نشرت جريدة الأهرام في صفحتها الأولي مؤخرا خبرا مهما لفت انتباهي وأظن أنه يستحق التوقف أمامه والاهتمام به. يقول الخبر إن بوريس جونسون عمدة مدينة لندن دعا أهل المدينة إلي الصوم يوم واحد خلال شهر رمضان وأن يكون الإفطار في هذا اليوم داخل أحد مساجد العاصمة البريطانية بهدف تحقيق مزيد من التقارب بين سكان المدينة من المسلمين وغير المسلمين.. وأضاف عمدة لندن أيضا أن مسلمي بريطانيا يجتهدون طوال الوقت ليثبتوا اندماجهم في المجتمع البريطاني، وهو ما يتطلب بالفعل أن يحرص البريطانيون علي توسيع معرفتهم بالدين الإسلامي وبعادات المسلمين، مؤكدا أن تجربة الصيام لمدة يوم واحد تجعلهم أكثر قربا من روح شهر رمضان ومساعدة من هم أقل حظا وأقرب إلي معرفة مشاعر المسلمين. وبصراحة شديدة فإنها فكرة مهمة بل أظنها جديدة ورائدة ربما تساعد علي تحقيق مزيد من التقارب بين المسلمين من جهة وأصحاب الديانات الأخري من جهة أخري، فالفكرة تستحق التجريب لعلها تساعد في فهم كل إنسان لمشاعر وأحاسيس الآخرين من حوله، وبالتالي تساهم في تحقيق إطار أكبر من المساحة المشتركة بين المختلفين دينيا، وفي اعتقادي فإن عمدة لندن، وغيره ممن يسيرون علي نفس الدرب من حيث العمل علي التقريب بين الناس وبعضهم البعض إنما هو رمز مستنير من الضروري الاقتراب منه وكسبه. كما أنه من الضروري تدعيم مثل تلك الأفكار الطيبة والتي تعد تنفيذا وتطبيقا عمليا لفكرة التواصل والحوار بين الأديان والعمل علي نشر القيم والفضائل الإنسانية المشتركة ومنها قيم الحب والخير والتسامح والسلام والعطاء.. وغيرها من القيم الراقية التي تساعد علي النهوض بالمجتمع وتنمية الوطن الذي نعيش علي أرضه وننتمي إليه. القراء الأعزاء.. ربما يشاركني البعض في تبني دعوة خاصة بأن نصوم جميعا، نحن أبناء مصر، يوما من أيام شهر رمضان المبارك.. مسلمين ومسيحيين.. خاصة أن الصوم في المسيحية هو فضيلة مقدسة حيث يصوم المسيحيون علي مدار السنة عدة أصوام منها الصوم الذي يسبق عيد الميلاد المجيد والصوم الكبير الذي يسبق عيد القيامة المجيد، وكذا صوم الرسل، وصوم السيدة العذراء فضلا عن صوم يومي الأربعاء والجمعة من كل أسبوع ويكون الصوم مصحوبا بالتضرعات والصلوات من أجل خير الكنيسة ونماء الوطن. أعرف أن المواطنين المسيحيين يقدرون مشاعر اخوتهم المسلمين في شهر رمضان وهناك مواطنون مسلمون يشاركون مواطنيهم المسيحيين بعض صيامهم، ولكن ما رأيكم أن نصوم جميعا يوما من أيام شهر رمضان، وليكن يوم الأربعاء أو يوم الجمعة علي أن نصلي جميعا في الكنائس والمساجد من أجل سلامة هذا الوطن الجميل من كل سوء، هذا الوطن الذي علمنا قداسة البابا شنودة الثالث أننا لا نعيش فيه وإنما يعيش الوطن فينا؟! أمين عام جمعية محبي مصر السلام مستشار الاتحاد العام للمصريين للخارج