اكتشف الوزير المهم أن رجل الأعمال مسنود أكثر منه وقرار رجل الأعمال هو الذي تم تنفيذه و حتي الوزير لم يسمح له بإعلان اعتراضه!! هل شعر الوزير بالإحباط والاكتئاب مثل باقي المواطنين العزل أمام وسايط الناس المهمة؟ إشاعة قوية تقول أن السيد حاتم الجبلي وزير الصحة سيخرج من الوزارة قريبا لأنه يشعر بالناس وبمعاناتهم من الخدمة السيئة للغاية في المستشفيات الحكومية و يحاول إيجاد حلول حقيقية وجذرية لإنهاء هذه المهزلة !! حزب أعداء النجاح والإصلاح يشيعون في الأجواء العليا والتي في يديها العصا السحرية لتعيين الغفير وزيرا والوزير غفيرا أن هذا الرجل الذي جاءوا به من القطاع الخاص ينحاز للغلابة!! الرجل الذي جاء ليخصخص العلاج الحكومي فوجيء مثلنا أنه لا علاج أصلا في مستشفيات الدولة !! الرجل الذي كان من ضمن الأطباء رجال الأعمال والذين يعتبرون أن المرض بيزنس و أن المريض زبون أو client و أن كلما زادت الأمراض انتعش بيزنس الطب و زاد دخل الأطباء أصبح متعاطفا مع المواطن الفقير المريض بعد أن لمس بنفسه الحال المتدهور للغاية وغير الآدمي للمستشفيات والمعامل الحكومية و ظروف العمل السيئة فيهم و المرتبات المتدنية التي يتقاضاها الأطباء و الممرضون (من 200 الي300 جنيه في الشهر)!!!!! يا للهول رجل من الأغنياء و من ضمن الحكومة الشيك يفكر في الفقراء من الشعب و يحاول أن يفعل لهم شيئا !! الشائعة تقول أنهم سيبررون خروج الوزير من الوزارة لأسباب صحية!! وزير الصحة يشكو من صحته!! ألف سلامة عليه! ليس غريبا أن يمرض من يقاوم فساد استشري من سنين في القطاعات الحكومية المختلفة!! و كله متصل بكله فكل الأعمال الحكومية من مقاولات لرصف الطرق لتوريد معدات ومستلزمات تسند فقط للمقربين والمسنودين حتي المستشفيات الحكومية من يورد مستلزماتها الطبية لابد و أن يكون من المهمين المسنودين وحتي إذا كانت هذه الأدوات فاسدة و تضر بصحة المواطن فلا توجد مشكلة، فالمورد مسنود و المواطن يتسمم أو يموت مافيش مشكلة، فالمواطن مش مسنود ولو مواطن شريف استطاع أن يفضح المورد المسنود مافيش مشكلة فالمسنود سيخرج منها مثل الشعرة من العجين !!! متي يأتي اليوم الذي يصبح فيه المواطن المصري مسنود في بلده ؟ مسنود بحقه في ملكية بلده المستباحة!! مسنود بنواب شرفاء في مجلس يفترض أن اسمه مجلس الشعب!! مسنود بأحزاب تتسابق من أجل الدفاع عن حقوق المواطنين و خصوصا الحزب الأقوي و الأكبر و الذي يفترض إنه الوطني !! حتي المسنودين في البلد درجات، فالصدام الأخير الذي تناولته الصحف بين وزير مهم ورجل أعمال مشهور للغاية انتهي بأن اكتشف الوزير المهم أن رجل الأعمال مسنود أكثر منه وقرار رجل الأعمال هو الذي تم تنفيذه و حتي الوزير لم يسمح له بإعلان اعتراضه!! هل شعر الوزير بالإحباط والاكتئاب مثل باقي المواطنين العزل أمام وسايط الناس المهمة؟ أن يحدث لك ما يحدث للآخرين فرصة لأن تعبر من مرحلة التعاطف إلي مرحلة الفعل و خاصة إذا كنت في موقع مسئولية يسمح لك بتغيير واقع أليم و بشع يعيش فيه بشر لم يختاروه أو ارتكبوا ذنبا يدفعون ثمنه بل هو قدرهم أن يعيشوا و يموتوا تعساء و مهمشين في بلد لا تهتم إلا بالمهمين !! وزير آخر رحل لأنه كان مهتما بالناس و معاناتهم أيضا و بدأ يصلح بضمير ما أفسده السابقون !! و هو وزير النقل والمواصلات السابق "عصام شرف "،وجاءوا بدلا منه بوزير مبتسم دائما لا أعلم لماذا رغم كثرة حوادث القطارات والطرق في الفترة الأخيرة !! لا أعلم لماذا أشعر أن المسئولين في هذا البلد مهتمون بصورتهم أكثر من اهتمامهم بالعمل الذين جاءوا من أجله!! قبل أن أختم هذا المقال شاهدت علي قناة خاصة تقريرا عن المستشفيات الحكومية ورأيت المواطنين يحكون عن عذابهم مع المستشفي الحكومي قال أحدهم بدءا من السماح بدخول المريض " يجب أن ترش فلوس " ثم إيجاد سرير له "فلوس تاني " ثم الطبيب في السكن وقت الراحة أو مع مريض آخر يجب أن تنتظره وحتي يستعجله الممرض فلوس كمان وقال آخر:لابد أن تشتري للمريض العلاج من خارج المستشفي ثم رش فلوس مرة أخري للمرضة حتي لا تتركه بدون عناية و حتي تأتي له بملاية حقيرة و غطاء متهالك! و قال آخر: كل الأجهزة الهامة معطلة الأشعة السونار الرنين ويقولون اذهب لمستشفي آخر أو ادفع قد يعمل الجهاز!! و في النهاية قد تخرج من المستشفي بفيروس سي أو بدون" كلية " أو بالتهاب رئوي حاد ؟؟!! بعد أن رأيت هذا التقرير و كان عن مستشفي حكومي كبير في القاهرة تأكدت أن شائعة رحيل وزير الصحة غير حقيقية وأنه باق في منصبه لسنوات طويلة قادمة و إن الشعب هو الذي سيرحل إذا استمر ملف الصحة في مصر علي ما هو عليه!! تذكرت نكتة قرأتها في احدي الجرائد قال أحدهم للآخر:"نعمل إيه في الحكومة اللي مطلعة عينا" فأجابه :"نخليهم نايمين و نرحل"... - وبعدين؟ - يصحوا ميلاقوش حد يحكموه