أثبتت مباريات دور الثمانية للمونديال ان الاسطورة سيظل اسطورة.. وإن ذبل الورد ستظل رائحته. وأثبتت ايضا المباريات ان التوقعات قبل النزول لأرض الملعب شئ لا يعترف به لأن الجهد والعرق يحددان المصير. وأثبتت ايضا ان التاريخ لا يمكن ان يصنع حاضرا ومستقبلا طيبا ما لم نأخذ منه عبرة وزادا وقوة رفع لتحقيق الهدف. فقد انفض مولد دور الثمانية ويبدأ اليوم المربع الذهبي فقد شهدت مباريات دور الثمانية العديد من المفآجات سواء المنتخبات التي تأهلت والأخري خرجت من السباق رغم انها في بداية البطولة كانت صاحبة اعلي الترشيحات للوصول للنهائي، فمن كان يصدق في يوم من الايام ان يخرج راقص السامبا والتانجو خالي الوفاض من اكبر بطولة كروية عالمية رغم المستوي الرائع الذي قدموه في التصفيات والنهائيات. تفوق أوروبي الملاحظ في البطولة التفوق الساحق لقارة اوروبا علي حساب قارة امريكا الجنوبية علي عكس المتوقع والمتعارف عليه ولكن دوام الحال من المحال فرغم الاسماء الكبيرة التي ضمها منتخبا البرازيل والارجنتين الا ان المانياوفرنسا لقنتهما دروسا لا تنسي في فنون كرة القدم. ردود افعال بالتأكيد كانت هزيمة الارجنتين مؤثرة للغاية في نفوس لاعبيها وخاصة نجومها الكبار مثل كريسبو الذي صرح قائلا "انا غاضب للغاية لخروجنا من البطولة لاننا فريق استثنائي ومتميز ولم يكن الالمان بأفضل منا بأي حال من الاحوال ولا غيرهم ايضا، فنحن قدمنا كل فنون كرة القدم بلا استثناء ولكن عاملي الجماهير والحكام كانا في صف الماكينات الالمانية. اما روبرتو ايالا صاحب ضربة الجزاء الضائعة وزميله استيبان كامبياسو فقد اعربا انهما فخوران بما قدموه وراجعون الي الارجنتين ورؤوسهم مرفوعة لان خسارتهم وخروجهم من البطولة كان ظلما واضحا وكان شعار منتخب الارجنتين بعد المباراة "لعب الافضل وتأهل من لا يستحق". نهاية عهد اما خوسيه بيكرمان فقد اكد ان تلك المباراة كانت نقطة تحول في حياة الارجنتين الكروية لانها تعني نهاية عهد اللاعبين الحاليين مع المونديال وبداية عهد جديد مع لاعبين صاعدين يحملون آمال راقصي التانجو في العودة للتألق والبطولات من جديد. وقال بيكرمان "لقد تفوقت علينا ألمانيا لانها ضخت دماء جديدة في صفوف منتخبها وجمعت بين الخبرة والشباب عكس فريقنا الذي ضم اسماء لامعة ولكنها كانت تعتبر اوراقا مكشوفة للألمان". اما عن التحليل الرسمي للمباراة بواسطة خبراء الفيفا فقد خرج ليقول ان كلا الفريقين لا يستحق اي منهما الخسارة لانهما قدما مباراة من اروع مباريات البطولة وحفلت بالندية والاثارة لآخر دقيقة فيها. إيطاليا*اوكرانيا كان ابرز تصريح خرج علي لسان اي من مدربي الفريقين هو تصريح واليج بلوخين مدرب المنتخب الاوكراني الذي قال إن الايطاليين خدعونا وجعلونا نندفع نحو الهجوم في بداية المباراة ومن ثم استغلوا الثغرات الدفاعية الكبيرة في خطوطنا ورغم اننا اصلحناها فيما بعد الا ان ذلك جاء بعد فوات الأوان. انجلترا*البرتغال هذه المباراة تسببت في انقلاب جماهيري واحداث عنيفة لم تشهدها ملاعب كرة القدم الالمانية من قبل كنتيجة متوقعة لهزيمة المنتخب الانجليزي مما جعل قوات الامن الالمانية ترفع درجة استعدادها لاقصي درجة الي الآن رغم انتهاء المباراة منذ ايام تفاديا لاي اعمال شغب من المتوقع ان يقوم بها الهوليجانز المتعصبون مثل الاعتداء علي مشجعين آخرين وتكسير السيارات والمحلات وبالفعل فقد تم اعتقال حوالي 150 مشجعاً انجليزياً الي الآن بتهمة الاعتداء علي الغير والاضرار بالمال العام. فرنسا*البرازيل اهم واقوي مباراة لعبت حتي الآن في مونديال المانيا 2006 وهي المباراة التي تسببت في اضرار وخسائر مادية عديدة لآلاف المشجعين الذين راهنوا من بداية البطولة بأموال طائلة علي احتفاظ البرازيل بالكأس الذهبية او علي الاقل وصولها للمباراة النهائية ولكن منتخب الديوك الزرق كان له رأي آخر وتسبب في تحطيم آمال كل هؤلاء المشجعين المحبين للكرة البرازيلية الجميلة بل وايضا الكثير من المراهنين الذين أرهنوا بيوتهم وكل املاكهم علي امل مضاعفتها في حال فوز البرازيل. وقد اثبتت تلك المباراة ان الاسطورة سيظل اسطورة دائما وهو بالتأكيد افضل لاعب انجبته الملاعب بعد بيليه ومارادونا والذي ابدع وصال وجال واثبت عن جدارة احقيته بالاغنية الشهيرة التي تغنيها له الجماهير الفرنسية في المدرجات قائلة "زيدان دلوعة الفرنسيين" علي الطريقة المصرية التي تقول "من حق الكبير يدلع"