حالة من الغضب وعدم الرضا سادت الشارع البرازيلي بعد الاعلان الصريح الذي اطلقة مدرب منتخب البرازيل دونجا حول وضع رونالدينيو علي دكة الاحتياط خلال لقاءات المنتخب القادمة لاقتناعه بأن هذا اللاعب رغم امكاناته الباهرة الا ان الارقام والاحصاءات اكدت انه يلعب للاندية افضل بكثير ممايعطيه لمنتخب بلاده والدليل انه لم يسجل اي هدف لبلاده منذ كأس الكونفدرالية ضد الارجنتين عام 2005 من هذا المنطلق اتسمت معاملة دونجا مع هذا النجم بالموضوعية وطالب منه ان يبذل مزيدا من الجهد من اجل حجز مكانه في الفريق البرازيلي والا فان مكانه المناسب هو الجلوس علي الدكة، لان هذا هو قرار الحكمة والكياسة اذا لم يشارك سوي في لقاء واحد فقط خلال الخمسه لقادات الدولية التي خاضها الفريق البرازيلي حتي الآن، ولم يخف دونجا عدم رضاه عن عطاء رونالدينيو رغم كونه لاعب العام السابق في العالم، وقام باختيار 22 لاعبا سيشارك منهم 11 لاعبا فقط الذين وصلوا لأعلي مستوي بدني وفني ، ونفي دونجا في حديث مطول مع صحيفة ديبورتيفو الاسبانية ان رونالدينيو لم ولن يستثني وان الفريق الاول لن يدخله سوي اللاعب الجاهز والمقاتل الذي يعطي لبلاده مثلما يعطي للاندية التي يلعب لها، وهذا مالا اينطبق علي رونالدينيو فالاختيار لا يتم بالعاطفة ولا بآراء الجماهير لان النتائج هي مسئولية مدرب الفريق من قبل ومن بعد. وربما كان دونجا من الذكاء بحيث اظهر في حواره المطول مع الصحيفة الاسبانية انه مستعد لعرض كافة الاحصاءات والارقام التي يمتلكها الجهاز الفني لاثبات ان استبعاد رونالدينيو من التشكيل الاساسي لا يخصع للمشاعر او الهوي وانما للعلم والارقام. وكانت اول الانتقادات من نجم البرازيل السابق والمهاجم البارز تستا الذي قاد منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم 1970، واحد اشهر المعلقين الصحفين في البرازيل في الوقت الراهن اذ قال ان تحفظه علي معاملة دونجالرونالدينيو هي الاعتقاد الراسخ في ذهن المدرب من ان اداء هذا النجم اللامع يتسم بالاستعراض والجمل الفنية التي لم تساهم في خدمة الفريق بالتسجيل او بالخروج بعروض جماعية تؤكد علو كعب الكرة البرازيلية، واذا كان هذا الاعتقاد القاتل بأن رونالدينيو لاعب خاص للاندية وليس لاعباً جماعيا فان الانصهار مع المنتخب لم يأخذ وقته الطبيعي لان تواجد اللاعب خارج بلاده وبزوغ نجمه وولع الجماهير الاوروبية وطبيعة الحياة في الغرب ربما افقدته الحس والوطني للاداء الجماعي، وهوما يجب ان تتم معالجته من الجهاز الفني البرازيلي بطريقة لاتسئ لنجم في حجم هذا الفتي الذهبي. الجدير بالذكر ان رونالدينيو بدأ مشواره الدولي بتسجيل اول اهدافه الدولية في بطولة كوبا امريكا عام 1999 امام فنزويلا وهي البطولة التي اخرجها الاعلام بتعليقات تاريخية حول مقارنة رونالدينيو وماحققه لبلاده بماحققه بيليه" الجوهرة الذهبية" خلال مشاركته في نهائيات كأس العالم عام 1958، وجاء المدرب فاندرلي لوكسومبورجو فأهمل رونالدينيو بحجة زيادة وزنه وابقاه كثيراً علي الدكة. من ناحيته علق موريسي رومالهو مدرب نادي ساوباولو علي اصراردونجا وضع رونالدينيو علي دكة الاحتياط برأي قاطع اذ قال ان هذا اللاعب هو لاعب غير عادي لذلك فكان من الاجدر علي دونجا أن يسنبعده تماما من تشكيلة المنتخب طالما ان مستواه الفني واسلوب لعبه الذي يفتقر للجماعية ان يستبعد تماما، وذلك اكرم كثيرا من ابقائه علي دكة الاحتياط. واذا كان دونجا، كشخصية عنيدة قد اكد في اكثر من حوار صحفي سابق ان رونالدينيو اصبح لا يملك اي جديد بعد ان وصل للقمة في كل شئ فإن هذا التشخيص ربما يعود لرغبته في اعطاء الفرصة لجيل جديد من اللاعبين الطامعين في اثبات الوجود والوصول للعالمية اسوة بالاجيال السابقة، وقد تأتي خبرة دونجا"43عاما" الذي قاد منتخب بلاده في نهائي بطولتين لكأس العالم ككابتن للفريق اضافة لقيادته لفريق انترناسيونالي الذي خرج من رحمه للحياة الكروية، واشتهر اسمه في كل آفاق الكرة الارضية، ويعود تاريخ لقاء العملاقين دونجا ورونالدينيو الي عام 1999 حينما شاءت الاقدار ان يلعبا ضد بعضهما البعض في بورت اليجر في يونيو عام 1999، اذ كان رونالدينيو يلعب لنادي جريمبو في اول سنة احترافية في تاريخه في حين كان دونجا نجم الانترناسيونالي ووقتها فاز جريمبو 1/صفر علي انترناسيونالي... ودارت الايام والتقي العنيدان مرة اخري ، ولكن في قارب واحد هو قارب المنتخب الوطني البرازيلي اذ نجح دونجا في تحقيق اربعة انتصارات من اجمالي خمسة لقاءات دولية بدأت تمنحه الثقة رويدا رويدا وتعوضه قصر فترة احترافة اللعب مقارنة برونالدينيو.