وشهدت صعدة خلال الأيام الماضية تطورات غير مسبوقة حيث اشتدت المواجهات بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية بمديريات غمر وشدا ورازح والملاحيظ وأحرز الحوثيون مكاسب ميدانية، وسيطروا علي مناطق قريبة من الحدود السعودية، وسقطت بيدهم مواقع عسكرية وغنموا ذخائر وأسلحة ثقيلة وعربات مصفحة. وحسب مصادر محلية احتل الحوثيون المجمع الحكومي وإدارة الأمن والمواقع المحيطة في شدا، وسيطروا علي منطقتي المثلث الأسفل والأعلي بالمديرية وهو طريق يربط الأخير بثلاث مديريات بصعدة. كما سيطروا علي الحصّامة بمديرية الملاحيظ وهي منطقة إستراتيجية لأنها علي الحدود مع السعودية، وعلي مواقع محيطة بما فيها المشنق التي تربط بين اليمن والسعودية وتستخدم لنقل المواد والمنتجات الزراعية بين البلدين. وحسب المصادر، استولي الحوثيون كذلك علي موقع الجوة العسكري وجبل مهدي وحصن القفل في مديرية ساقين، إضافة إلي جبل عنم وهو من أهم الجبال والتحصينات العسكرية بمديرية جماعة. وتحدثت مصادر مقربة من الجيش عن تحضيرات واسعة لاستعادة المبادرة من الحوثيين الذين استغلوا خلو صعدة من القوات العسكرية التي اقتصرت منذ وقف العمليات علي وحدات صغيرة رمزية، في خرق واضح لوقف العمليات الذي أعلنه رئيس الجمهورية في 17 يوليو 2007. وذكرت المصادر أن الجيش استعاد منطقة الحصامة الحدودية وكبد الحوثيين خسائر كبيرة، واعتبرت أن المواقع التي هاجموها خارجة عن سيطرته أصلا بعدما سحب قواته مع وقف العمليات. ولم تستبعد المصادر حملة واسعة لاستعادة الموقف وفرض هيبة الدولة، وهو ما بدا واضحا في بيان اللجنة الأمنية العليا التي حمّلت "قيادة عناصر التخريب والإرهاب في محافظة صعدة نتائج تلك الأعمال وما قد يترتب عليها". وقالت اللجنة في بيان الخميس "إن الأجهزة الأمنية ورجال القوات المسلحة سيقومون بواجباتهم الدستورية والقانونية لحماية المواطنين وممتلكاتهم وتطهير المدارس والمراكز الصحية والمباني الحكومية من العناصر الإجرامية". وقال محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم عبد الملك الحوثي "إن المواطنين ضاقوا ذرعا بوجود قوات الجيش بين منازلهم وقراهم"، ما جعلهم "يعالجون" الوضع حسب قوله.