في الوقت الذي تشدد فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي حصارها وهجماتها البرية والجوية علي قطاع غزة، بدأ الكثير من السكان التزود بالمواد التموينية واللوازم اليومية تأهبا لمواجهة الحملة العسكرية التي أطلق عليها "أمطار الصيف". ورغم التفاف السكان حول المقاومة ومساندتها في عملية أسر الجندي الإسرائيلي، فإنهم لا يخفون تخوفهم من انعكاسات العدوان الإسرائيلي عليهم والذي يضاف إلي سلسلة المعاناة وتردي الأوضاع نتيجة الحصار الإسرائيلي منذ أكثر من أربعة أشهر. وفي هذا السياق قالت المواطنة أم محمد عيسي من حي الزيتون الذي شهد اجتياحات إسرائيلية متكررة في السابق، إنها هرعت إلي السوق لشراء مستلزمات المنزل الضرورية من مواد تموينية وخضروات كي تسعفها في مواجهة متطلبات عائلتها المكونة من 17 فردا في حال اجتياح غزة. وأضافت انها أفرغت إحدي غرف المنزل لتكون ملجأ لأبنائها بعيدا عن حمم قذائف المروحيات الإسرائيلية، مشيرة إلي أنها زودت الغرفة بحقيبة كاملة من أدوات طبية إضافة إلي بعض المستلزمات وأرقام الهواتف الضرورية. كما قال المواطن رامز غبن الموظف في القطاع الحكومي إنه اضطر لبيع جزء من حلي زوجته لشراء كميات من الدقيق والأرز كاحتياطي في حال استمرار الإغلاق العسكري علي قطاع غزة ومنع دخول المواد التموينية. من جانبه يشير إيهاب الحلو صاحب محل في سوق فراس المركزي بغزة إلي أن السوق يشهد إقبالا كبيرا للمواطنين لشراء الاحتياجات الضرورية تحسبا لاستمرار الحملة العسكرية الإسرائيلية لمدة طويلة. وأوضح ان رواد السوق يقبلون علي شراء المعلبات والحبوب ومشتقات الألبان وسكريات الأطفال لتهدئتهم في حال فزعهم من أصوات الانفجارات العالية. ويقول محمد قنيطة أحد العاملين في إذاعة القدس المحلية إن إذاعته أعلنت حالة الطوارئ علي جميع الأصعدة المتعلقة بالإذاعة سواء من ناحية دوام الطاقم الإعلامي أو تأجيل البرامج لتكريس أكبر وقت ممكن لتغطية أحداث غزة. وأضاف أن الإذاعة وسعت من شبكة مراسليها لتتمكن من نقل صورة الأوضاع أولا بأول، إضافة إلي وضع خطة تساعدها علي الاستمرار في البث الإذاعي خاصة بعد انقطاع التيار الكهرباء أو وجود نية إسرائيلية لاستهداف الإذاعات المحلية. كما أشار إلي أن الإذاعة أنشأت بشكل مؤقت قسم الإرشاد النفسي يقوم عليه طاقم متخصص لتقديم الإرشادات للمواطنين والنصائح علي الهواء مباشرة للمساعدة في كيفية التعامل مع أطفالهم وللترويح عن إرباكهم في عملية الاجتياح. وكانت اسرائيل رفضت أمس الأول مطالب النشطاء الفلسطينيين الذين يحتجزون جنديا اسرائيليا بالافراج عن ألف سجين ووقف هجوم تشنه بقطاع غزة كوسيلة ضغط للافراج عنه. وكانت ثلاثة فصائل فلسطينية قد أصدرت بيانا طالبت فيه بأن تفرج اسرائيل عن ألف "من الاسري الفلسطينيين والعرب والمسلمين" محتجزين في سجونها وانهاء هجومها علي غزة. واحتجز نشطاء فلسطينيون الجندي جلعاد شليط خلال عملية نفذوها عبر حدود قطاع غزة يوم الاحد الماضي. وقال مارك ريجيف المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ردا علي المطالب الجديدة "أكد رئيس الوزراء ايهود أولمرت أنه لن تكون هناك صفقات وأنهم اما أن يفرجوا عن شليط واما أن نعمل نحن لاطلاق سراحه." وكانت اسرائيل قد قالت مرارا ان الافراج عن سجناء مقابل اطلاق سراح شليط ليس واردا.