منال عوض: نسعى لحل مشاكل المواطنين والتواجد المستمر على أرض الواقع    براتب تصل 2200 درهم.. «العمل» تبدأ اختبارات المتقدمين لوظائف الإمارات    رئيس جامعة العريش يهنئ كلية الاستزراع المائي لتأهلها للمنافسة على جائزة التميز الحكومي    وزيرة التضامن تفتتح حضانة «برايت ستارز» بمدينة حدائق العاصمة الإدارية    استقرار سعر الريال السعودي في بداية التعاملات اليوم 22 أكتوبر    أسعار الفراخ في البورصة اليوم الأربعاء 22 أكتوبر    وزير المالية: نتطلع لدور أكبر للبنوك التنموية متعددة الأطراف فى خفض تكاليف التمويل للدول الأعضاء والقطاع الخاص    محافظ الوادي الجديد يبحث تنفيذ تكليفات اجتماع مجلس المحافظين    الرئيس السيسي يبدأ نشاطه فى بروكسل بلقاء ممثلة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي    كوريا الشمالية تطلق صاروخًا باليستيًا باتجاه شرق اليابان    الكنيست يناقش اليوم مشروع قانون فرض السيادة على الضفة الغربية    بحمولة 8300 طن مساعدات.. الهلال الأحمر المصري يُطلق قافلة «زاد العزة 56» إلى غزة    المصري يواجه سموحة للاستمرار في المنافسة على القمة    تشكيل ريال مدريد المتوقع أمام يوفنتوس في دوري أبطال أوروبا    بايرن ميونخ يستضيف كلوب بروج لمواصلة الانتصارات بدوري الأبطال    الصحة وصندوق مكافحة الإدمان يفتتحان قسمًا جديدًا للحجز الإلزامي بمستشفى إمبابة    ضبط صانعة محتوى بتهمة نشرت مقاطع «خادشة للحياء» على مواقع التواصل بالإسكندرية    ننشر أسعار حج الجمعيات الأهلية وشروط وموعد التقديم    «ميتا» تخصص الإعلانات للمستخدمين باستخدام الذكاء الاصطناعي    لمدة 22 دقيقة.. الشمس تتعامد على وجه تمثال رمسيس الثاني بمعبد أبوسمبل    رئيس الوزراء: ندعم الدور المحوري لوزارة الثقافة    المفتي: فوضى الفتاوى الالكترونية أصبحت سببا للطعن في الإسلام وتشويه صورته    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاربعاء 22-10-2025 في محافظة الأقصر    نائب وزير الصحة يتفقد عيادات السبيل المخصصة للأشقاء الفلسطينيين بالعريش    «التأمين الصحي»: توسيع شبكة مقدمي الخدمة الصحية في جميع المحافظات    اعتماد المخطط التفصيلي لمنطقة الفيلات «V26» بمشروع مدينتي بالقاهرة الجديدة    ضبط 98314 مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    حبس الطالب المتهم بقتل زميله بمفك فى الرأس فى الدقهلية 4 أيام    القبض على سائق قتل طليقته أمام نجلها في السادات بالمنوفية    مجلس الكنائس العالمي يشارك في احتفال الكنيسة المصلحة بمرور 150 عامًا على تأسيسها    بحضور المتحدث الرسمي للخارجية.. مناقشة "السياسة الخارجية والأزمات الإقليمية" بجامعة بنى سويف    حسن موسى يكشف سبب استبعاد بعض الأعضاء من التصويت ويوضح مستجدات ملعب الزمالك    "العدل" يعقد اجتماعًا تنظيميًا لبحث استعداداته