إنها الطائرة الأخيرة التي تقلع من بغداد! صور طائرات الهليوكبتر الأمريكية التي تحط فوق مبني سفارة واشنطن في مدينة سايجون، عاصمة فيتنام الجنوبية، لتقلّ آخر الجنود الأمريكيين المنهزمين من مستنقع الحرب هناك تعود مجددا لتحتل مساحات في الصحف البريطانية وإن كانت هذه المرة في شكل رسوم كاريكاتيرية ساخرة مقرونة بالحديث عن الحرب الدائرة في العراق. فقد نشرت الصحف البريطانية الصادرة أمس الأول رسوما كاريكاتيرية مختلفة تتحدث عن تلك "اللحظة الفيتنامية" التي أرّخت الانسحاب المهين للقوات الأمريكية من تلك البلاد، ولتربط أحداث حرب فيتنام بالسيناريو المشابه والمحتمل حدوثه مع الأمريكيين في العراق. الرسوم كلها جاءت علي خلفية تصريح الرئيس الأمريكي الحالي جورج دبليو بوش الذي اعترف فيه بوجود تشابه بين الوضع الحالي في العراق وحرب فيتنام. صحيفة الإندبندنت نشرت رسما كاريكاتيريا ظهر فيه جنود أمريكيون يتدافعون صاعدين علي سلم نصب إلي جوار مبني، يفترض أنه السفارة الأمريكية في العاصمة العراقية، وقد حاولوا اللحاق ب"آخر طائرة هليوكبتر تقلع من بغداد". ويظهر الجنود وهم يهرعون صائحين: "النجدة! عليكم أن تأخذونا معكم للمشاركة في انتخابات التجديد النصفي"، في إشارة ساخرة لاستغلال موضوع سحب القوات الأمريكية من العراق في الصراع بين الحزبين الرئيسيين في أمريكا علي الفوز بمقاعد مجلسي الشيوخ والنواب. الرسم يتكرر بعناصره، هليوكبتر وسفارة أمريكية وجنود يتدافعون علي السلم للحاق بالطائرة الأخيرة وقد حطت تنتظرهم علي سطح المبني. "تلك اللحظة الفيتنامية" إلا أن المضمون هذه المرة كان عبارة عن مقارنة بين "تلك اللحظة الفيتنامية" واللحظة العراقية، مع فارق يظهره تعليق في الخلفية جاء فيه: "سيكون الأمر كارثياً أن ننسحب مبكرا قبل إنجاز المهمة!" أما صحيفة التايمز، فقد نشرت هي الأخري رسما كاريكاتيريا عن الموضوع تحت عنوان "أصداء فيتنام"، يظهر أوجه الشبه والاختلاف بين معاناة ليندن بي جونسون، الرئيس الأمريكي السابق إبان حرب فيتنام، وعجزه عن ضبط الوضع هناك والصعوبة التي أقر بها الرئيس الأمريكي الحالي بوش في تحقيق الأمن والاستقرار في العراق. الصحف البريطانية حفلت أيضا بالكثير من التقارير الإخبارية والمواضيع النقدية والتحليلية التي تحدثت عن مقارنة الرئيس بوش للوضع في العراق بحرب فيتنام. وأخيرا نري الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش يعيد كتابة التاريخ، أو علي الأقل التاريخ كما يفهمه هو...إنه شبح فيتنام فتحت عنوان "الجيش الأمريكية يقر 'لقد خسرنا معركة بغداد'"، نشرت الجارديان تحقيقا عن الموضوع رصدت فيه اعترافات وزارة الدفاع الأمريكية "بالهزيمة في استراتيجيتها لتحقيق الأمن في بغداد". أما صحيفة الإندبندنت، فقد نشرت المزيد من التحقيقات والتعليقات عن ربط بوش بين العراق وفيتنام. ففي مقال نقدي جاء بعنوان "قل أي شيء، ولكن إياك أن تأتي علي ذكر الحرب"، كتب روبرت كورنويل في زاوية "فكرة اليوم" في الإندبندنت: كتابة التاريخ "وأخيرا نري الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش يعيد كتابة التاريخ، أو علي الأقل التاريخ كما يفهمه هو...إنه شبح فيتنام". ويتابع الكاتب قوله: "لقد قلب العراق ديناميكية وطبيعة الانتخابات الأمريكية رأسا علي عقب. فها هم الجمهوريون وقد عادوا صفر اليدين من الحديث عن الأمن القومي. فتحدث معهم عن أي شيء، ولكن إياك أن تذكر الحرب". وكي نبقي في العراق، وليس بعيدا عن ضحايا الحرب وعواقبها علي الأمريكيين، نقرأ علي الصفحة الأولي من الجارديان تحقيقا لمراسل الصحيفة من بلدة المحمودية العراقية، غيث عبد الأحد، تحت عنوان اقتبس من حديث لأحد زعماء العشائر في العراق إذ يقول: جريمة اغتصاب "لقد سكتنا عن العديد من الجرائم، ولكننا لن نسكت عن جريمة الاغتصاب". التقرير مصحوب بصورة كبيرة هي الصورة الوحيدة التي عثر عليها للطفلة العراقية عبير حمزة كاظم وقد أخذت من علي هويتها الشخصية. وعبير هذه، لمن لا يعرفها، هي تلك الفتاة العراقية التي تناوب علي اغتصابها أربعة جنود أمريكيين قبل أن يطلقوا عليها وعلي أفراد أسرتها الرصاص ويردوهم قتلي جميعا. إنها الطائرة الأخيرة التي تقلع من بغداد! صور طائرة الهليوكبتر الأمريكية التي تحط فوق مبني سفارة واشنطن في مدينة سايغون، عاصمة فيتنام الجنوبية، لتقلّ آخر الجنود الأمريكيين المنهزمين من مستنقع الحرب هناك تعود مجددا لتحتل مساحات في الصحف البريطانية وإن كانت هذه المرة في حلة رسوم كاريكاتيرية ساخرة مقرونة بالحديث عن الحرب الدائرة في العراق. فقد نشرت الصحف البريطانية الصادرة يوم الجمعة رسوما كاريكاتيرية مختلفة تتحدث عن تلك "اللحظة الفيتنامية" التي أرّخت الانسحاب المهين للقوات الأمريكية من تلك البلاد، ولتربط أحداث حرب فيتنام بالسيناريو المشابه والمحتمل حدوثه مع الأمريكيين في العراق.