بدأت أشعر بالسأم من سماع سياسيين وجنرالات يتحدثون عن الأمريكيين الذين يموتون من أجل السلام والحرية، ليس هناك أمريكي قتل دفاعا عن حريتنا منذ 1945 والعقبة الرئيسية للسلام خلال السنوات الأخيرة كانت الولاياتالمتحدة. منذ عام 1945 لم تقم أي دولة علي وجه الأرض بإعلان الحرب علينا أو مهاجمتنا. تدخلنا في الحرب الأهلية الكورية، والحرب الأهلية في فيتنام، والحرب الأهلية في لبنان، وتسببنا في مقتل رجال والإطاحة بقادة سياسيين لم يكن قادتنا يحبونهم (بنما، جرينادا، أفغانستان، العراق)، لا أستطيع أن أجد سببا منطقيا جعلنا نتدخل في الكثير من هذه الحروب. الإسلامي المتطرف أسامة بن لادن أعلن الحرب علينا، ولكنه لا يمثل بلدا، أو حكومة أو جيشا، أرسل 19 رجلا ضدنا تمكنوا من اختراق أجهزتنا الاستخباراتية والدفاعية التي تكلف مليارات الدولارات واختطفوا أربع طائرات وضربوا بها أهدافا مما أدي إلي مقتلهم في نفس العملية، ذلك كان منذ خمس سنوات، وأعقبه غزو أمريكا لدولتين وكلفة تصل إلي ربع تريليون دولار، وما زلنا لم نجد بن لادن، مع أنه رجل طويل يختبئ بين أناس قصيري القامة. منذ خمس سنوات وضعنا مكافأة بقيمة 25 مليون دولار للقبض علي بن لادن، وفي مناطق يبلغ فيها الفقر حدودا غير معقولة، ولم يتقدم شخص واحد للحصول علي المكافأة، ماذا يعني ذلك، إنه يعني أنه بالنسبة للأفغان والقبائل في المنطقة الحدودية بن لادن يمثل بطلا، هم يحبونه، إنهم لا يحبوننا. إن دماء أبناء وبنات هذه الأمة الأمريكية هي أغلي ثروة تملكها، من غير المشرف إنفاق هذه الثروة لأي سبب كان غير الدفاع عن الولاياتالمتحدة وشعبها، إن من غير الدستوري إرسالهم إلي الحرب دون إعلان رسمي للحرب من قبل الكونجرس، آخر مرة حدث فيها هذا كان عام 1941، من الدناءة إرسالهم إلي الحرب استنادا إلي أكاذيب. اعترف جورج بالحقيقة في خطاب ألقاه مؤخرا في ويست بوينت، لم يتحدث عن الإرهاب العالمي، تحدث عن إعادة تشكيل الشرق الأوسط، إن شبابنا لا يموتون من أجل السلام والحرية في أفغانستان والعراق، إنهم يموتون من أجل أرباح الشركات العملاقة ولجعل الشرق الأوسط مكانا أمينا لإسرائيل، الأشخاص الوحيدون الذين يموتون من أجل الحرية هم العراقيون والأفغان الذين يريدون تحرير بلادهم من وجودنا. ربما كان من المثير للسخرية أن يقوم بعض رجال السياسة في الولاياتالمتحدة بتحويل الحفلة الموسيقية "يوم الذكري" في واشنطن إلي تجمع وطني للخدمات العسكرية. ذلك غير مناسب. من أجل تكريم الناجين من الحرب لدينا يوم المحاربين القدماء، من أجل التجمعات الوطنية لدينا يوم الرابع من يوليو للاحتفال بالخدمات العسكرية، لدينا يوم القوات المسلحة، "يوم الذكري" مخصص للأموات، لأولئك الذين أدت خدمتهم العسكرية إلي موتهم، إنه يوم نتذكر فيه الأموات ونكرم تضحياتهم، لأنهم بغض النظر عن الحرب التي ماتوا فيها، فإنهم جميعا ماتوا وهم يعتقدون أنهم يخدمون بلدهم، الاحتفالات في يوم الذكري يجب أن تكون مهيبة وجليلة. يبدو لي أننا نحن الأحياء ملزمون بالعرفان بالجميل لأولئك الموتي، إن علي المرء أن يتأكد أن البلد الذي ماتوا من أجله لا يزال يستحق الموت من أجله، وعلينا أيضا، من أجل أولئك الموتي أن نتأكد أن القادة المدنيين يستحقون الشبان والشابات الذين قد يعرضونهم للخطر، إن السماح لمجموعة من الكاذبين الفاسدين وغير الأكفاء بإلقاء شبابنا إلي مطحنة الحرب من أجل أسباب خفية أو تافهة يهين الأموات والأحياء. قيل إن الوطني يحب الأرض والشعب، والمواطن يحب الحكومة، ذلك شيء يستحق التفكير فيه، الحكومة ليست بلدنا، إنها فقط أحد مظاهره، الكثيرون من الأبطال الأمريكيين لا يرتدون زيا عسكريا ولا يحملون سلاحاً، إن عمل أمريكا لا يتم في واشنطن، وكل سياسي في الكونجرس أو في البيت الأبيض هو عامل مؤقت يستطيع أفراد الشعب أن يطردوه إذا اختاروا ذلك. الكثير من أولئك "المؤقتين" يستحقون الطرد، ويستطيع الشعب أن يبدأ في نوفمبر المقبل بالتخلص من المسئولين بالجملة، ذلك سيكون ملائما لتكريم يوم الذكري