النهائية لانتخابات النواب    حكم القيام بإثبات الحضور للزميل الغائب عن العمل.. الإفتاء تجيب    الرقابة المالية تمدد وقف قبول طلبات تأسيس شركات التمويل الاستهلاكي لمدة عام    عاجل- وزير الخارجية الأمريكي يصل إلى إسرائيل غدًا في زيارة تستغرق 48 ساعة    تعليم المنوفية تكشف حقيقة غلق مدرسة الشهيد بيومي بالباجور بسبب حالات الجدري المائي "خاص"    27 ألف مريض تلقوا الخدمات الطبية بمستشفيات جامعة بني سويف في أسبوعين    القائم بأعمال عميد طب طنطا يترأس الجلسة الأولى لمجلس الكلية بتشكيله الجديد    المتحف المصرى الكبير.. تحفة معمارية تبث الروح العصرية فى الحضارة الفرعونية    فياريال ضد مان سيتى.. هالاند يقترب من معادلة رقمه القياسى    آخر تطورات أزمة مباراة الأهلي وبيراميدز مواليد 2007    سماء الفرج    موعد شهر رمضان المبارك 1447 هجريًا والأيام المتبقية    حين يتأخر الجواب: لماذا لا يُستجاب الدعاء أحيانًا؟    السلام من أرض السلام    إتاحة خدمة التقديم لحج الجمعيات الأهلية إلكترونيا    استقرار وانخفاض طفيف في أسعار الحديد بأسواق المنيا اليوم الاربعاء 22أكتوبر 2025    احتفال وطني بذكرى أكتوبر في كلية الحقوق جامعة المنصورة    الأوكرانيون يستعدون لشتاء آخر من انقطاع الكهرباء مع تغيير روسيا لتكتيكاتها    حسين فهمي: الدفاع عن الوطن في غزة ليس إرهابًا.. واستقالتي من الأمم المتحدة جاءت بعد هجوم قانا    سعر الذهب اليوم الأربعاء 22-10-2025 بعد انخفاضه في الصاغة.. وعيار 21 الآن بالمصنعية    مهرجان القاهرة الدولي لموسيقى الجاز يهدي دورته ال17 ل زياد الرحباني    جيهان الشماشرجي تكشف علاقتها بيوسف شاهين ودور سعاد نصر في تعرفها عليه    ريكو لويس: سيطرنا على مباراة فياريال.. وجوارديولا يعلم مركزي المفضل    رومانسي وحساس.. 4 أبراج بتحب بكل جوارحها    باريس سان جيرمان يكتسح ليفركوزن بسباعية في دوري الأبطال    «تقريره للاتحاد يدينه.. واختياراته مجاملات».. ميدو يفتح النار على أسامة نبيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إدارة بوش وجرائم الحرب
نشر في نهضة مصر يوم 11 - 07 - 2006

لقد وجهت المحكمة العليا الأمريكية صفعة قوية لإدارة بوش، بإعلانها في قضية "حمدان ضد رامسفيلد" عن بطلان وعدم شرعية اللجان العسكرية المكلفة بمحاكمة متهمي الحرب علي الإرهاب في سجن جوانتانامو. وجاء في قرار المحكمة العليا "أن عمل تلك اللجان يشكل انتهاكاً لكل من القانون العسكري الأمريكي، وكذلك لنصوص معاهدة جنيف الخاصة بالتعامل مع أسري الحرب". غير أن الصفعة الأقوي علي الإطلاق، يمثلها قرار المحكمة نفسها القائل بسريان المادة الثالثة من معاهدة جنيف علي سجناء ومعتقلي تنظيم "القاعدة". ومن شأن هذا القرار أن يفتح الباب علي مصراعيه لتوجيه الاتهامات لعدد من كبار مسئولي إدارة بوش، تحت نصوص قانون الحرب الفيدرالي.
