انطلاقا من التزامها بقواعد الشرعية الدولية والحفاظ علي علاقات طيبة مع جميع أطراف الصراع دون المساهمة في تعقيده أعلنت مصر مشاركتها في بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام في إقليم شرق الكونجو الديمقراطية "المعروف اختصارا باسم المونوك" والتي تعمل بالاقليم منذ تفجر أزمته في تسعينيات القرن الماضي. المشاركة المصرية وفق ما يقول السفير حسام زكي المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية ستكون بتعزيز قدرات قوات "المونوك" من خلال وزارتي الدفاع والداخلية بقوات مصرية تتكون من كتيبة مشاة ميكانيكي وسرية مظلات وسرية صاعقة، وسرية مهندسين عسكريين بإجمالي قوة تبلغ 1325 فردا فضلا عن المشاركة بمكون الشرطة التابع لقوات المونوك من خلال وحدة شرطة تابعة لوزارة الداخلية مهامها حماية أفراد وموظفي الأممالمتحدة ومنشآتها وتوفير المساندة للشرطة الكونجولية وبناء القدرات خاصة فيما يتعلق بتحسين الأوضاع الأمنية بمنطقة العمليات والقيام بدورات مشتركة مع الشرطة الكونجولية بالاقليم. مشاركة مصر جاءت في إطار القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي رقم 1843 في ديسمبر 2008 والذي أقر تعزيز قدرات القوة الأممية والتي يصل قوامها الحالي إلي 17 ألف فرد بقوات إضافية تبلغ 3 آلاف فرد من بينهم 2785 عسكريا و300 شرطي مع الابقاء علي الولاية الحالية للقوة دون تعديل. وتأمل القاهرة في أن تؤدي التطورات الايجابية الأخيرة لأزمة اقليم شرق الكونجو ونجاح العمليات العسكرية المشتركة للقوات الكونجولية والرواندية في الاقليم ضد الميليشيات المسلحة والتي استسلمت الكثير من عناصرها ودمج المئات من عناصرها بالجيش النظامي للكونجو الديمقراطية في المساهمة في تحقيق قوة المونوك لأهدافها بالاقليم من حفظ السلم والأمن وتأمين ممرات الاغاثة الانسانية والمساعدة في عودة النازحين واللاجئين إلي مواطنهم الأصلية. مصادر سياسية قالت إن مشاركة القوات المصرية في عمليات حفظ السلام في الكونجو تأتي استمرارا للمشاركة في عمليات سابقة في أفريقيا تحت مظلة الأممالمتحدة، والتي كان من بينها المشاركة في قوات حفظ السلام في الكونجو اثناء فترة الحرب الأهلية خلال الفترة من 1960 - 1961 بعدد سريتي مظلات بحجم 258 فردا، وفي قوات حفظ السلام في الصومال بكتيبة مشاة ميكانيكي مخفضة بحجم 240 فردا في الفترة من ديسمبر 1992 إلي مايو 1993 وذلك من خلال عملية استعادة الأمل.