شن المشاركون في افتتاح مؤتمر "مستقبل حركات التغيير الديمقراطي في العالم العربي" هجوماً شرساً علي الحكومات وقوي المعارضة والإصلاح العربية، مؤكدين استحالة استنساخ التجارب التحررية والديمقراطية التي نجحت في دول أوروبا الشرقية. وقال الدكتور سعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون إن الحكومات العربية تلعب علي حد قوله علي ذريعة خطر الاستقواء بالخارج، وضرب علي ذلك مثلاً بأن الرئيس مبارك وجميع قيادات الدولة يلتقون الأوروبيين أو الأمريكيين ليل نهار، "في حين إذا قام شخص مثلي أو مثل عصام العريان بلقائهم تقوم الدنيا ولا تقعد". وحمّل سعد الدين إبراهيم قوي المعارضة مسئولية تعثر حركة الإصلاح والتحول الديمقراطي في مصر، مشيراً إلي أن المعارضة منقسمة علي نفسها ويعاني أفرادها حالة من عدم الثقة المتبادلة، ودعا الإخوان المسلمين والحركات الإسلامية الي تبديد المخاوف بشأنهم خاصة ما يتعلق بمواقفهم من النساء والمسيحيين. واقترح د. عصام العريان القيادي الإخواني البارز ضرورة ابتكار تجربة عربية للتحول الديمقراطي لتتواءم مع بيئتنا وظروفنا الاجتماعية. لكنه قال في الوقت نفسه "ليس بالديمقراطية وصناديق الانتخابات وحدها يحيا الإنسان". وأضاف العريان ان القوي الدولية تقاعست عن مساعدة الجهود المحلية في الإصلاح لخوفها من أن يأتي هذا لصالح قوي معينة قد تغير تركيبة المنظومة الدولية مثل وصول الإسلاميين للحكم. واتهم نجاد البرعي مدير "جماعة تنمية الديمقراطية" الولاياتالمتحدة، بأنها ليست مخلصة في دعم الديمقراطية بالعالم العربي، وقال إن الضغوط الخارجية كانت سبباً في حركات التحول الديمقراطي بأوروبا الشرقية، بينما دعمت أمريكا الأنظمة الديكتاتورية العربية لأنها تخدم مصالحها. وهاجم بهي الدين حسن مدير "مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان" الحكومات العربية التي تستخدم سلاح الدين لإعاقة أي مطالب بالديمقراطية، وقال إن المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية ساعدت خلال السنوات الماضية في استمرار الفساد والاستبداد "علي حد تعبيره".