المشا?ل تطارد "دنيا"

موعودة المخرجة اللبنانية جوسلين صعب؛ التي تحمل الجنسية الفرنسية، بالمشاكل والأزمات التي تطاردها في كل مرة يعرض فيها فيلمها الأخير "دنيا"؛ ففي تطور جديد للأزمة التي واجهتها عقب عرض الفيلم علي هامش مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، اعترضت الرقابة علي المصنفات الفنية علي مشهدين في الفيلم، قبل عرضه في الصالات التجارية؛ أولهما خاص بمشهد الختان، والثاني عبارة عن ممارسة جنسية بين محمد منير وحنان ترك. وفي حين طالبت الرقابة بحذف مشهد الختان اكتفت بضرورة تخفيف مشهد العلاقة الجنسية. وفجرت المخرجة جوسلين صعب مفاجأة بقولها ل "نهضة مصر" الأسبوعي: هناك مشهد ثالث علمت أن الرقابة اعترضت عليه أيضا.. وكأنني مطالبة بإسقاط العمود الفقري للفيلم، لأن مشهد الختان هو كذلك بالفعل بالنسبة لأحداث الفيلم، وواضح أن الرقابة لا تشاهد العنف، والدم الذي يتطاير يوميا أمام شاشات التليفزيون، لهذا جاء اعتراضها علي مشهد الختان، بحجة أنه يثير الخوف من الدم.. أشبه بدعابة، لكنها الحساسية المفرطة تجاه أي إبداع يثير الفكر ويتحدث عن اللذة، أما مشهد الحب بين منير وحنان ترك فقد اندهشت عندما علمت أن الرقيبة تطالب بتخفيفه بحجة أنه "طويل"، علي الرغم من أنها ليست معنية بأمر كهذا، لكنها مسئولية المخرجة وحدها، خصوصا أننا حرصنا علي مراعاة التقاليد الشرقية. وكل ما أريد قوله إن الرقابة ترفض الفكر المستنير الذي يساهم في تفتيح عقول الشباب، وبالتالي تتركهم أسري الانغلاق، ويصبح طبيعيا بعدها أن يتحرش الشباب بأي فتاة في الشارع كما جري في وسط البلد.
علي أبو شادي رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية علق علي الأزمة بقوله: الحقيقة أن الرقابة لم تحذف سوي خمس ثوان عبارة عن مشهد فج يتم فيه فتح الموسي أمام الكاميرا لإجراء عملية الختان لطفلة صغيرة؛ فإذا كان هذا المشهد هو العمود الفقري للفيلم فالأمر يندرج تحت "النصب الفني"، وجوسلين صعب تعرف أنني ساندت الفيلم في لجنة التظلمات لكنها تظن نفسها عبقرية، وتحاول أن تصنع لنفسها وللفيلم دعاية، وتتجاهل أن الرقابة كانت جريئة عندما وافقت علي عرض الفيلم تجاريا، بعد الأزمة التي تسبب فيها عند عرضه علي هامش مهرجان القاهرة السينمائي. أما القول إن مشاهد العنف موجودة علي الشاشات فهذا سخف لا يرد عليه. أما المشهد الذي تصفه بأنه "حب" فهو مشهد جنسي طويل وممل طالبنا بتخفيفه بدلا من أن نضع علي الفيلم عبارة "للكبار فقط" لكن يبدو أنها تظن نفسها في فرنسا، ولو كانت مكان الرقيب لمزقت الفيلم!