ويصدر منظمو هذه الجوائز دليلاً خاصا لجدول عروض الأفلام ال 41، مع موجز عن قصة كل منها. ويبلغ عدد جوائزها الرئيسة ثلاث جوائز تبدأ ب 3000 يورو نقدا لأفضل فيلم روائي طويل وأفضل فيلم روائي قصير وأفضل فيلم تسجيلي مع ترشيح 3 عناوين لكل جائزة.ومن المعروف أن الدمية "تيدي" وهي علي شكل دب، تعد أحد الرموز الرئيسية للمثليين جنسيا في العالم ! والعجيب أن القائمين علي المسابقة اختاروا ليلة الرابع عشر من فبراير الموافق يوم عيد الحب ليقيموا احتفالاً كبيراً في قاعة المركز الثقافي العالمي ببرلين، لتوزيع الجوائز مع تقديم فقرات استعراضية أكروباتية،والمؤسف أن العالم الإسلامي كان بطل هذه الاحتفالية، حيث بدا أن موضوع المثلية الجنسية في العالم العربي والإسلامي مطروحا أكثر من أي وقت مضي ؛ وكان الحدث الأبرز أيضاً هو تقديم فريق فيلم A Jihad for Love وعلي رأسهم مخرجه الهندي "بارفيز شارما"، إضافة إلي أحد شخصيات الفيلم ،وهو مصري اسمه "مازن"، والمفاجأة أنه أحد المحكومين في القضية الشهيرة التي تم القبض خلالها علي 52 شابا بتهمة ممارسة المثلية الجنسية علي ظهر مركب نيلي في القاهرة (!) وبعدها هرب "مازن" إلي باريس ليعيش فيها منذ ذلك الحين ،لكنه حضر حفل الجوائز علي الرغم من عدم حصوله علي أي جائزة، لكنه قدم بشكل خاص ؛إضافة إلي تركيز القائمين علي منظمي الحفل علي كونه الفيلم الأول من نوعه الذي يناقش المثلية الجنسية في العالم الإسلامي، حيث يبدأ بإمام شاب مثلي الجنس وهو يؤكد لمجموعة من المسلمين في الفيلم أن القرآن لم يحرم المثلية الجنسية، وأن "محاسبة قوم لوط جاءت بناء علي فسادهم وليس علي ممارساتهم للمثلية الجنسية"(!) وقد توج هذا التوجه سؤال وجهه مقدم الحفل إلي "مازن" حول مدي إيمانه حالياً ،فأعلن "مازن" أنه ما زال يؤمن بالله وفي نفس الوقت يعرف أنه مثلي الجنس. ماحدث في هذه الواقعة لم يكن الحدث "الإسلامي" الوحيد في توزيع الجوائز، فقد حصد الفيلم الوثائقي الإيراني "Be Like Others " ،الذي يتناول عمليات تحويل الجنس المشروعة دينيا في إيران ،جائزتين إحداها لجنة التحكيم الخاصة ،كما حصل الفيلم الإيراني الوثائقي "Football under cover" ،الذي حصد جائزة أفضل فيلم وثائقي يتعرض للسحاق بشكل غير مباشر من خلال فريقين إيرانيين في كرة القدم النسائية ! لكن قضية المثليين الجنسيين من المسلمين لم تقتصر علي أفلام العالم الإسلامي بل تجاوزته إلي مشاهد أخري في مسابقة"تيدي"؛ففي الفيلم الوثائقي الألماني Dead Gay Men, & Living Lesbian يتعرض المخرج روزا فون براونهايم ،في واحدة من المرات النادرة لحياة المثليات جنسيا في ألمانيا، ومن بينهن ألمانية من أصل تركي مسلم لكنها من عائلة منفتحة لا تجد غضاضة في عمل الفتاة ك "دي جي" في نوادي السهر، ومن ضمن المقطوعات التي تضعها لجمهور الملهي مقطوعة موسيقية تمزج تلاوة القرآن مع الموسيقي(!) وتؤكد الفتاة في الفيلم الوثائقي أن أحد الأشخاص جاءها مرة مستنكرا وعبر عن هذا بقوله :"هذا شيء محرم ولا يجب أن تفعليه". فقالت له : "ألا تنظرون إلي المثليين جنسيا بوصفهم مرضي "؟ فرد عليها بالإيجاب وماكان منها سوي أن علقت ببساطة:"إذن أي شيء يفعله هؤلاء هو ضرب من الجنون والمرض، وأنت تخاطبني وأنا أعمل في ناد ليلي خاص بالمثليين ،وبالتالي لا يمكن أن تحاسب مجنونا أو مريضا علي أمر لا يهتم به أصلا". وهنا التزم الشخص الغاضب الصمت ،لكنها استدركت قائلة إنها منذ تلك الليلة توقفت عن إذاعة المقطوعة، خشية قتلها ! واللافت في أفلام هذا العام، وتحديدا فيلم "A Jihad for Love"أنه يطرح موضوع المثلية الجنسية في العالم العربي والإسلامي بشكل وزاوية جديدة ؛فهي المرة الأولي التي يأتي فيها النقاش حول مسلم مثلي ؛وأصبحت القضية هنا أن هناك من يعتقد أن الإسلام لم يحرم المثلية الجنسية .. ويبدو أن هذا الفيلم لن يكون الصوت الأخير في هذا الموضوع.