وصل انزلاق اليمن إلي التطرف حدا أصبح معه التدخل لتلافيه متأخرا للغاية، فانشغال الدول الغربية في تركيز ما تسميه "الحرب علي الإرهاب" علي أفغانستان والعراق حول بلدا مثل اليمن إلي قواعد للجهاد الدولي، حسب تحليل للكاتب بصحيفة ذي إندبندنت اللندنية، كيم سنجوبتا. واعتبر الكاتب أن العملية الانتحارية التي استهدفت موكب السفير البريطاني بصنعاء لا ينبغي أن تمثل مفاجأة في بلد تفشي فيه العنف وأصبح يمثل أرضية خصبة لازدهار ما يسميه بالتشدد الإسلامي. وعزا سنجوبتا سبب ترسيخ تنظيم القاعدة لوجوده باليمن -علي الأقل جزئيا- إلي ضآلة ما يقوم به الرئيس اليمني علي عبد الله صالح "لمواجهة نفوذ المتطرفين السنة وتجنيدهم". ويضيف أن اليمن، الذي تصل فيه نسبة البطالة إلي 50% من السكان ويفوق فيه عدد البندقيات عدد السكان، تحول إلي مسرح للصراع الطائفي بين الشيعة والسنة. ويستعرض سنجوبتا اتهام الحكومة اليمنية لإيران ورجل الدين الشيعي العراقي مقتدي الصدر بتقديم العون للمتمردين واتهام القبائل الشيعية اليمنية للمملكة العربية السعودية بتنفيذ هجمات جوية منتظمة في مناطق وجودها، واتهامها للحكومة اليمنية بغض الطرف عن ذلك وعن خرق الأجواء اليمنية من طرف الطيران السعودي. أما الغرب فيؤكد الكاتب أن اهتمامه باليمن ظل ظرفيا ومتقطعا، مثلا بعد الهجوم علي المدمرة الأمريكية كول اهتمت واشنطن باليمن، بينما ظل التركيز في "الحرب علي الإرهاب" منصبا علي العراق وأفغانستان، مما حول بلدانا مثل اليمن ودولا بالقرن الأفريقي إلي قواعد للجهاد الدولي. ويضيف أن الاهتمام الأمريكي باليمن تجدد بعد أن تأكد لدي واشنطن أن مواطنها اليمني الأصل أنور العولقي هو الدليل الروحي للطالب النيجيري عمر فاروق عبد المطلب الذي حاول تفجير طائرة يوم عيد الميلاد من العام 2009 فوق مدينة ديترويت ومصدر إلهام الرائد الأمريكي نضال مالك حسن الذي قتل 13 من رفاقه في قاعدة عسكرية بولاية تكساس في نوفمبر. ومن بين الجهود التي اتخذتها واشنطن قيامها بتحويل عناصر من قوة مهامها التي تتخذ من جيبوتي مقرا لها إلي اليمن وتعديل القانون للسماح باغتيال العولقي.