جاء تكريمها في الدورة التاسعة عشرة لمهرجان القاهرة الدولي لسينما الأطفال "5 13 مارس"، ليذكر الملايين بأنها بدأت مشوارها كممثلة سينمائية، قبل أن تخطفها الدراما التليفزيونية، وتتوج نفسها نجمة بعد تجسيدها لدور أم كلثوم في المسلسل الذي حمل الاسم نفسه. لكن "صابرين" فاجأت الجميع واعتزلت، بعد أن ارتدت الحجاب، ثم تراجعت، وعادت للتمثيل بالحجاب، وجاء التكريم ليذكر الناس بأنها الطفلة التي ظهرت في فيلم "سونيا والمجنون"، وهي أيضا الضلع الشهير في "الدويتو" المعروف "صابرين وعمو ياسين".. فهل هجرت "صابرين" السينما أم أن السينما هي التي هجرتها بعدما فضلت أن تكون "العمدة هانم" في الدراما التليفزيونية؟ كيف كان شعورك لحظة تكريمك في مهرجان القاهرة الدولي لسينما الأطفال؟ شعور لا يوصف، ويكفي أنني عدت إلي الوراء لسنوات طويلة تذكرت خلالها كيف كنت في عمر أولادي: عمر و يوسف وندور وعلي، وشاركت وأنا طفلة في أفلام أسعدني أن هناك من تذكرها، وكرمني من أجلها، مثل: "سونيا والمجنون"، الذي وقفت فيه أمام عمالقة مثل عماد حمدي ومحمود ياسين ونجلاء فتحي، وأشعر الآن أنني محظوظة لانني حصلت علي فرصة كهذه وأنا بعد طفلة لم تدرك ما الذي تفعله، بل لم أكن أدري "يعني ايه تمثيل"! ألم تتذكري "صابرين وعمو ياسين"؟ "مبتسمة" دي أجمل أيام، وفي تلك الفترة، ما بعد الطفولة مباشرة، كنت أغني مع "عمو ياسين"، الذي هو والدي، وكونا معا فرقة غنائية تحمل هذا الاسم "صابرين وعمو ياسين"، لكنني تركت الفرقة بعد أن جذبني التمثيل أكثر، ووقعت في غرامه، إضافة إلي أن الفرقة نفسها لم تستمر لانني لم أعد طفلة. وما الذي ورثته عن نعيمة عاكف؟ لم أرث شيئآ علي الاطلاق. هل تشعرين بأن السينما هجرتك بعد قرارك ارتداء الحجاب؟ من قال هذا؟ لقد قدمت، من قبل مرحلة الحجاب ما يقرب من 41 فيلماً تعاونت خلالها مع كبار المخرجين في السينما المصرية، واستطيع أن أكشف عن مفاجأة عندما أقول إنني استعد لتصوير فيلم سينمائي جديد، لكن الحقيقة أنني لا أحب العمل في السينما وأفضل عليها التليفزيون. لماذا غبت عن الشاشة الكبيرة في الفترة الأخيرة ما دمت تقولين إنها لم تهجرك؟ لانني أشعر وأنا أعمل في التليفزيون، وكأنني في بيتي، خصوصا أن نجاحي وشهرتي ينسبان للأعمال التليفزيونية، وليس الأفلام السينمائية، ولعل أبرزها دوري في مسلسل "أم كلثوم" الذي لا أفوت مناسبة من دون القول إنني لو لم أقدم غير هذا الدور في حياتي ما انزعجت لانه شرفني كثيرا، ويكفيني انني قدمت فيه تاريخ سيدة عظيمة مثل أم كلثوم، لم تترك بصمة فحسب، بل أثرت حياتنا الفنية والغنائية. وكان العمل فرصة للتعامل مع واحدة من أعظم مخرجات الوطن العربي هي إنعام محمد علي، التي كان لها فضل اكتشاف طاقات بداخلي أنا نفسي لم أكتشفها من قبل، ولم أشعر أنني أملكها.. ومن خلال العمل عرفني الجمهور كما يعرفني من قبل. ولانني لا أريد أن أظلم أحدا ممن تعاونت معهم، فأشيد بالدور الذي لعبه المخرج محمد فاضل وكذلك المخرج إسماعيل عبدالحافظ في حياتي. لم تحدثينا عن الفيلم الذي تستعدين للمشاركة في تصويره قريبا؟ محمد علي، حيث أجسد دور فلاحة جريئة تعيش في فترة حكم محمد علي، والفيلم بطولة يحيي الفخراني وإنتاج "جود نيوز"، وإخراج السوري حاتم علي. وجديدك التليفزيوني؟ "العمدة هانم" الذي أصوره الآن، ويحكي قصة امرأة طموح تعتلي عرش "العمودية" في إحدي قري مصر، والمشاكل التي تواجهها. فيلم ومسلسل إذن ليس صحيحا ما يتردد عن أن الفنانة المحجبة تجد صعوبة في العثور علي أدوار تناسبها؟ أو نص تجد لها مكانا فيه؟ "مفيش صعوبة ولا حاجة"، فالفنانة المحجبة هي جزء من المجتمع، وتنتمي إلي شريحة عريضة منه، وبالتالي لا تستطيع السينما أو التليفزيون استبعادها من الخريطة أو من الموضوعات التي تناقشها وإلا كانت مزيفة وغير صادقة ولا علاقة لها بالواقع، ولهذا السبب أصبحت الفتاة المحجبة جزءا من واقع الدراما المصرية، وأنا أرفض التفريق بين الفنانة المحجبة والأخري غير المحجبة فكلنا فنانون. وهل يحدث أن سعيت إلي جهة أو شخص ليسند لك دورا ويكتب لك شخصية تناسبك؟ "عمري ما طلبت" من مؤلف أيا كان أن يكتب لي عملا أو دورا، وكل ما أفعله أن أنتظر عرض الأعمال علي، وأختار الأفضل من بينها، والأكثر ملاءمة لي. وهل صحيح أن أزمة السينما المصرية في الوقت الراهن تكمن في تخفيض أجور الفنانين؟ لو أن هذا هو البديل الوحيد المطروح فلا أظن أن أحدا من الفنانين سيرفض هذا الحل، وأنا شخصيا سأبدأ بنفسي، وأعلنها أنني سأخفض أجري تماشيا مع الأزمة، لكن هذا- في رأيي- ليس البديل علي الاطلاق، وهناك حلول أخري أكثر جدية وعملية.