واشنطن أنفقت أموالاً هائلة بدون طائل علي قناة "الحرة" الإدارة الأمريكية تخصص منحًا للغذاء والبنية التحتية لدول العالم وتتجاهل الفن والثقافة الأفلام والمسلسلات الأمريكية التي ظهرت بعد 11 سبتمبر لا تعكس وجهة النظر الرسمية في تصريحات وصفت بأنها جريئة فيما أكد كثيرون أنها لا تعدو تصريحات دبلوماسية تستهدف امتصاص غضب الرأي العام المصري والعربي، وغالبا ما اعتاد "الأمريكان" الإدلاء بها بعيدا عن الوطن الأم (!) أدلت سينثيا شنايدر سفير الولاياتالأمريكية السابقة في هولندا بوجهات نظر مهمة في اللقاء الذي عقد في مكتبة الإسكندرية تحت عنوان "الروابط الثقافية بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والعالم الإسلامي: الواقع والإمكانات". السفيرة السابقة التي تشغل منصب أستاذ التطبيقات الدبلوماسية في جامعة جورج تاون بواشنطن حملت الرئيس الأمريكي بوش وإدارته مسئولية التردي الحاصل في العلاقات الثقافية الأمريكية العربية، وأكدت أن الإدارة الأمريكية تنفق أموالا هائلة من دون طائل علي قناة "الحرة" في الوقت الذي تتجاهل فيه أنها تستطيع بقليل من الحنكة وكثير من الذكاء أن توظف الشاشات الفضائية العربية لخدمة قضاياها في المنطقة، وضربت المثال علي هذا ببرنامج واقعي سيتم عرضه قريبا عن شابين مصريين ذهبا إلي أمريكا في نفس الوقت الذي جاء فيه شابان أمريكيان للحياة في مصر، ويرصد البرنامج سلبيات وإيجابيات التجربتين، والأهم كيفية اندماج كل من الفريقين في المجتمع الآخر. "شنايدر" نوهت أيضا إلي أن الدبلوماسيين الأمريكيين لا تضع في اعتبارها سلاح الثقافة كأداة رئيسية من أدواتها، بينما يدرك الجميع أن الثقافة، والحوار الذي يعكس الاحترام المتبادل والفهم الدقيق للثقافات كسبيل للفهم الصحيح للعقائد والديانات السماوية، هو السبيل الوحيد، بل الأداة المهمة في تجميل صورة أمريكا في العالم العربي، والتواصل مع الشعوب والدول، وضربت مثالا علي ذلك أيضا بما فعلته أمريكا إبان الحرب الباردة في السبعينيات والثمانينيات؛ حين لجأت إلي حرب الأفكار، التي كانت أمريكا تنفق عليها الكثير من الأموال، وكانت البرامج الثقافية تحظي بالعناية الأكبر، لكن كل هذا تقلص في التسعينيات مما أدي إلي اتساع هوة الخلاف بينها وبين العالم الإسلامي.. وأصبح الاهتمام بدرجة أكبر بالمنح التي تقدمها أمريكا للغذاء والتنمية والبنية التحتية، ولم تخصص، ولو نسبة معقولة لدعم الثقافة وإقامة حوار مشترك. "شنايدر" نوهت في ختام حديثها أن الأفلام والمسلسلات الأمريكية لا تعكس وجهة النظر الرسمية لأمريكا، نظرا لأن القطاع الخاص هو الذي يهيمن علي هذه الصناعة، وأكدت علي ضرورة تغيير الصورة النمطية السلبية للمسلمين من خلال السينما الأمريكية والفن بوجه عام بعدما تدهورت هذه الصورة، وأساءت كثيرا لعلاقات أمريكا بالعالم العربي، بعد أحداث 11 سبتمبر، نافية أن يصبح الحديث عن التأثير الأمريكي ترجمة للمصطلح الشائع "أمركة العالم".