فرضت القضية الفلسطينية وأحداث الاعتداء الإسرائيلي علي غزة نفسها علي الساحة الرياضية وبدأ كل طرف يحاول التعبير عن موقفه الرافض لهذه الأحداث المؤسفة التي يتابعها الجميع عبر القنوات الفضائية من قتل الأطفال والاعتداء علي الشيوخ وهدم المساجد والمنازل والأماكن الآمنة ومناظر كثيرة اقشعرت لها الأبدان نتيجة هذا الاعتداء الصهيوني الغاشم عبر كل شخص بطريقته الخاصة في الوسط الرياضي وكانت البداية باتحاد كرة القدم المصري الذي ناقش في اجتماع مجلس إدارته الأخير كيفية الإعلان عن تأييد ومساندة غزة ضد الاحتلال وكانت هناك عدة اقتراحات من بينها إيقاف الدوري العام لمدة أسبوع حدادا علي أرواح شهدائنا من الفلسطينيين إلا أن هذا الاقتراح تم رفضه نظرا لضيق الوقت الذي تعانيه المسابقات المحلية في الوقت الحالي وفي ظل تزاحم البطولات المختلفة فضلا عن أن البعض رأي أنه من الأفضل استمرار البطولة مع الإعلان من خلالها عن رفض هذه الاعتداءات حتي يصل موقف الرياضة المصرية إلي العالم خاصة أن الدوري المصري يحظي بمتابعة قوية من مختلف الدول العالمية وبالفعل تم الاتفاق علي أن يقف اللاعبون دقيقة حدادا علي أرواح شهداء غزة في كل مباراة من مباريات الدوري العام. ليس هذا فحسب بل استقبل الكابتن سمير زاهر رئيس الاتحاد وفدا من الاتحاد الفلسطيني وتم الاتفاق علي أن يتم تخصيص جزء من إيراد المباريات الودية التي يخوضها المنتخب الوطني خلال الفترة القادمة لصالح غزة وسوف تكون البداية بمباراة كينيا يوم 23 يناير الجاري حيث تقام تحت شعار تضامنا مع غزة. في نفس الإطار فقد أعلن الجهاز الفني للمنتخب الوطني عن قيامه بالتبرع بمبلغ لصالح أسر الضحايا والمساهمة في إعادة بناء المنازل المهدمة هناك وطالب شوقي غريب المدرب العام للمنتخب الجميع بالمساهمة في مساندة إخواننا الفلسطينيين كل بما يستطيعه خاصة اللاعبين والمدربين وكل أندية الدوري العام. يعتبر محمد أبو تريكة نجم الأهلي هو أول من أعلن موقفه صراحة وتأييده لغزة في عام 2008 خلال بطولة أمم غانا 2008 حيث ارتدي قميصا مكتوباً عليه تعاطفا مع غزة باللغتين العربية والإنجليزية وعلي نفس الطريقة فقد أظهر المهاجم الدولي المالي فريديريك كانوتيه تضامنه مع غزة عندما سجل الهدف الثاني لفريق أشبيلية في مرمي ديبور تيفولا كورونيا 2/1 في مسابقة كأس أسبانيا. ورفع كانوتيه قميصه بعد تسجيله الهدف ليبدي تضامنه مع غزة بقميص آخر كتب عليه فلسطين بعدة لغات، وذلك تضامنا مع القطاع الذي يتعرض لاعتداءات إسرائيلية أودت بحياة المئات من المدنيين. وكانوتيه 31 عاما المسلم الملتزم بالشئون الإنسانية من اللاعبين الذين يولون أهمية كبري للمشاريع الخيرية وهو أسس جمعية للاعتناء بالأيتام في مالي كما أنه دفع من جيبه الخاص حوالي نصف مليون يورو من أجل إنقاذ مسجد في أشبيلية من الإغلاق. ولم يعر المهاجم المالي أية أهمية للقوانين التي تحظر إظهار شعائر سياسية خلال المباريات أو لاحتمال أن يتعرض لعقوبة ما من الاتحاد الإسباني لكرة القدم لأنه أراد أن يظهر للجميع ما تعني له القضية الفلسطينية وأن يظهر تضامنه مع أهل غزة الذين يتعرضون يوميا لشتي أنواع القذائف الإسرائيلية التي تسببت منذ 27 الشهر الماضي بمقتل أكثر من 700 فلسطيني. جدير بالذكر أن كانوتيه فاز بجائزة أفضل لاعب في القارة الأفريقية الموسم الماضي. في نفس الإطار فقد قلد محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب المصري لكرة القدم في ارتدائه "الكوفية الفلسطينية" خلال تسلمه جائرة مجلة "سوبر" نيابة عن محمد أبو تريكة لاعب المنتخب المصري والنادي الأهلي كأحسن لاعب عربي. وحرص أيضا نجم الزمالك المصري السابق خالد الغندور خلال تواجده في الحفل علي التوشح بالكوفية الفلسطينية تضامنا مع غزة، هذا ويفكر مجلس إدارة اتحاد كرة القدم في إقامة مباراة ودية بين الأهلي والزمالك إذا لم تسمح لظروف المنتخب الوطني يكون إيرادها الكامل لصالح غزة.