من الصعب في بعض الاحيان معرفة الحقيقة من الخيال عندما يتعلق الامر بالانباء الخاصة بالعراق فأمريكا تعيش "موسمها السخيف" اشهر الصيف المفضية لانتخابات الكونجرس ووسائل الاعلام تنطلق بأقصى سرعتها لاستغلال اسبقيتها في ميدان الاخبار بالاستعاضة عن تقديم تقارير مسئولة بتقديم فقرات مسلية بعناوين تشد الانظار. اسطورة السيادة تخيل ان الرئيس الامريكي يسافر الي روسيا، الصين، انجلترا، فرنسا او الي اي دولة علي وجه الارض وتحط طائرته في مطار من المفترض انه في دولة ذات سيادة، ويتم الانطلاق به تحت حماية عسكرية امريكية مكثفة الي السفارة الامريكية، ومن ثم يلقي بيانا لمدة خمس دقائق، ويدعو اكبر مسئول منتخب لذلك البلد الي اجتماع في السفارة الامريكية. هذا امر محال بالطبع، الا اذا كانت الدولة التي نحن بصددها هي العراق، حيث يستمر افتراض أن السيادة هي واقع قائم بينما هي في حقيقة الامر خرافة وعلي الرغم من كل الحديث عن عراق حر، فإن الحقيقة تقول ان العراق يظل دولة محتلة حيث تتولي الولاياتالمتحدة و"ائتلاف الدول الراغبة" الآخذة في التناقص دائما زمام الامور فيه. اسطورة الزرقاوي: لقد قلت طوال الوقت ان ارقام استطلاعات الرأي تظهر ان الامريكيين مناهضون للحرب بشكل ساحق كانت ارقاما خادعة فنسبة الامريكيين المناهضين للحرب عندما غزونا العراق لم تتعد 28% فقط. وقد ارتفعت هذه الارقام الي اكثر من 60% ليس لوجود صحوة ضمير اجتماعي وشعور بالمسئولية، بل لان الامور لا تجري علي ما يرام في العراق، والقلق يتفاقم في امريكا لاننا سنخسر الحرب في العراق علي ما يبدو، ولا احد يحب الخاسرين. والحرب ضد الاحتلال الامريكي يخوضها العراقيون بصورة ساحقة، والحركة المسلحة يشتد ساعدها وتصبح اقوي يوما بعد يوم، وهذا الامر بالطبع واقع تعجز الادارة الامريكية عن كشفه للشعب الامريكي في سنة انتخابية، مع قيام وسائل الاعلام التي باعت روحها للشيطان وتغنت بفضائل غزو العراق في عامي 2002 و 2003، بالاستمرار بالرقص مع الحزب الذي استدعاها لدعم الموقف الجمهوري الذي يقول ان الصراع في العراق ستكسبه امريكا لا محالة. والمزيد من القتلي الامريكيين والعراقيين، لكن من الذي يحصي اعدادهم؟ وحرب لن تنتهي الي أن تنسل الولاياتالمتحدة خفية خارجة من العراق تجر اذيال الفشل وذيلها ملتف بين قدميها. اسطورة اسلحة الدمار الشامل: بغض النظر عما يريد السناتورريك سانتوررم وجماعة المحافظين الجدد الطائشة اعتقاده، فإنه لم يتم العثور علي اي اسلحة دمار شامل في العراق، وبالاشارة الي تقرير سري لوزارة الدفاع يزعم ان قرابة 500 قذيفة وجدتها القوات الامريكية في العراق منذ غزو العراق واحتلاله في مارس 2003، مضي سانتوروم واصدقاؤه في اجهزة الاعلام اليمينية يتحدثون بالهراء حول ان بوش كان علي حق في هذا الشأن طوال الوقت، وانه كانت في العراق اسلحة دمار شامل في نهاية المطاف. ان هذه الاساطير الثلاثة اسلحة الدمار الشامل، الزرقاوي والسيادة العراقية هي الامور التي ينبغي علي اعضاء الكونجرس مناقشتها في قاعات سلطتهم، والتي ينبغي علي وسائل الاعلام تناولها سواء في صفحاتها او عبر الاثير، وهذا النقاش يجب ان يشكل اساس تحرك نحو محاسبة النفس، حيث يشير المواطنون الامريكيون بأصابع الاتهام الي من انتخبوه ليقوم بتمثيلهم، والذي فشل في كل النواحي في كل ما يتعلق بالعراق.