من ناحيته يفسر المخرج حسام الدين صلاح مخرج مسرحية "يمامة بيضا" مايحدث في المهرجان القومي للمسرح المصري، في العلن وفي الخفاء، بأنه تكملة لحالة الفوضي التي تعم أرجاء الساحة المسرحية، وتضرب أركان مسرح الدولة، والبيت الفني للمسرح برئاسة د. أشرف زكي، حيث أدي انشغال فاروق حسني وزير الثقافة بالحصول علي تأييد عدد كبير من الدول العربية والاجنبية للفوز بمنصب مدير عام اليونسكو، إلي أن عاثت الفئران فساداً في المكان وكان لإهماله شئون الثقافة في مصر، ومن بينها البيت الفني للمسرح، إلي حالة من الإهمال والتسيب، والارتباك في اتخاذ القرارات، وفي توقيتها مثلما حدث في قرار تجديد وتطوير مسارح الدولة في توقيت كانت فيه العروض، ومن بينها"يمامة بيضا" في أوج نجاحها الجماهيري. .. وأدي القرار إلي ايقافها وعروض أخري ناجحة فيما يشبه المؤامرة التي أدت إلي شعور بطلها الفنان علي الحجار بالاحباط، وتأكد الاحساس بوجود مؤامرة علي العرض، بعد إغلاق المسرحية لمدة 5 شهور كاملة، وعندما علم الجميع أننا بصدد العودة للعرض من جديد ، بعد التجديدات التي جعلت المسارح في شكل أسوأ من ذي قبل، فوجئنا برئيس البيت الفني للمسرح د. أشرف زكي يتعاقد مع أمل محيي الدين، الذي يشارك في بطولة المسرحية في دور والد الفنانة هدي عمار، ليشارك ببطولة مسرحية "روايح" لفيفي عبده (!) وهو ما يجعلنا نتساءل: لماذا الإصرار علي إعادة عرض مسرحية "روايح" بعد رفض شركة صوت القاهرة تصويرها، وبالطبع شرائها وتسويقها ، لأنها مسفة و متدنية الفكر والمستوي، وتقترب من "الكباريهات"، بينما رفض أشرف زكي نفسه نصف مليون جنيه من شركة صوت القاهرة لتصوير "يمامة بيضا" لمجرد أن يعاقبهم علي رفض تصوير "روايح" لفيفي عبده و"النمر" لمحمد نجم.. فكانت النتيجة أن دفعنا نحن في "يمامة بيضا" الثمن .. والجمهور أيضاً، الذي حرم من متعة فنية وقيمة فكرية. فهل بعد هذا كله يمكن أن يأتي المهرجان القومي للمسرح المصري ناجحاً؟! يواصل حسام الدين صلاح ثورته وكيف لا نبدأ بمحاسبة المقصرين والمخطئين قبل أن نورط أنفسنا في مهرجان لم نرفيه سوي السلبيات، ومنذ ليلة افتتاحه والأخطاء تتوالي والسلبيات تتراكم، فشهدنا أسوأ حفل في تاريخ المهرجانات، وتذرعوا بأنه جاء حزيناً لفقدان المخرج المبدع سعد أردش(!) وتناسوا أن سعد أردش نفسه كان سيسعد لو جاء الافتتاح مبهراً وجيداً (!) إن كل عاشق للمسرح المصري في غاية الاسف والحزن للاحوال التي تردينا إليها، والتي أدت إلي عجزنا عن إقامة مهرجان قومي للمسرح، وليس دولياً، وكأننا نفتقر إلي وجود مبدعين قادرين علي إقامة وتنظيم مهرجان ناجح؟! إن الامر لا ينبغي ان يمر مرور الكرام ولابد من تحقيق عاجل مع كل المتسببين في هذا المهرجان الفاشل.