أجهضت محاولات الولاياتالمتحدةالأمريكية لتعزيز قواتها في أفغانستان بعد اتهام المرشح الرئاسي ووزير الخارجية الأسبق عبدالله عبدالله لحكومة منافسه في الانتخابات الرئآسية حامد كرزاي بتزويرها. هذه المعركة الدائرة الآن علي معركة الانتخابات جاءت منافية تماما لخطط أوباما في أفغانستان وهو الفشل السياسي الذي لم يكن متوقعًا في هذه الفترة حيث أن كابول أمامها فترة ليست بالقليلة لتتمكن من تشكيل حكومة مستقرة قادرة علي أن تكون شريكا وعلي استعداد للعمل مع أمريكا للقضاء نهائيًا علي حركة طالبان ولفرض الأمن والاستقرار علي أفغانستان بالكامل. ووسط تزايد الضغوط العالمية علي كرزاي ليقبل بجولة ثانية من الانتخابات التي اجريت في 20 أغسطس الماضي أعلنت الأممالمتحدة وفق ما جاء بصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية انها سترسل لجنة بعدما تأكدت من عمليات التزوير لتتمكن من تحديد عدد الأصوات التي يجب إلغاؤها من قائمة المرشحين في الاقتراح الذي اثار جدلاً واسعًا والذي اجري في 20 أغسطس الماضي. وأشارت إلي انها ستقوم بإعادة النظر حول هذه الانتخابات بإجراء جولة ثانية وفتح باب الاقتراع من جديد حيث من المقرر أن تقدم اللجنة تقريرها حول الانتهاكات والتزوير نهاية الأسبوع الحالي. ومن جانبه رفض الرئيس الأفغاني حامد كرزاي خوض جولة ثانية وأبدي اعتراضه علي التحقيقات وألمح بالتدخل الأجنبي في الانتخابات محذرًا من مخاطر اندلاع أعمال عنف من قبل طالبان في حال القيام بجولة أخري للانتخابات. ووصف المحللون الأفغان ومسئول رفيع بالبيت الأبيض أن الأمر صعب ومعقد وليس بالهين حيث سيؤدي لعداءات وتوترات بالمنطقة وأكدوا أن تشكيل حكومة ائتلافية هي الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة. هذا الاقتراح أيده مستشار أمريكي بارز حيث أكد ان كرزاي ليس أمامه خيار سوي تشكيل حكومة ائتلافية للخروج من هذا المأزق ولإنهاء هذه المشكلة والبدء في إتخاذ قرارات سريعة وحاسمة لصالح أفغانستان. من جانبه حذر السيناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ والمرشح السابق للرئاسة الأمريكية من إرسال المزيد من القوات الأمريكية هناك قبل حسم نتيجة الانتخابات الأفغانية وانه سيكون تصرف غير مسئول من الرئيس أوباما خاصة بعد تزايد أعداد الضحايا في صفوف قوات التحالف الدولية "ايساف". وفي المقابل أكد الفريق أول ستانلي ماكريستال قائد القوات الأمريكيةبأفغانستان أن اوباما لن يتمكن من تحقيق هدفه في زيادة عدد القوات الأمريكية إلا بعد الانتهاء بشكل فعلي من أزمة الانتخابات الأفغانية حيث أكد ان المشكلة لا تكمن في الانتخابات فقط بل في تصاعد مقاومة حركة طالبان وزيادة هجماتها في الفترة الأخيرة، وحث اوباما علي ضرورة إرسال 40 ألف جندي أمريكي إلي افغانستان، وذلك بعد فشل ال68 ألف جندي من السيطرة علي الوضع الأمني هناك. يذكر أن اوباما أكد في خطابه الأخير أن إرساله للمزيد من القوات الأمريكيةلأفغانستان لم يكن إلا لعدم قدرة الحكومة الأفغانية من السيطرة علي الموقف هناك في ظل تصاعد هجمات طالبان والتي انتشرت في جميع أنحاء افغانستان مبررًا التدخل الأمريكي بأنه يرتكز علي الشراكة والتعاون المتبادل مع الحكومة الأفغانية مؤكدًا أن عدم اتخاذ قرارات سريعة وحاسمة كما يأمل سيحول أفغانستان إلي فيتنام جديدة. واختتم خطابه بكلمات تملأها الشفقة علي ما حدث في أفغانستان من جراء الانتخابات والهجمات التي تشنها طالبان وما حل بها من خراب ودمار وانهي كلماته بأمله في أن تخرج أفغانستان من كبوتها وتصبح أفغانستان جديدة وأن تتقدم علي الميدان السياسي والعسكري لإحكام قبضة الحكومة الأفغانية علي الوضع الأمني هناك.