وقد وجهت نتائج الجولتين السابقتين ضربة لمصداقية استطلاعات الرأي حيث اظهرت تلك الاستطلاعات التي سبقت الانتخابات الرئاسية التمهيدية بولاية أيوا تقدم المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون علي منافسيها خاصة المرشح باراك أوباما. ورشحت تلك الاستطلاعات فوز المرشح الجمهوري ميت رومني علي منافسيه خاصة المرشح مايك هاكابي. غير أن نتائج الانتخابات أعطت عكس ما توقعته استطلاعات الرأي. وما حصل من تضارب بين توقعات الاستطلاعات ونتائج الانتخابات في ولاية أيوا تكرر في ولاية نيو هامشير حيث اتفقت الاستطلاعات علي فوز أوباما وتقدمه علي هيلاري بفارق 10 نقاط، فأفرزت الانتخابات فوز هيلاري بنسبة 39% علي أوباما الحاصل علي 37%. وتصاحب الانتخابات الأمريكية التمهيدية والنهائية استطلاعات رأي كثيرة بعضها صادر عن محطات تليفزيونية وإذاعية مشهورة مثل محطة (سي إن إن) و(دبليو إم يو آر) و(فوكس نيوز)، وبعضها عن معاهد متخصصة مثل معهد جالوب ومعهد زجبي إنترناشيونال وغيرهما. وبالنسبة لولاية نيو هامشير - مثلا- اتفق استطلاع معهد زجبي واستطلاع جامعة سوفولك ببوسطن علي تقدم أوباما علي كلينتون. وقد اعتمد معهد زجبي في استطلاعه علي 893 ناخبا وحدد هامش الخطأ ب3.3 نقط. واعتمد استطلاع جامعة سوفولك علي 250 ناخبا للديمقراطيين ونفس العدد للجمهوريين وبلغ هامش الخطأ في استطلاع سوفولك 4.4 نقط. وجاءت نتائج التصويت عكس ما ذهب إليه الاستطلاعان رغم الإمكانات العلمية والفنية والمادية التي بذلت في إنجازهما. وتتمتع استطلاعات الرأي الأمريكية بمتابعة قوية من الناخبين ومن الإعلام علي حد سواء. ولذلك يري الدكتور أدموند غريب أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية بواشنطن أن "مؤسسات استطلاع الرأي بأمريكا تتمتع بنزاهة، ومصداقيتها ليست موضوعة علي المحك".