قام لاعب الكرة الفرنسي الجزائري المولد زين الدين زيدان بجولة باحدي القري التي تعرضت للزلزال في شرق الجزائر موطن والديه التي تعاني من حوادث عنف. وحظي (زيزو) وهو الاسم الذي يعرف به زيدان في فرنسا باستقبال الابطال في قرية سيدي داود التي يبلغ عدد سكانها 15 ألف نسمة حيث تولي مشروع يموله زيدان اقامة مدرسة جديدة ومركزا للتدريب في أعقاب الزلزال الذي ضربها عام 2003. وقال زيدان "بعد الزلزال الذي دمر المنطقة شعرت ان علي ان افعل شيئا للمساعدة." وقال خضير سعيد أحد العاملين الاداريين في مدرسة الخامس من يوليو وهو يوم الاستقلال الجزائري عن فرنسا عام 1962 "انهم فخورون حقا بهذه المبادرة من جانب زيدان." وقالت رانيا زينود (9 سنوات) وهي تلميذة في المدرسة ان زيدان "بطل حقيقي." وكان الزلزال الذي ضرب منطقة بومرداس في شمال الجزائر عام 2003 أسفر عن مقتل 2300 شخص منهم 100 في قرية سيدي داود وتشريد 100 ألف اخرين علي الاقل. أضافت كارثة الزلزال الي البؤس الذي تعاني منه أمة تحاول أن تنتشل نفسها من سنوات شهدت عنفا مقترنا بالاسلاميين أسفر عن مقتل ما يصل الي 200 ألف شخص وتسبب في خسائر اقتصادية بلغت 30 مليار دولار أمريكي. وقال عبد الحق نصيل (24 عاما) خريج العلوم السياسية الذي لم يجد عملا حتي الان ان زيارة زيدان تمثل فرصة عظيمة يقوم خلالها المسئولون الجزائريون بزيارة القرية التي لم يكن المسئولون ليزوروها لولا زيارة زيدان. ومايزال الصراع السياسي مصدر خطر بالنسبة للقرية التي تقع في ضاحية بومرداس في منطقة القبائل التي تعتبر معقلا للاسلاميين الذين يسعون الي الاطاحة بالحكومة. ويشتبك الجيش والمسلحون بصورة متفرقة في التلال والوديان والغابات المحيطة بالقرية وان كان علي نطاق أضيق كثيرا مما كان عليه الامر في ذروة الاحداث الدامية في التسعينات. وقال نصيل ان الموقف تحسن كثيرا منذ التسعينات عندما كان الاسلاميون يمارسون نفوذا واسعا في الشئون المحلية. وقال نصيل انه يتذكر في وقت من الاوقات لم يكن ليستطيع الدراسة مع أخته لان الاسلاميين فصلوا الصبية والبنات في فصول الدراسة ومنعوا تدريس اللغة الفرنسية. وصافح زيدان المدرسين والاداريين والتلاميذ وتفقد أحد الفصول الذي تجمل بصورة كبيرة له وللرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي يستضيف زيدان بصورة رسمية خلال زيارته الي الجزائر.وقال نور الدين شقيق زيدان الذي يرافقه في رحلته "المجيء الي هنا مشحون بالانفعالات. اتعشم ان تضفي الزيارة السعادة علي آلاف من الشبان الجزائريين ممن استقبلوا اخي كبطل."وفيما بعد انتقل زيدان والجموع المرافقة له الي قرية بني عمران حيث استقبله مئات يحيونه مرددين "نحن نحب زيدان."وشددت اجراءات الامن خلال الزيارة عقب هجوم بقنبلة استهدف حافلة تقل عمال نفط أجانب في أحد احياء الجزائر العاصمة وذلك قبل الزيارة بيوم مما أسفر عن مقتل جزائري واصابة تسعة اجانب.والهجوم المسلح هو الاول من نوعه الذي يستهدف اجانب منذ سنوات عديدة.ووصفت صحيفة (الوطن) الجزائرية زيارة زيدان بأنها حدث يثير افتتان الجزائريين به.واعتزل زيدان الذي يعتبر علي نطاق واسع أفضل لاعبي كرة القدم في جيله. وطرد خلال المباراة النهائية ببطولة كأس العالم في يوليو لقيامه بضرب اللاعب الايطالي ماركو برأسه. وفازت ايطاليا بالبطولة بركلات الترجيح.ورحل والدا زيدان الجزائريان الي مدينة مرسيليا الفرنسية عام 1962 حيث نشأ زيدان. وقلما زار زيدان الجزائر التي يبلغ عدد سكانها 33 مليون نسمة حيث يعتبره كثيرون رمز الامل في بلد وصلت فيه معدلات البطالة بين السكان دون سن الثلاثين الي نحو 70%.