أقرب الناس إليها لم يتصور أنها سترتدي الحجاب، بعد أدوارها التي عرفت بالجرأة والتمرد، لكن إن?ي شرف فعلتها، وأرجعت السبب في هذا إلي علاقة ربطت بينها وبين داعية إسلامي ضمن أحداث مسلسل "أسلحة الدمار الشامل" الذي اختيرت للمشاركة في بطولته. تفاجئين الجمهور في دورك الجديد بمسلسل "أسلحة الدمار الشامل" بارتداء الحجاب وخلع رداء الفتاة الرومانسية؟ لا أنكر أن بعض المخرجين ارتاحوا لاختياري في دور الفتاة الارستقراطية أو المثالية الحالمة التي تبحث عن عالم الفضيلة، وربما فرضت ملامحي عليهم هذه الاختيارات لكنني من جانبي رفضت هذا، ولم استسلم لاختياراتهم التي كادت تسجنني في أدوار بعينها، أو تجعلني أبدو وكأنني أكرر نفسي أمام الناس. لذا تمردت علي هذا وقدمت دور الصعيدية في مسلسل "حدائق الشيطان" إخراج إسماعيل عبدالحافظ وتأليف محمد صفاء عامر. ما قصتك مع الحجاب؟ (تضحك) هذا يحدث في مسلسل "أسلحة الدمار الشامل"؛ حيث اختارني المخرج والسيناريست عصام الشماع لأقدم من خلاله شخصية "نهي" طبيبة الأمراض النفسية والعصبية المدللة، لكونها وحيدة والدتها، وتتعرف علي داعية إسلامي وتخطب له وتنوي ارتداء الحجاب متخلية في ذلك عن حبيبها الذي تعرفت عليه، وارتبطت به منذ أيام بالجامعة، وهو زميلها د. مصطفي، وهو دور سيمثل مفاجأة للجمهور عند عرضه. هل هناك سبب لتعاونك المستمر مع عصام الشماع؟ د. عصام الشماع كاتب مثقف ومخرج متميز يحاول أن يستخرج من الفنان أفضل ما لديه، ويكاد يستشعر حجم الطاقة التي يتمتع بها الفنان قبل أن يحسها بنفسه، ويكفي أنه لم يسجنني في شخصية بعينها. صحيح أنني قدمت معه دور الطبيبة في "رجل في زمن العولمة" ثم في "أسلحة الدمار الشامل"، إلا أن الاختلاف كبير وشاسع بينهما. وما تفسيرك لاختفائك عن شاشة التليفزيون من بعد مسلسل "رجل في زمن العولمة"؟ ليس اختفاء علي الإطلاق لكنه بحث عن العمل الجيد والجديد الذي يقدمني بصورة تضيف وأنا في حالة نشاط واضح بدليل انتهائي من تصوير "حدائق الشيطان" ومسلسل "ولم تنس أنها امرأة"، حيث أجسد دور صحفية جريئة تناصر الحق. هل اعتدت قبول الأدوار ذات المساحة الصغيرة، كما فعلت في "ريا وسكينة"؟ الدور لا يقاس بحجمه علي الإطلاق، بل بتأثيره وإضافته والقيمة التي يتركها لدي الجمهور؛ فأنا من الممكن أن أظهر من أول الحلقة إلي آخرها دون أن اترك تأثيرا، وهو ما لم يحدث في مسلسل "ريا وسكينة" الذي تركت بصمة لدي الجمهور، وهو ما أكده لي المخرج جمال عبدالحميد، علي الرغم من مساحة الدور الصغيرة للفتاة بنت بحري يتم استدراجها بواسطة "ريا وسكينة" ويقتلانها.. ولا أظن أن الدور يعيدني للوراء. إلي وقت قريب بدا وكأنك غير محظوظة في السينما.. فما الذي تغير؟ كنت أتصور بالفعل أنني غير محظوظة سينمائيا؛ بدليل مشاركتي في "راندفو" وقبله "فتاة من إسرائيل" وظننت أن الفرص ستتوالي سينمائيا، ولم أجد شيئا من هذا، مما أثار دهشتي واستغرابي، في نفس الوقت الذي زادت قناعتي بأن السينما هي التاريخ الحقيقي للفنان، ولا ينبغي عليه أن يقبل أعمالا ضعيفة حتي لا تصبح "وصمة" في مسيرته الفنية. بهذه المناسبة ما رأيك في مصطلحات "السينما النظيفة" وغيرها من المسميات الوافدة علينا؟ هذه مسميات دخيلة علينا، والغرض منها تصنيف الفن إلي ما هو حلال وحرام، بينما الحقيقة أن الفيصل هو الدور جيد أو غير جيد، فإذا يقال إنني قبلت دورا غير نظيف فهذا معناه أنني أتجاوز التقاليد وما يحرص عليه المجتمع من قيم، وهذا خلط واضح، فالدور غير النظيف هو في رأيي الدور الذي ليس له تأثير وأهمية، وليس الذي يتسم بشيء من الحيوية المطلوبة، بعكس الإثارة الجنسية الفجة والمرفوضة.