بعد النجاح االذي حققته قناة الجزيرة وانطلاق قناة الجزيرة الانجليزية مؤخرا، تستعد قطر لاطلاق صحيفة عربية في 2007 من شأنها ان تنافس "الحياة" و"الشرق الاوسط" العربيتين اللتين تصدران في لندن بتمويل سعودي. وقال رئيس التحرير المعين للصحيفة الجديدة عبد الوهاب بدرخان ان "الجزيرة الدولية" المنبثقة عن شبكة الجزيرة الفضائية الممولة من حكومة قطر "ستصدر من عاصمة عربية، اي من الدوحة وليس من لندن، الامر الذي يمثل تجربة جديدة وتحديا فريدا من نوعه". واكد الصحفي اللبناني الذي كان نائبا لرئيس تحرير "الحياة" ضرورة ان تتمتع الصحيفة الجديدة "باستقلالية مالية وادارية، والا فان المشروع لن ينجح". كما اكد بدرخان ان "الجزيرة الدولية" سيكون لها "خط تحريري خاص بها" لن يكون "لا مطابقا ولا متعارضا" مع الخط التحريري لقناة الجزيرة التي اثارت الكثير من الجدل. واشار الصحفي المخضرم الي ان الصحيفة ستكون اخبارية عامة يتمحور عملها حول تغطية التطورات علي مستوي العالم، اضافة الي التحقيقات والتحليلات. واكد "اننا نطمح لاستقطاب كتاب من مختلف التوجهات السياسية والفكرية". وافاد بدرخان ان "الجزيرة الدولية" ستنطلق اعتبارا من منتصف 2007، وسيعمل فيها حوالي مئة صحفي بينهم ستون تقريبا في الدوحة. ورفض ان يدلي بتفاصيل حول ميزانية الصحيفة، الا ان مصادر قريبة من الناشرين اكدت ان ميزانية "الجزيرة الدولية" ستكون بحدود 20 مليون دولار. من جهته، بدا رئيس تحرير "الشرق الاوسط" طارق الحميد حذرا ازاء نجاح "الجزيرة الدولية" في حال اعتمدت هذه الصحيفة "نفس الخط التحريري الذي تعتمده قناة الجزيرة التي تنتقد كل الدول العربية ما عدا قطر". واضاف الحميد "من المؤكد ان هناك مكانا لصحف عربية دولية اخري (..) وانما المال وحده لا يكفي للنجاح" في اشارة الي الدعم المالي الذي تلقاه شبكة الجزيرة من الحكومة القطرية. اما عبد الباري عطوان الذي يرأس تحرير صحيفة "القدس العربي" الصادرة ايضا في لندن، فاعتبر ان "الصحيفة القطرية الجديدة يمكنها ان تنجح اذ ان قطر نجحت حتي الآن في مغامرة الجزيرة واصبح لها الآن امبراطورية اعلامية تفوقت علي امبراطورية السعوديين التي اسست علي مدي السنوات الثلاثين الماضية". ورأي عطوان ان سر نجاح الجزيرة هو ان "قطر عرفت حتي الآن كيف تختار الكفاءات (..) وان تحد من التدخلات السياسية" في الاعلام الذي تموله.