.. وحتي نبدأ التواصل في رحلة حب وعتاب وتصويب لما بدر، أتمني أن تكون هناك مبادرة شجاعة يدعي فيها مصريو المهجر (وليس الأقباط وحدهم) إلي مصر، ولعلنا مع المفارقة الشديدة نذكر للرئيس السادات مبادرته التاريخية حينما ذهب إلي الكنيست في إسرائيل.. المسألة ليست كذلك فالدعوة من أم لأبنائها علي أرضها التي هي أرضهم. وأعتقد أنهم لن يرفضوا أن يلبوا دعوة مصر لزيارتها والجلوس إلي مائدتها التي قدمت من قبل للأبناء أشهي صنوف الحب والغذاء، إن أقباط المهجر لن يرفضوا مواصلة النقاش طالما نطرح علي مائدة مصر كل ما يجب أن يناقش وهذه هي الديمقراطية التي يرفع رايتها الرئيس مبارك، إن كل الأصوات العاقلة تؤيد تلك الهموم التي يعاني منها أقباط مصر، وأيضا في جملة هذا العمل الجليل يناقش الجميع قضايا كل مصريي المهجر مسلمين ومسيحيين. يا أهلي في مصر أن هؤلاء المهاجرين قوة علمية وثقافية لا يستهان بها،وسوف يعود هؤلاء إلي مهاجرهم ليعلنوا للعالم أجمع روعة انتمائهم وعطائهم للأم الخالدة، وما أجمل أن يتغني كل مصري في الخارج بحب بلاده حينما يشعر بدفء الأم في غربته عوضا عن وصفه بالخيانة، إن الانتماء الموجود في دم كل مصري في المهجر يحتاج إلي أن نمده يوميا بوسائل الدعم الروحي والأدبي والمعنوي، ونجد في الفترة الأخيرة أن موضوع بعض الأقباط الذين عقدوا مؤتمرات تحول إلي أن كل أقباط المهجر خونة، وللأسف إن الرأي العام بدأ يصبغ سيرتهم بهذه الصبغة السيئة، إن هناك بعض الصحف هل هي مأجورة أم أعمتها أشياء عن مصلحة الوطن،؟ أكرر لهؤلاء لا توجد أم تلفظ أبناءها علي الإطلاق فافيقوا يرحمكم الله!.. لماذا نعتبر ما يعلنونه في مؤتمراتهم هو عداء لمصر، أليس من الأجدر مناقشتهم، لماذا التحفز بالهجوم لكل ما يقولونه نحن لا نوافقهم في كل ما يقولونه لكن لماذا تخضع الأمور للمناقشة ونعود لنتساءل هل الذين تظاهروا في كفر الدوار وأمام د. بطرس غالي مأمورو وموظفو الضرائب العقارية هل نصفهم بالخيانة؟ بالتأكيد أن الأفضل هو مناقشتهم!! طبعا ليسوا بخونة وقيل إن هناك من يحرضهم ضد سماحة الرئيس مبارك الذي لم يرض إهانة أي عامل.. إن الحلول العاجلة لأي عرض أفضل بكثير من تركه يستفحل فينغص سلام الوطن، إن من أصدروا قراراتهم في المهجر لن يستطيعوا فرض كلمة واحدة منها علي مصر، والهجوم عليهم يزيدهم جفاء.. ومناقشتهم تشعرهم بأمومة مصر لهم، أنا لست ضد أقباط المهجر فبعض مطالبهم تمس جوهر هموم الأقباط، ولست مؤيدا لهم علي أمل أن تكون هناك قنوات شرعية للمشاركة في النقاش، ترضي عنها الدولة بل تصنعها لأنهم هم الأبناء والإدارة المصرية الكلمة الناطقة عن صوت مصر. إن سياسة الدولة تجاه المهجر قاطبة تحتاج إلي تقييم من جديد، ولقد طالبنا مرارا بعودة وزارة الهجرة التي لو قامت بدورها جيدا فسيكون الحصاد عظيما ليس فقط بتجديد التواصل مع الأبناء في المهجر، بل للاستفادة من خبراتهم وأموالهم وعلمهم، فكل هذه أمور لا يستهان بها، إنها قوة ما أحوجنا إليها. ليتنا نهتم بمصريي المهجر وليس أقباط المهجر فجميعنا في الهم واحد! آخر العمود: يقول الشاعر بشارة خوري: "حتام أحيا غريبا مالي وطن/ يا يوم وصل الحبيب أنت الزمن".