أخفق مجلس الأمن الدولي بعد مداولات استمرت أربعة أيام في التوصل لقرار رئاسي بشأن الأوضاع في قطاع غزة، علي خلفية إصرار واشنطن علي تضمين البيان إدانة واضحة للصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية من غزة، فيما ألقي المندوب الأمريكي باللوم علي المجموعة العربية في فشل المجلس بالتوصل لاتفاق حول المسألة. وكان المجلس عقد في وقت متأخر من ليلة الجمعة الماضية جلسة جديدة علي مستوي المندوبين الدائمين لمناقشة التعديلات التي أدخلت علي مشروع القرار الذي تقدمت به المجموعة العربية بشأن الأوضاع المستجدة في قطاع غزة علي خلفية الحصار الإسرائيلي. بيد أن الجلسة انتهت دون التوصل إلي أي قرار، حيث اتهم مندوب سوريا الدائم لدي الأممالمتحدةبشار الجعفري الولاياتالمتحدة بعرقلة التوصل إلي بيان رئاسي بسبب إصرارها علي تضمينه إدانة صريحة للصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية علي إسرائيل. بيد أن نائب المندوب الأمريكي لدي مجلس الأمن إليخاندرو دي وولف ألقي باللوم علي المجموعة العربية في فشل المجلس، مشيرا إلي أن بلاده تسعي للتوصل إلي بيان متوازن متوقعا أن تتم المصادقة علي النص المعدل لمشروع المجموعة العربية في وقت لاحق. وخص دي وولف في تصريح لوسائل الإعلام في نهاية الجلسة ليبيا بأنها وراء تعطيل صدور بيان رئاسي غير ملزم. يشار إلي أن الولاياتالمتحدة كانت الجهة الوحيدة التي اعترضت علي النص الأصلي لمشروع القرار الذي تقدمت به ليبيا (باسم المجموعة العربية)، وعللت ذلك بأن الصيغة التي طرح بها المشروع أولا لم تكن "متوازنة" لانها لم تتضمن إشارة واضحة للصواريخ الفلسطينية. من جهته قال المندوب البريطاني جون سوريز إن البيان -وبعد جلسة مضنية من المناقشات- حظي بموافقة جميع مندوبي الدول الأعضاء في مجلس الأمن باستثناء مندوب ليبيا الذي طلب التريث إلي حين إجراء مشاوراته مع طرابلس وبقية العواصم العربية. واعتبر سوريز أن المجلس كان قاب قوسين أو أدني من التوصل إلي موقف موحد حول البيان المعدل لولا اعتراض الولاياتالمتحدة وليبيا. رد المندوب الليبي جاد الله الطلحي -الذي تتولي بلاده الرئاسة الدورية الحالية لمجلس الأمن الدولي- علي هذه الانتقادات بالقول إنه ليس لديه أي مشكلة محددة مع مشروع البيان