وصل الخلاف بين اللجنة الأوليمبية والمجلس القومي للرياضة إلي أقصي مدي حول مسئولية أيهما عن نجاح الدورة العربية التي ستستضيفها مصر خلال شهر أكتوبر 2007 المقبل، فاللجنة الأوليمبية تحاول التنصل تماما من أي دورا وعلاقة لها بالدورة العربية، في حين مازال المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة مصرا علي مسئولية إنجاح الدورة هي مسئولية تضامنية مع اللجنة الأوليمبية. اللواء منير ثابت رئيس اللجنة أكد أن دور اللجنة مهمش من البداية ولا تملك من الأمر شيئا بعد أن سحب المجلس القومي العديد من اختصاصاتها، وبالتالي فقد أعلن براءة اللجنة الأوليمبية من أي إخفاق، وحمل المسئولية كاملة لحسن صقر ورفاقه، ومن هذا المنطلق رفض قبول منصب النائب لصقر في كل ما يخص أمور الدورة العربية. الصراع بين اللجنة الأوليمبية والمجلس القومي للرياضة ليس وليد اللحظة، ولم يكن حديثا وإنما بدأ منذ لحظة التفكير في استضافة الدورة العربية بمصر والتي تبنتها اللجنة الأوليمبية، كما يؤكد المستشار خالد زين السكرتير العام للجنة الأوليمبية، والذي استطاع أن يستأثر بإعداد الملف الوطني الذي تم عرضه أمام اللجنة الفنية التي شكلها مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب لتقييم العروض الثلاثة بين الدول التي تنافست استضافة الدورة، وهي مصر وسوريا ولبنان، واحتكار خالد زين عملية العرض وحصل علي الواجهة الإعلامية، مستندا في ذلك أن اللائحة تعطي الحق للجنة الأوليمبية، دون غيرها بالتقدم بطلب استضافة الدورة، في حين رأي رجال المجلس القومي للرياضة أو وزارة الشباب سابقا أن دورهم في الإعداد للملف لم يقل إطلاقا عن دور اللجنة الأوليمبية، إن لم يكن الأقوي والأفضل وانتقدوا بشدة طريقة عرض خالد زين للملف، خاصة مسعد أبو الرجال رئيس جهاز الرياضة السابق الذي أكد أن "زين" لم يحسن عرض قوة الملف، وأعطي الفرصة للملفين السوري واللبناني للدخول معنا في مجال المنافسة. ومن هنا بدأ الصراع في السيطرة علي الأحداث.. وبعد حصول مصر علي استضافة الدورة بدأ نوع جديد من الصراع، ولكن في هذه الأثناء تحولت وزارة الشباب إلي المجلس القومي للرياضة، وتولي رئاسته المهندس حسن صقر والذي استطاع أن يحد كثيرا من طموحات رجال الأوليمبية. رياح زين خالد زين السكرتير العام للجنة كان أحد المقاتلين من أجل الحصول علي منصب مدير الدورة، وكان يعد العدة لتولي هذا المنصب بمساعدة اللواء منير ثابت رئيس اللجنة، وبات كل من أعضاء اللجنة يهيئ نفسه لتولي مهمة إحدي لجان الدورة، ولكن الرياح كعادتها تأتي بما لا تشتهي السفن، فقد استمع حسن صقر إلي رؤية رجاله بالمجلس القومي للرياضة، والذين حذروه من طموحات خالد زين، والتي وصلت إلي الإعلان بالتلميح عن كونه أصلح من يتولي شئون الرياضة في مصر، لذلك فقد أصدر صقر قراره بإسناد منصب مدير الدورة إلي حسني غندر مدير دورة الشركات. في هذه الأثناء زادت حدة التوتر بين اللجنة والمجلس، وتضاربت التصريحات وظهرت لغة التحدي بين ثابت وصقر، وحاول الأخير السيطرة علي الموقف وتهدئة الأوضاع، فعقد اجتماعا مع أعضاء اللجنة، وقام بشرح الموقف وتحديد الاختصاصات، مشيرا إلي أن اللجنة مسئوليتها فنية فقط، في حين أن المجلس سيكون صاحب الأمور الإدارية ولم يحد أعضاء اللجنة سوي القبول علي مضض، حيث لا يملكون أكثر من ذلك، ولكنهم اتخذوا قرارا بالإجماع فيما بينهم علي اعتزال الدورة، وتركها وعدم الدخول في أي لجنة بها وبدأوا في تصيد الأخطاء وزلات اللسان التي يقع فيها القائمون علي الدورة، خاصة خالد زين الذي انهال بانتقاداته علي الثنائي صقر وغندر، حيث اتهم الأخير بأنه بلا سابق خبرة ولا دراية بتنظيم الدورات العربية، وأنه لا يعرف حجم المسئولية الملقاة علي عاتقه، مشيرا إلي أن حسن صقر ارتكب خطأ كبيرا بإسناد إدارة مثل هذا الحدث إلي حسني غندر الذي كان أول تصريح له بأن تنظيم دورة الشركات أسهل بكثير من تنظيم الدورة العربية. اعتذار ثابت وتبعه اللواء منير ثابت بالاعتذار عن منصب نائب حسن صقر في كل الأمور المتعلقة بالدورة، حيث أشار في تصريحاته إلي تشاؤمه وعدم رضاه عن الترتيبات والاستعدادات حتي الآن. في المقابل يؤكد حسني غندر عدم اهتمامه بكل الانتقادات التي يتعرض لها، مؤكدا أن العمل يسير علي قدم وساق، وأن المدة المتاحة أمامه كافيه جدا لإنجاح الدورة، وأنه سيعمل وفق الإمكانيات التي يمتلكها، ولن يطلب المزيد، مشيرا إلي أن هناك اجتماعات شبه يوميه لتذليل الصعوبات والوصول إلي الشكل المناسب. أما فيما يخص الناحية الفنية من متابعة المنتخبات واستعدادها، قال منير ثابت إن اللجنة لا تملك محاسبة أي اتحاد، وأن كل دورها يقوم بكتابة التقارير الفنية ورفعها إلي المجلس القومي. أشار إلي أن لعبة المصارعة في رقبة صقر وعليه أن يعمل علي إنقاذها قبل فوات الأوان. اعترف ثابت أن دور اللجنة أبتر، فهي لا تحصل علي كل اختصاصاتها أو حقوقها، حيث يحاول مجلس الرياضة الاستئثار بمعظم الأمور، وهو ما سوف ينعكس بالسلب علي الرياضة. أشار إلي أن اللجنة الأوليمبية تعتبر أعلي هيئة رياضية، ولن يستطيع أحد أن ينتقص من قدرها، ولكن يجب أن تسير الأمور بالشكل الذي يحفظ للرياضة تقدمها ويعطيها قوة دافعة في إطار الحرص علي المصلحة العامة.