نهلة سلامة.. اسم لممثلة تنبأ لها النقاد يوما بأنها ستصبح نجمة، بعد أن لفتت الأنظار إلي موهبتها وهي تجسد دور البطولة أمام النجم نور الشريف في فيلم "الصرخة" للمخرج محمد النجار، وبين صعود وهبوط تأرجح أداء، وموهبة، "نهلة" حتي صارت بطلة لأفلام المقاولات قبل أن ينتهي بها الحال لتصبح القاسم المشترك في العديد من المسلسلات التليفزيونية.. ليس أكثر! فأين ذهبت الموهبة؟ وما الذي شغل صاحبتها؟ وماذا تفعل الآن؟ أنا موجودة علي الساحة، بدليل قيامي حاليا بتصوير دوري في مسلسل يحمل عنوان "النهر والتماسيح" من تأليف سمير الجمل وإخراج أحمد السبعاوي، وأجسد فيه شخصية صحفية حرة؛ بمعني أنها لا تنتمي لنقابة الصحفيين، وتنضم إلي عضوية حزب تترأسه نهال عنبر الكارهة لشخصية في المسلسل، وتسعي للإيقاع بها. دور شر ينضم إلي أدوارك التي من نفس النوعية؟ مادامت تركيبة الشخصية مختلفة في أبعادها فلا مانع عندي، فالدور الشرير يظهر إمكاناتي كثيرا بعكس أدوار الخير التي تدور في فكرة واحدة، ولا تستفز أحداً، سواء الممثل أو الجمهور. أليس في تكرار أدوار الشر استفزاز ونمطية؟ لا.. فأنا حريصة علي ألا أكرر نفسي، وأدواري، ودائما ما أحرص علي اختيار شخصياتي بعناية شديدة، وأعرف أنني أجيد هذا، ووجهة نظري صائبة في هذا الخصوص. هل أصبحت سجينة الأدوار التليفزيونية أم اعتبرت الشاشة الصغيرة بيتك؟ أبدا فمازلت أعتبر أن السينما هي بيتي الحقيقي وليس التليفزيون. أين أنت من السينما؟ وما آخر أدوارك فيها؟ .. وأين هي السينما؟ فمنذ ست سنوات والسينما تمر بمرحلة تحول وتغيير بل انقلاب ولم أكن وحدي ضحيتها، بل كثيرين غيري. لكن مسيرتك السينمائية نفسها عانت تأرجحا بين الصعود والهبوط من قبل التحولات الأخيرة؟ هذا أمر طبيعي؛ فليس هناك فنان يعيش كل أيامه في تألق، ولابد من مروره بفترات تأرجح بين انتصارات وانكسارات، لكنني غير مقتنعة بحال السينما في الوقت الراهن. لأنها لفظت أجيالكم وفتحت ذراعيها لأبناء الجيل الجديد؟ لا.. بل لأنها سجنت نفسها، والجمهور، في نوعية واحدة من الموضوعات أو ما يطلق عليه السينما الكوميدية. لماذا حصرت نفسك في الأدوار التراجيدية ولم تطرقي مجال الكوميديا؟ لقد فعلت هذا، وقدمت الكوميديا الخفيفة في فيلمي "كيد العوالم" و"صراع الزوجات" وأيضا علي خشبة المسرح من خلال دوري في مسرحية "كيمو والفستان الأزرق"، لكن نوعية أخري ومختلفة من الكوميديا عن تلك التي نراها اليوم. ألا ترين أن التحول لم يقتصر علي السينما وحدها بل امتد إلي التليفزيون أيضا؟ هذا مناخ عام، والحالة الفنية بوجه خاص تعاني عدم الاستقرار، بسبب الدخلاء الذين هبطوا علي المهنة والساحة، وهم لا يفهمون شيئا ولا علاقة لهم بها.. وبنا. متي في رأيك ستعود الأمور إلي طبيعتها؟ عن قريب، وهذه سمة كل فترة تحول، حيث يسودها التوتر ثم تستقر الأوضاع. هل سيصبح لديك الفرصة وقتها في تقديم الأدوار التي عرفت بها أم تقدمين أدوار الأم؟ (تضحك) بعد الشر علي فأنا مازلت صغيرة وشابة! لكنك غائبة عن المسرح أيضا؟ لا.. علاقتي بالمسرح مازالت قائمة، بدليل أنني قدمت مسرحية "ريا وسكينة في مارينا" وعرضت لموسم كامل في الصيف علي أحد مسارح الإسكندرية. هل يمكنك القول إنك راضية عن نفسك وعن تواجدك الفني؟ كل الرضا.. والحمد لله.