عندما يهوي الإنسان من مرتبة الروح إلي التدني المادي الذي علي يسيطر عقله وحواسه فيتغير ذلك الإنسان تغيراً جذرياً ليقع في فخ الشهوة التي تكون أحياناً حسية وأحياناً تكون شهوة السلطة والرئاسة. هذا ما حدث مع مكس ميشيل الذي ابتعد عن أمه الكنيسة الأرثوذكسية بعد أن كان من أبنائها حولته نار الرغبة ومطامعها ليتحول إلي مناهض لها. وقد درس في الكلية الاكليريكية وعمل خادماً في أكثر من بلد ومنطقة. ثم تطرق فكره مبعثرا في أمور شتي كان من نتائجها إنكاره للكنيسة الأم. وفي هذا السياق يقول قداسة البابا شنودة مخاطباً مكس ميشيل (أنا حزين عليك يا ابني.. الله قادر أن يعينك علي خلاص نفسك وأن يكون لك هدف آخر غير هذا) (مجلة الكرازة 14/7/2006) وراح مكس يبحث عن شيء يرضي به الذات بعد هجرته للكنيسة فأشهر جمعية خيرية تكون كعباءة يحتمي بها ليخرج علينا بعبثه المرفوض. وهنا تستدعينا الوقائع أن نتساءل كيف سمح لهذا الرجل بإشهار جمعية حملت اسم قديس عظيم في الشريعة الأرثوذكسية التي رفضها. أين التحريات الدقيقة لإشهار الجمعية؟.. نطرح هذا السؤال فالأمر قد تعدي تخصص العمل الاجتماعي الخيري إلي العمل الديني الهجومي العابث بثوابت الوطن. فهو الذي ذهب إلي أمريكا ليبحث هناك عن كنيسة تمنحه فرصة لتحقيق طموحاته الأرضية المزيفة. وما أكثر ذلك هناك؟ وكان ميشيل يزعم أن الله تخلي عن البابا شنودة وسلم الكنيسة إليه وذلك إبان الخلافات بين الرئيس الراحل السادات والبابا شنودة! وسافر ليسعفه فكره ليتعامل مع كنيسة منشقة ليس لها قيادة أو أتباع في مصر. ومنحوه رتبة الأسقف. ولم يجد مكس من يتبعه سوي قلة كما قال إنهم حوالي ألف تابع وهي المجموعة التي تعيش مشاكل أسرية في الحياة الزوجية راغبين الانفصال في الزواج وبعض الكهنة المشلوحين (الموقوفين) وهم يعدون علي الأصبع الواحد. أو بعض من حرمتهم الكنيسة لانحرافهم عن الإيمان المسيحي الأرثوذكسي وهم قلة قليلة أيضاً وإن كانت الكنيسة الأمريكية لها السلطة بحكم هويتها المتحررة أن تمنح من يرغب تتفق ومصالحها فأيضاً للسلطات المصرية ممثلة في وزارتي الخارجية والداخلية وبعض الجهات الأخري أن تراجع هذا الأمر مع طبيعة الكنيسة المصرية الأم فقد سمعنا وقرأنا أن مكس حصل علي موافقة الخارجية وأيضاً أنه استخرج بطاقة الرقم القومي وبها رتبته المزيفة. إن كان هذا قد حدث بالفعل، فالموقف إذن يحتاج للمراجعة وإعادة التقييم من كل الجهات المسئولة في شجاعة ووطنية. وثمة سؤال هام يحتاج إلي إجابة كيف حصل ميشيل علي ترخيص لبناء كنيسة مخالفاً لقانون بناء الكنائس في مصر والذي يقام للأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت وبعض الملل المعترف بها كالروم الأرثوذكس.. إلخ. فأي طائفة يتبع من هؤلاء؟ ولا يفوتنا أن هناك قضية ستنظرها محكمة القضاء الإداري في 22/8/2006 والتي يطلب فيها المدعو زيفاً (البابا هابيل الثالث) مطالباً بمنحه سلطات قداسة البابا شنودة الثالث، حقاً إنها أمور تدعو للعجب والدهشة. ويتناقل الناس أسئلة عدة إذ يقول البعض.. لماذا صمتت بعض الجهات المسئولة واكتفي الرأي العام بعرض الموضوع برمته عبر أجهزة الإعلام والصحافة القومية وبعض الصحف المستقلة ونشيد بموقف "نهضة مصر" وأمانة عرض الموضوع بصورة حية وأمينة.. وهناك بعض الصحف المستقلة اقترب سردها للموضوع من الحياد أحياناً وشبح الشماتة لصحف أخري والتلاعب ببعض الألفاظ في قضية محسوبة علي كل شعب مصر وليس الأرثوذكس فقط.. إنها الكنيسة التي ذكرها عميد الأدب العربي الراحل طه حسين حين قال عنها: "إنها مجد مصري قديم" هي نفسها الكنيسة التي أعلن رئيسها "عدم زيارة إسرائيل إلا مع اخوته المسلمين بعد تحريرها"، وهذا المعني والموقف المصري الأصيل سبقه إليه البابا كيرلس السادس. وهذا الموقف يناقضه مكس معلناً تنظيمه لرحلات إلي القدس مستقطباً أشواق الأقباط لزيارة المدينة المقدسة. وأقول لهذه الشريحة التي يغازلها مكس إن السيد المسيح له المجد قد أسس أول كنيسة وهو طفل في مصر بدير المحرق بأسيوط تأكيداً لنبوءة أشعياء النبي الذي تنبأ في العهد بأن يكون هناك مذبح في وسط أرض مصر أقول لجميعهم إن لدينا قدساً أخري دشنها السيد المسيح وهو طفل وتوجد مخطوطات أثرية في دير المحرق عن هذه القصص الإعجازية ونعمت بلادنا بمزارات كثيرة للعائلة المقدسة، فهناك عدة مواقع ومرافئ زارتها العائلة المقدسة.. أقول لهم ألا يعوضكم كل هذا عن هذه الزيارة إلي أن يأتي يوم تحرير القدس المحتلة؟