عاودت واشنطن تصعيد لهجتها ضد ايران في الايام الاخيرة بتكرار الادارة الأمريكية تحذيراتها لطهران المتهمة بزعزعة الاستقرار في العراق بينما شكك خبراء في فاعلية هذا الاسلوب. فقد شن البيت الابيض ووزارتا الخارجية والدفاع هذا الاسبوع حملة علي النظام الايراني مع استبعاد عملية عسكرية وشيكة. ويأتي هذا الهجوم الكلامي علي وقع استمرار المواجهات في العراق بين القوات النظامية العراقية والوحدات الأمريكية من جهة والميليشيات الشيعية التي تقول واشنطن انها تتلقي دعما من ايران من جهة اخري. وبلغ عدد القتلي الأمريكيين في العراق في ابريل الفائت 49 وهو الرقم الاكبر منذ سبتمبر 2007. وصرحت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس في الطائرة التي اقلتها الي لندن انها مصممة علي عدم تقديم مزيد من "الحوافز" الي ايران، مؤكدة ضرورة "التطبيق الكامل" للعقوبات التي فرضتها الاممالمتحدة علي طهران. واعتبر وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس ان ارسال حاملة طائرات ثانية الي الخليج يجب ان ينظر اليه علي انه "تذكير" بالقوة العسكرية للولايات المتحدة في المنطقة، فيما اعرب رئيس اركان الجيوش الأمريكية المشتركة الاميرال مايكل مولن عن "قلقه المتزايد" حيال موقف ايران في العراق. وبحسب التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية عن الارهاب الذي نشر الاربعاء، فان ايران تظل الدولة الارهابية "الرئيسية" في العالم. واشار التقرير ايضا الي الدعم الايراني لحزب الله اللبناني. اما الرئيس الامريكي جورج بوش فاوضح ان الاعلان الامريكي عن تعاون نووي مفترض بين كوريا الشمالية وسوريا هو رسالة تحذيرية الي بيونج يانج وطهران المتهمة بالسعي الي امتلاك السلاح النووي. وقالت سوزان مالوني المحللة في معهد بروكينجز ان "الحرارة ترتفع في واشنطن بازاء ايران". واضافت "يزداد الانطباع اننا نتعرض اكثر فاكثر لهجمات ايران في العراق" و"الهدف ارسال اشارة الي ايران اننا قادرون علي الرد". لكن البنتاجون نفي معلومات صحفية مفادها ان هيئة الاركان الامريكية في صدد اعداد خطط جديدة لمهاجمة ايران. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع جيف موريل "لست علي علم بتصعيد او باعادة النظر في خطط الحرب". وفي رأي انتوني كوردسمان الخبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (سي اس اي اس) ان "المناورات الامريكية والبعث باشارات معتدلة هي اسلوب تقليدي للضغط علي العدو، والترهيب يشكل بديلا من استخدام القوة سعيا الي فرض القبول بالخيارات الدبلوماسية". وشدد علي ان الشائعات حول خطط تدخل عسكري "تصبح سلاحا سياسيا". ويبقي السؤال: هل هذه الوسيلة فاعلة؟. ورأت مالوني ان "من الصعب معرفة ما اذا كان الخطاب السياسي او نشر حاملة طائرات اضافية سيؤثر في الاداء الايراني. ففي الماضي، ادي ذلك الي تعزيز النهج المتصلب للقادة في طهران". ذلك ايضا هو رأي كريم سجادبور الخبير في مركز كارنيغي للسلام الدولي الذي قال "خلال الاعوام السبعة الاخيرة، لا اذكر مثالا واحدا يظهر تحسنا في الاداء الايراني ردا علي التهديدات الكلامية او العسكرية الأمريكية". واضاف "تعتقد ادارة بوش ان الحديث عن الخيارات العسكرية سيخيف الايرانيين. لكنني اعتقد ان الرئيس (الايراني محمود) احمدي نجاد يفيد من هذا الامر. حتي ان قصف ايران سيتيح ربما تحسين وضع الاقتصاد الايراني لانه سيؤدي الي ارتفاع جديد في اسعار النفط"، المصدر الرئيسي للعائدات الايرانية. ولاحظ الخبير نفسه ان "الفرنسيين والبريطانيين سئموا تركيز الولاياتالمتحدة علي الوضع في العراق علي حساب المشكلة النووية الايرانية".