والمعلوم أن نصوص معاهدة جنيف، إنما وضعت أصلاً لحماية غير المقاتلين، بمن فيهم بالطبع الأسري في أوقات النزاع المسلح. غير أن إدارة بوش كررت مراراً الإعلان عن موقفها القائل بأن سريان تلك الحماية القانونية إنما يقتصر علي النزاعات بين الدول فحسب. وبما أن تنظيم "القاعدة" ليس دولة، فإن نصوص المعاهدة لا تسري علي سجناء حربها علي الإرهاب. وقد أعطي ذلك التفسير فرصة لتوفير إطار قانوني مفصل علي رؤيتها هي لكيفية إدارة حربها علي الإرهاب. فمن ناحية تقول الإدارة إن حربها علي الإرهاب هي حرب تخضع لشروط وقوانين الحرب نفسها، وليس للقوانين ولا الدستور الأمريكيين. ومن جانب آخر أعلنت الإدارة عدم سريان نصوص معاهدة جنيف علي حربها الدائرة ضد تنظيم "القاعدة". وبهذه الازدواجية، فإنه لم يعد ثمة مجال لتطبيق المبادئ الشرعية المتعارف عليها دولياً، علي هذه الحرب الاستثنائية المفارقة!
وكان هذا الغطاء القانوني الذي تدثرت به إدارة بوش، قد جنبها إثارة عدد من المساءلات القانونية حول التكتيكات والأساليب التي اتبعتها في تلك الحرب. وتمتد هذه التكتيكات من طريقة إدارتها ومحاكمتها لسجناء جوانتانامو أمام لجان عسكرية قضائية، إلي مساعيها لاحتجاز المواطنين الأمريكيين أنفسهم لمدد غير معلومة ودون محاكمات أو توجيه تهم محددة إليهم، تحت طائلة شبهة النشاط الإرهابي! والأسوأ من ذلك كله، زعم الإدارة إمكان إخضاع المشتبه بهم في هذه الحرب، لأساليب تحقيق تتضمن ممارسة التعذيب والقسوة والمعاملة الحاطة من كرامتهم الإنسانية، في منظور القانون الدولي. من ذلك مثلاً تقنية "ركوب الأمواج" وإرغام المعتقلين علي اتخاذ أوضاع مؤلمة جسمانياً، وحرمانهم من النوم، إلي جانب الإساءة إليهم جنسياً.
وبحكم منطق إدارة بوش، فإن تلك الممارسات لا تعد مخالفة للشرع أو القانون في نظر التشريع القانوني. أما التبرير فهو أن قانون الحرب، جبّ ما قبله من قوانين أمريكية! وبحكم المنطق الأعوج نفسه، لم تكن تلك التكتيكات والممارسات مخالفة لنصوص القانون الدولي أيضاً. والتبرير هنا هو أن بنود معاهدة جنيف التي تحظر ممارسة التعذيب وإساءة معاملة سجناء الحرب، لا تنطبق بدورها علي سجناء الحرب ضد تنظيم "القاعدة". وكانت الإدارة قد استشاطت غضباً جراء إجازة الكونجرس في العام الماضي 2005، مسودة تعديل قانوني تقدم بها السيناتور "جون ماكين"، نصت علي الحظر التام لاستخدام أي من وسائل القسوة أو المعاملة المحطة لكرامة السجناء والمعتقلين. غير أن الكونجرس لم يردف إجازته لتلك المسودة بتمرير عقوبات جزائية تابعة للتعديل. هذا وقد كررت الإدارة مراراً اعتزامها تجاهل ذلك التعديل.
ولكن ربما يؤدي القرار الصادر مؤخراً عن المحكمة العليا في قضية "حمدان رامسفيلد" إلي تغيير آراء ومواقف عدد من مسئولي الإدارة. فعلي الرغم من عدم وضوح قرار المحكمة بعد بشأن الموقف العملي القانوني الواجب اتخاذه إزاء اللجان العسكرية القائمة حالياً في سجن جوانتانامو مما قد يعطي الإدارة فرصة لمحاولة إضفاء قدر من الشرعية عليها إلا أن لقولها بانطباق نصوص المادة الثالثة من معاهدة جنيف علي أولئك السجناء، أهمية قانونية كبيرة، لكونه يعرض بعض كبار مسئولي الإدارة للمساءلة القانونية فيما يتعلق بإساءة معاملة سجناء الحرب علي الإرهاب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.