كان الله في عون الممثلة الشابة "ميرال"، فقد اختارت ألا يشغلها زواجها ثم إنجابها عن الفن، فقررت التفرغ لحياتها الزوجية، وعندما اختارت العودة إلي فنها فجعت برحيل والدها المخرج كمال عيد.. ووسط أحزانها تحدثت إلينا عن الغياب.. والعودة.. والزواج.. والإنجاب.. ورحيل الأحباب. اخترت توقيتاً سيئاً لتختفين في وقت كان اسمك قد بدأ يقيم علاقة مع الجمهور؟ - وماذا أفعل؟ بعدما كنت قد قررت الزواج، وكأمر طبيعي أنجبت ابنتي "مايا"، وعندما قررت العودة شعر والدي ببعض التعب، ولم تمهله الأقدار فرحل عن دنيانا، وتسبب هذا في تدهور حالتي النفسية، لكوني مرتبطة به بدرجة كبيرة، لكنني قبل هذا كنت قد عدت بمسلسل "الإمام المراغي"، الذي عرض في رمضان الماضي، وربما لأن توقيت عرض المسلسلات الدينية سيئ ومتأخر للغاية فإن أحداً لم يعلم بأنني عدت بالفعل. هل انتباتك المخاوف من طوال فترة غيابك أن ينساك الجمهور، ومن قبلهم المنتجون والمخرجون في ظل ظهور وجه جديد كل يوم؟ - أبداً ولم يرد مثل هذا الخاطر علي بالي يوماً، فقد قدمت أعمالاً محببة وتركت أثراً مع الجمهور وأيضاً المنتجين والمخرجين، وعندما عدت لم أجد معاناة من أي نوع، بل تذكر الجمهور دوري في "حكاوي طرح البحر" الذي جسدت فيه شخصية "نازلي"، فعلي الرغم من أنه لم يعرض سوي علي قناة m.b.c إلا أنه "علق مع الناس" إضافة إلي دور "رباب" في مسلسل "العمة نور" ودور الملكة "ناريمان" في "رد قلبي" المسلسل وليس الفيلم طبعاً، وهو الدور الذي كان محل إعجاب من الكثيرين، وكان محل حفاوة في معظم الندوات التي أقيمت للمسلسل.. غير أنني أسفت لأنني اشتركت في بطولة فيلم بعنوان "ولا علي بالي" واكتفي منتجه بعرضه في الفضائيات فقط ولم تتح له فرصة العرض تجارياً. وهل تمنيت بالفعل عرض الفيلم أم حمدت الله حتي لا يوصم بأنه فيلم مقاولات؟ - بل تمنيت، ولا أدري السر وراء إصرار منتجه علي عدم عرضه، وأحياناً أواجه أشياء من هذا القبيل لا يكون لي دخل فيها، ولا أملك قراراً حيالها لكنها تؤثر علي وفي بشكل ما، وهذا ما تعرضت له أيضاً في مسلسل بعنوان "السرداب" شاركت ببطولته مع الفنان القدير صلاح السعدني والفنانة سلوي خطاب وفوجئت بأنه عرض علي قناة النيل الدولية فقط، ومُنع من العرض في بقية القنوات الأرضية والفضائية بعدما واجه مشاكل مع الرقابة وقيل أنه يتعرض لأمور تخص الاستخبارات المصرية. في كل الأحوال هل ترين نفسك مظلومة.. أم مسئولة عن تبديد فرص كان يمكن أن تجعل منك نجمة؟ - لا أشعر بالظلم لكنني أنظر إلي ما يحدث بوصفه نوعاً من عدم التوفيق، ولا أنكر أن الفرص التي أتيحت لي كانت جميلة مثلما حدث في مسلسل "الصبر في الملاحات" و"هالة والدراويش" وأيضاً "قشتمر" و"درس العمر" الذي قام ببطولته محمد هنيدي، وكم كنت محظوظة عندما اقتربت من عمالقة بما يؤكد أنني لست مظلومة لكن المناخ الإنتاجي نفسه تغير وتبدل ولم أكن وحدي ضحيته. اعتراف بأن والدك المخرج كمال عيد ووالدتك فنانة المونتاج ليلي السايس لم يكن لهما فضل عليك؟- إطلاقاً، ولا أستطيع أن أنكر فضلهما علي، ودورهما في توجيهي وتقديم يد المساعدة لي، فهما اللذان ساعداني في اختيار النصوص التي فزت بها، ووصفت بأنها جيدة، وإليهما يعود الفضل في أنني قمت في طفولتي بالمشاركة في بطولة فيلم "بص شوف سكر بتعمل إيه"، وإلي والدي يرجع السبب في تعاوني معه في فيلم "زواج مع سبق الإصرار" ثم "موعد مع الذئاب" وفيلم آخر بعنوان "عايزين لعب". لكن تركيزك في الفيديو يعني أنك غير راضية عما قدمت في السينما أو ربما عن حالها الآن؟ - بالعكس، فأنا أري أن السينما الآن في خير حال، والدليل علي هذا التنوع الذي شهدته الساحة من حيث الإنتاج السينمائي والموضوعات التي تناولتها أفلام عامي 2007 و2008، وهي حالة بدأت بإنتاج الفيلم الرائع "سهر الليالي" ثم "عمارة يعقوبيان"، ولعلي أذيع سراً عندما أقول إن بدايتي كانت سينمائية بحتة عندما عملت مع المخرج الكبير يوسف شاهين في فيلمه "القاهرة منورة بأهلها" الذي شاركني بطولته باسم سمرة وخالد يوسف الذي عمل كمساعد، ولم تنقطع علاقتي بعدها بالسينما بل شاركت في بطولة فيلم "الزمن والكلاب" بطولة النجم الكبير نور الشريف وإخراج سمير سيف ثم فيلم "ولا علي بالي" وآخر فيلم شاركت فيه كان بعنوان "شبر ونص". الذي وصف بأنه فيلم مقاولات؟ - هذا الفيلم واجهته ظروف سيئة، ففي الوقت الذي كان يشهد تركيزي علي التليفزيون رُشحت لبطولته أمام حسن حسني و فرقة "سبايس بيبي"، ولم أستطع أن أتردد فقد كانت أول بطولة مطلقة لكن المنتج ويدعي نافع عبدالهادي تدخل في السيناريو، وشوه الفكرة التي كانت لطيفة والسيناريو أيضاً قبل أن يضع أنفه فيه، وأراد استثمار نجاح أغنية الفريق "بابا فين"، التي كانت ذائعة الصيت وقتها، وأصر علي أن يقدمها في الفيلم كما تدخل في أمور أخري هي من صميم عمل المخرج د. عادل يحيي مما أثر سلباً علي الفيلم وكواليسه، وعلمت منذ يومين فقط أنه سيذاع علي قناة "ميلودي أفلام، وفرحت جداً. وهل خرجت بدروس مستفادة من تجربة هذا الفيلم؟ - أكيد، فعلي سبيل المثال أيقنت أن العاطفة لا ينبغي أن تسيطر علي قراراتي، وأن تدار الأمور بالعقل وحده، وأن أحرص علي أن تكون بنود العقد واضحة ومحددة، وألا تترك أي مجال لتلاعب أو تحايل من جانب أحد مما تتسبب في إفساد الأعمال التي أشارك ببطولتها وأدفع أنا ثمن نتائجها في النهاية. ألا ترين أن الإذاعة يمكن أن تسد نقصاً كبيراً في حالة الفراغ التي تحسين بها أحياناً؟ - حدث هذا بالفعل، وشاركت في مسلسل بعنوان "سجن الزوجية" من تأليف الكاتب الكبير محمود أبوزيد وبطولة النجمة نبيلة عبيد والنجم محمود عبدالعزيز. وهل ترين أن العودة ملائمة لطموحاتك؟ - بدرجة كبيرة، بدليل أنني وقعت عقدين للمشاركة في بطولة فيلمين سينمائيين، أولهما "جنون النسوة" تأليف وائل أبوالسعود وإخراج كمال نور والبطولة لمجدي كامل وبشري وماجد الكدواني والفنان الكبير لطفي لبيب والفنان سامي العدل.. ونحن الآن في انتظار الفنان مجدي كامل للانتهاء من تصوير دوره في مسلسل "ناصر" لكي نبدأ التصوير. أما الفيلم الثاني فيحمل عنوان "طبيب ولا حبيب" تأليف عبدالحميد أبو ذكري ولم يستقر الأمر علي اختيار المخرج والأبطال. وعلي مستوي التليفزيون والمسرح؟ - هناك مسلسل سيت كوم بعنوان "أولاد الاستاذ عمر" إخراج رضا شوقي، ويتناول ظاهرة ازدياد معدلات الإنجاب بطريقة مبتكرة وجديدة، حيث تدور الأحداث حول أم لسبعة أبناء ذكور تتمني إنجاب أنثي! أما المسرح فلم تعرض علي أعمال علي الرغم من أنني أعشقه، وأناشد قيادات مسرح الدولة أن يتيحوا لي الفرصة لأقف علي خشبته لأول مرة، ولو حدث هذا علي خشبة المسرح القومي أكون قد حققت حلم عمري.