيويورك، ما زال شاه زاد (30 عاما) الذي اعتقل مساء الاثنين الماضي يرد علي اسئلة المحققين الذين لم يحيلوه بعد امام النيابة. وقالت صحيفتا نيويورك بوست وديلي نيوز بدون تحديد مصادر، ان فيصل شاه زاد عاد الي ساحة تايمز سكوير غداة محاولة الهجوم ليستعيد سيارة كان قد نسي مفاتيحها. وفي الواقع كان شاه زاد قد اوقف سيارة اخري علي بعد حوالي مائة متر عن المكان الذي اختاره للهجوم وكان ينوي الهرب فيها. لكنه نسي مفاتيح هذه السيارة في السيارة رباعية الدفع التي وضع فيها المتفجرات. لذلك اضطر الرجل للعودة الي بيته بالقطار والعودة في اليوم التالي حاملا مفاتيح ليستعيد سيارته. وتوجه علي متن سيارته هذه الي مطار كينيدي حيث اعتقلته الشرطة قبل دقائق من اقلاع طائرته الي دبي. وكان فيصل شاه زاد قام بجولة استكشافية في الحي علي متن السيارة رباعية الدفع. وقد شغل القنبلة امام مقر الاممالمتحدة قبل ان يوقف السيارة في الساحة حيث تم العثور عليها مصادفة. وقد ظهر في لقطات صورتها كاميرات مراقبة وهو يغادر السيارة بسرعة. وكانت السيارة ممتلئة بالوقود وقوارير الغاز والاسمدة والمفرقعات. وقد بدأ عملية انفجارها لكنها لم تسفر عن اصابات. من ناحية أخري قال رجال جمارك اعتقلوا فيصل شاه زاد، انه كان يتوقع ان يلقي القبض عليه. واعلن الجمركي روبرت ماكونكي ردا علي سؤال لشبكة "اي بي سي نيوز" ان شاه زاد قال لدي اعتقاله في مطار جاي اف كاي في نيويورك "كنت انتظركم وتساءلت لماذا استغرق (توقيفي) كل هذا الوقت"؟. وذكرت "اي بي سي" ان شاه زاد الأمريكي الباكستاني الاصل استدعي الي مقدمة الطائرة وسلم نفسه بهدوء لعنصرين امنيين. واضافت القناة ان شاه زاد سأل ماكونكي الذي رافقه الي خارج الطائرة ما اذا كان يعمل لحساب مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) او شرطة نيويورك. وقال ماكونكي "اعتقد انه ادرك ان كل شيء انتهي". واضاف ماكونكي وزميله بول كاسكواريلي ان شاه زاد لم يبد اي خوف او غضب لدي اعتقاله. وروي كاسكواريلي انه تلقي اتصالا في الساعة 22,55 ليبلغ بان شخصا ادرج اسمه علي قائمة الاشخاص الممنوعين من السفر قد يكون علي متن رحلة لشركة طيران الامارات ستقلع بعد خمس دقائق. وهرع مع زميله الي بوابة طيران الامارات وقاما باستدعاء شاه زاد الي مقدمة الطائرة. وقال كاسكواريلي "بدا في غاية الهدوء ولم يتفاجأ علي الاطلاق". وذكر ماكونكي "لم تظهر عليه اي علامات انفعال". وفي نيويورك يستجوب المحققون شاه زاد (30 عاما) منذ اعتقاله مساء الاثنين ولم يمثل حتي مساء الخميس امام النيابة العامة.