يمارس عدة ضباط بريطانيين رفيعي المستوي ضغوطا علي الحكومة البريطانية لسحب جنودها من العراق بهدف نشرهم في افغانستان، وفق ما افادت صحيفة "الجارديان" الجمعة. واضافت الصحيفة ان هؤلاء الضباط يريدون ان تركز بريطانيا نشاطها علي ما يعتبرونه معركة هامة ويمكن كسبها في افغانستان . وقال احد المسئولين الرفيعين المقربين من الوزارة فضل عدم الكشف عن هويته ان هناك "فريقا في وزارة الدفاع يضغط بقوة في سبيل اخراج الجنود من العراق بهدف نشر المزيد منهم في افغانستان". وتابعت الصحيفة "يشعر القادة العسكريون بنفاد صبرهم في مواجهة البطء في بناء الحكومة الوطنية الجديدة والقوات الامنية العراقية". ولفت المصدر الي مذكرة صدرت عن احد موظفي وزارة الدفاع البريطانية جاء فيها ان "الوحدات البريطانية هي عمليا رهينة في العراق (...) ونحن نقاتل (ويمكن ان نقول اننا نخسر او نتراجع) الان علي جبهتين". وتحاول وزارة الدفاع التقليل من قيمة هذه المذكرة المنسوبة الي ضابط برتبة لفتنانت كولونيل علما انها تستعيد آراء عدة مصادر عسكرية. رووصرح عدد من المقربين من وزارة الدفاع للصحيفة ان النقاش "يدور بين مختلف المجموعات في الوزارة ويشارك فيه رؤساء اركان اضافة الي اعضاء قيادة الاركان المتواجدين في نورثوود، شمال غرب لندن". وتتابع الصحيفة ان القادة العسكريين قلقون من "الاحصاءات التي تتحدث عن التراجع الكبير في حجم التاييد الشعبي للحرب في العراق، ومن الانعكاسات حول معنويات الجنود وقدرة الجيش علي اجتذاب المتطوعين الي صفوفه". ولم تسمح الظروف حتي الساعة من تمكين القادة العسكريين من تحقيق رغبتهم بتخفيض عدد القوات البريطانية المنتشرة في جنوب العراق. وكانت الوزارة تنوي قبل عام الابقاء علي 3000 جندي فقط في الجنوب، اي اقل من نصف عدد الجنود المنتشرين حاليا. وبحسب الصحيفة، فان "القادة العسكريين اقتنعوا بان عدد الجنود (...) سيبقي علي الارجح حتي الساعة علي المستوي الحالي، اقله حتي بداية العام المقبل.