وربما هو أيضاً ،أنه رئيس المهرجان قبل أن يعود ويذكرنا مرة أخري بنفسه عندما يعتلي خشبة المسرح في دار الأوبرا المصرية ليشارك في توزيع جوائز حفل الختام ! باستثناء هاتين الطلتين لا يكاد يدرك أحد حقيقة العلاقة التي تربط د.فوزي فهمي ومهرجان القاهرة الدولي لسينما الأطفال،ولا سر تشبثه بهذا الموقع طوال السنوات السابقة من دون أن يضيف لهذا المهرجان السنوي "التقليدي" شيئاً من خبراته كأستاذ أكاديمي كبير ومبدع أكبر أو ينتشله من كبواته التي تستفحل دورة بعد الأخري حتي جعلت منه مهرجاناً "باهتاً" لا طعم له ،ولا يتذوقه إلا القائمين عليه (!؟) إذ يمكن القول إن "الدكتور" يحضر المؤتمر الصحفي لأنهم أخطروه بموعده ،وأن "البروتوكول" يفرض عليه حضوره ،وهو ما يبرر حالة الضيق الشديد التي تعتريه في كل مرة يفاجأ فيها بأن عليه الإجابة علي سؤال من صحفي "غلس" حول فشل المهرجان،الذي يكمل هذا العام عمره العشرين،في إحداث تأثير إيجابي علي الساحة ،علي الأقل في مصر،بدليل التراجع الملحوظ التي وصل إلي ذروته هذا العام عندما خلت مسابقة الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة من مشاركة أي فيلم مصري (!) فإذا كان مبرراً وطبيعياً أن تخلو المسابقة من وجود فيلم مصري روائي طويل فما المبرر وراء اختفاء الفيلم الروائي القصير؟ وكيف لم تبذل إدارة المهرجان جهوداً مكثفة للعثور علي الفيلم الروائي القصير الذي يصلح لتمثيل مصر في المسابقة؟ بل ماذا تفعل طوال العام وأين اتصالاتها مع الأجهزة المعنية بإنتاج هذه النوعية ،وهي كثيرة،بدليل ما نراه من إنتاجها الغزير أثناء المهرجان القومي للسينما المصرية وفي التظاهرات والأسابيع التي تنظم طوال العام ؟ وإذا كان الاتجاه غالب في الفترة الأخيرة علي إنناج هذه النوعية بنظام "الديجيتال" فما الذي يمنع مهرجان القاهرة الدولي لسينما الأطفال من التفكير في تغيير لائحته إذا لم تكن صالحة لمواكبة المستجدات ؟ هناك من يجزم بأن المهرجان يخطو عامه العشرين،لكن الحقيقة التي يعلمها المتابعون للمهرجان أنه يعيش مرحلة "الشيخوخة المبكرة"،بدليل شكله الذي لم يتغير منذ أن بدأ،وندواته التي لم يتغير فيها سوي العناوين،وسوقه الخيري الذي لا يعلم أحد ماهية الشروط التي ينبغي أن تتوافر فيمن يشارك فيه،والورش التي تعاني مشاكل موسمية لا يبادر أحد بالالتفات إليها أو وضع حل لها.. ووقائع مثيرة تتحول من دورة إلي أخري إلي ألغاز ،علي رأسها المعايير الغائبة لاختيار المكرمين (هذا العام اختاروا يحيي الفخراني ومحسنة توفيق وعبد الرحمن أبو زهرة وسميرة عبد العزيز وعفاف راضي وأحمد نبيل ومحمد هنيدي وأشرف عبد الباقي وطلعت عطية ومحمد ثروت وشوقي حجاب !!) لكنها لا تشغل بال القائمين علي المهرجان الذي تحول إلي "سد خانة" ،مهما قيل عن عدد الدول المشاركة فيه أو لجان التحكيم الكثيرة التي تقيم أعماله ،والتي ينضم إليها الأطفال من أبناء "المحظوظين"،فلا أحد يجرؤ علي تقييم الدورات العشرين للمهرجان،أو يقدم ما يشبه "كشف الحساب" عما جري فيها وإلا تحول الحدث إلي "فضيحة علي كل لسان"! من هنا كان طبيعياً أن يكتفي د.فوزي فهمي "الحاضر الغائب" بالإعلان عن فيلم افتتاح الدورة العشرين (4 11 مارس 2010) ويؤكد أنه إنتاج بولندي ويحمل عنوان "الشجرة السحرية" وخبراء الهند الذين يستعين بهم المهرجان في هذه الدورة للمشاركة في ورش العمل ،ولجان التحكيم التي لا حصر لها،ومشاركة مصر في المسابقات من دون أن يتوقف عند غيابها المخجل عن مسابقة الفيلم الروائي الطويل والقصير،وينفعل غاضباً عندما "يخرج صحفي عن السيطرة" ويتساءل عن فشل المهرجان في العثور علي فيلم مصري يصلح للافتتاح ، ويكرر الكلام المعتاد عن أن "المهرجان ليس جهة إنتاج" ،ويطالب الصحافة بأن تمارس دور الضاغط علي جهات الإنتاج لتنتج مثل هذا الفيلم من دون أن يقول لنا :"وما دور المهرجان في هذا الصدد؟"،وهو الغضب الذي انقلب إلي حدة عند إجابته علي سؤال آخر حول عجز المهرجان فيما يتعلق بالتنقيب عن المواهب من أطفال مصر فقال إنه "ليس دور المهرجان بل دور الكونسيرفتوار والمعاهد لمتخصصة؟"،ولم يبرر سر هذه التظاهرة،بل المظاهرة الضخمة للمكرمين الكبار ،في مهرجان مخصص للأطفال ،واكتفي بالقول إن المهرجان يحتفي بالأفلام التي تروج للقيم الإنسانية،وتؤصل الصورة الحقيقية للأطفال ،وأن المهرجان عليه أن يطور منظومة القيم التي تمتلكها مصر