كان عنوان المقال السابق المنشور في " نهضة مصر" يوم الأحد الماضي - حزب الله 00حسابات خاطئة00 أم خطوات محسوبة00 وقد إستعرضنا فيه نشأة حزب الله منذ عام 1982 إثر الإجتياح الأسرائيلي للبنان ودور حزب الله في مقاومة المحتل حتي إنسحابه عام 2000م الي المنطقة الحدودية العازلة داخل حدوده الدولية00 وتساؤلات كثيرة بعد قيام حزب الله بخطف الجنديين الأسرائيليين مما ادي الي نشوب أطول حرب في تاريخ إسرائيل - عدا حرب الأستنزاف طبعا00وكان التحليل الأولي وخاصة بعد تدمير إسرائيل للبنية الأساسية للبنان00والكم الرهيب من الضحايا الأبرياء من أبناء لبنان الذي لا يتلائم مع رد الفعل الطبيعي والمنطقي لعملية حزب الله مما جعل البعض يقول أن حزب الله قد أخطأ في حساباته وقد قلنا إن هذا غير متصور ومن السذاجة فنحن نعلم أن حزب الله ومنذ نشأته يعلم خطاه ويدرك ردود الأفعال جيدا فهو يمارس السياسة بجانب المقاومة منذ 23 عاما ويعلم قواعد اللعبة جيدا00 داخل لبنان وخارجه00 ولاسيما أن حوزته الدينية ترجع الي إيران00!! ولكن بعد مرور حوالي أسبوعين علي العمليات العسكرية وإنجلاء المواقف لدول المنطقة والأصرار الأمريكي علي المماطلة والتسويف في الرضوخ لتنفيذ المطلب الجماعي لدول المنطقة وكافة دول العالم بضرورة إيقاف الحرب المجنونة والغير متوازنة والتي تحصد أرواح الأبرياء من الشعب اللبناني مع كل ساعة تمر00!! " وأري أن من ضمن أسباب المماطلة الأمريكية هي التشاور مع اعضاء حلف الناتو لإشراك قواته لتكون القوة الفاصلة علي الحدود الأسرائيلية اللبنانية 00بل والحدود الأسرائيلية السورية أيضا00!!" يتضح أن الشيخ حسن نصرالله كان يدرك تماما النتائج المترتبة علي العملية التي قام بها00وأنه بقدر صموده يزداد مؤيدوه مع كل صاروخ يقع علي المدن الأسرائيلية كما يزداد الكره لأمريكا وإسرائيل مع كل قذيفة تطلق علي الأراضي اللبنانية لتدمير بنيتها أو قتل أحد الأبرياء تحت وطأة النيران الأسرائيلية00 وهناك من يتسائل هل حزب الله قام بهذه العملية مدفوعا من إيران حتي يبعد الضغط والأنظارعن ملفها النووي00؟؟ وهل إنتمائه الي إيران أقوي من إنتمائه الي لبنان00؟؟ أم أنه عندما أستشعر أن العالم جاد في تنفيذ القرار 1559 وبدأت الأصوات تعلوا داخل لبنان لتسليم سلاحه وأنه لامفر00 فاختار طريق " علي وعلي أعدائي "00! وأخرون يتحدثون عن الهلال الشيعي - إيران - سوريا - حزب الله 00؟؟ وفي تحليلي وهو إجتهاد أن سماحة الشيخ حسن نصرالله يعلم أين يضع خطواته0وأن هناك مبررات تنحصر في: 1 - تقويض الضغوط الدولية لفك ميلشياته ونزع سلاحه حسب القرار1559 2 - تأكيد وتقوية موقعة السياسي علي الساحة اللبنانية0 3 - تخفيف الضغط علي إيران وسوريا 00مع توصيل رسالة للولايات المتحدة أن هناك " محور قوة " وليس محور شر يتمثل في إيران وسوريا وحماس وحزب الله 0 4 - الظهور في صورة الداعم للفلسطينيين وخاصة حماس وتحقيق البطولة في الصراع ضد إسرائيل0 وهي مبررات وأسباب تستحق المقامرة ولها مشروعيتها في منهج ورؤية المقاومة 00ومن هذا المنطلق سيخرج منتصرا حتي ولو إستشهد في سبيل ذلك00!! وفي المقابل وكما يري الأستاذ محمد الشبه رئيس تحرير نهضة مصر "هناك هدف للولايات المتحدة وإسرائيل وهو إغراق المنطقة في فتنة دينية وعرقية شاملة 00 طرفاها دول الجناح السني بزعامة السعودية ، ودول الهلال الشيعي بزعامة إيران 00!" وإنا معه في هذه الرؤية والتي يؤكدها نظرية د0 عبدالمنعم سعيد " الجروح المفتوحة" ومضمونها ان الولاياتالمتحدة تتعمد أن تظل كافة الملفات مفتوحة 00أفغانستان - العراق - فلسطين - السودان - الصومال - وأخيرا لبنان 00 وكلها تنصب في المنطقة وإشعال الفتنة بين مذهبيها السني والشيعي00!! وفي هذه الجزئية أعتبر مايحدث اليوم أيا كان الإختلاف في وجهات النظر هو تقريب بين الشيعة والسنة 00!! وعموما كلها رؤي وتساؤلات تدور في أذهان الكثير من المهتمين 00مع شبه إجماع أن إيران لها دور بصورة أو أخري00! والأيام القليلة القادمة ستحمل معها الأجابات علي كل هذه التساؤلات 00 وبرغم إختلاف الناس مابين مؤيد 00 ومعارض00 للشيخ حسن نصر الله 00 فهي خطوة علي الطريق لكسر المعادلة المغلوطة ولإرجاع الحق الي نصابه ولو عن طريق إيران 00 ولم لا00!! والغالبية تدعو لنصر الله ، ولحزب الله بالنصر علي الأعداء وأنا واحد منهم00