لا يختلف اثنان علي ان حسام حسن نجم المنتخب الوطني هو احد ابرز اللاعبين في مصر والوطني العربي علي مر العصور والاجيال وصاحب الارقام القياسية في حصد الالقاب الشخصية والاستمرار في الملاعب حتي بلغ الاربعين عاما خاصة نصفهم ضمن صفوف المنتخب الوطني منذ مشاركته في بطولة الامم الافريقية بالقاهرة عام 86.. ومن دواعي الصدف انه شارك في اول وآخر بطولة حصل من خلالها المنتخب علي اللقب الافريقي الغالي من بين 5 القاب كما أن له شرف حمل الكأس مع زملائه ثلاث مرات اعوام 86 و 98 و 2006.. وهوحلم لم يتحقق لاي لاعب سواه علي مدار جميع البطولات سواء القارية او الدولية او المحلية. والحديث عن حسام حسن بأرقامه القياسية ورحلاته المكوكية بين الاندية يطول ويملأ صفحات وصفحات منذ لعبه للنادي الاهلي في بداية حياته بالناشئين ومع الفريق الاول وانتقاله وتوأمه ابراهيم حسن للعب بنيو شاتل السويسري ثم بثانياكوس اليوناني ثم عودته للاهلي ثم العين الاماراتي ثم الاهلي ثم الزمالك فالمصري البورسعيدي وهو هداف لقاءات القمة بين الاهلي والزمالك برصيد 9 اهداف سجل منها خمسة في الزمالك واربعة في الاهلي.. وفي كل موسم يطلق مفاجآته وصواريخه باستمراره في الملاعب ويعتقد البعض انه يحفر طريق النهاية بيده واذا بالارادة والتحدي يتغلب علي شباب العشرينيات ويثبت انه النموذج والقدوة.. سجله من الاهداف لا يعد ولا يحصي.. ومشاركاته الدولية لم ولن يصل اليه احد هو اسطورة الكرة المصرية.. الذي حصل علي لقب عميد ملاعب العالم عن جدارة واستحقاق.. لا يكل ولا يمل.. لا يهدأ حتي يري الكرة في شباك منافسيه او سماع اطلاق صافرة نهاية اي مباراة يشارك فيها.. ولكن بعد ان وصل الي كل هذه الاماني والامنيات.. والاحلام والطموحات والبطولات والملايين من الجنيهات.. والملايين من محبي ومشجعي كرة القدم بمختلف انتماءاتهم.. ماذا يريد حسام حسن؟ هل وصل به العناء الي مرحلة التنافس مع نفسه لا مع الغير.. هل وصل به الحال الي الموافقة علي المشاركة مع اي ناد لمجرد الاستمرار في الملاعب والاحتفاظ بكارنيه اللعب؟. هل يسعي لحصد اكبر قدر من الاموال؟ هل هو فعلا مثل السمكة التي اذا خرجت من المياه انقطعت عنها الحياة؟ حسام حسن علي فين.. بعد ان وصلت به العلاقة مع النادي المصري الي طريق مسدود وانقلبت عليه الجماهير بعد ان حملته علي الاعناق منذ حضوره منذ موسمين الي بورسعيد. ماذا عن حسام حسن الذي يتاجر باسم الزمالك في كل موسم بأن النادي يخطب وده ويتمني رضاه وانضمامه من جديد الي القلعة البيضاء. رفضه المقاولون العرب وبتروجيت.. والاتحاد السكندري لعلاقته السيئة مع جماهير الاسكندرية التي لها معه قصص عديدة.. وهو لا يتفق مع ميول الاسماعيلي التي تتجه الي الاستغاثة بعناصر الشباب والجدية.. حرس الحدود وطلائع الجيش يعتمدون علي عنصر القوة واللياقة البدنية.. وبالطبع من المستحيل ان يلعب لانبي في ظل وجدد الالماني رانير تسوبيل الذي له معه ذكريات وذكريات عندما كان يدرب الاهلي ولا ينسي المواقف السلبية التي جمعتهما معا.. والسؤال الآن.. حسام حسن الي اين بعد ان رفض فكرة الاعتزال واصر علي الاستمرار في الملعب املا في تجاوز رتبة العميد.. ربما الي لواء متقاعد! قال عنه البرازيلي كابرال الذي كان احد الاسباب الرئيسية لرحيله من الزمالك عندما تولي كابرال تدريب فريق الكرة ان حسام لابد وان يختار نهايته كلاعب بيده والا ينتظر ان يضع له اي مدرب النهاية الدرامية التي لا تليق به. ان الكرة الحديثة تطورت بشكل يجعل اي لاعب لا يقوم بمهام دفاعية وهجومية يكون عرضة للاهمال والتجاهل من اي مدرب وان حسام حسن عليه ان يحدد موقفه سريعا سواء في عالم التدريب او الادارة او الدخول في عالم البيزنس لان الارادة وحدها لا تكفي وان كنت أحييه علي اصراره الشديد واعتبار ان ملعب الكرة هو أكسير الحياة بالنسبة له. وعن حسام حسن قال حسن الشاذلي الخبير الكروي والمدير الفني السابق للترسانة انه يطالب باستمرار حسام في الملاعب طالما انه قادر علي العطاء وهو مثل الفنان الذي لا يعتزل ويكون له ادوار مع كل مرحلة سنية متقدمة وهو قدوة داخل وخارج الملعب.. واضاف ان حسام يتمتع بموهبة فطرية وتكوين بدني يمنحه القدرة علي التعامل مع الكرة.. واضاف اننا نهوي تعذيب الذات ونحارب انفسنا ونقوم بهدم كل ما هو قابل لتحقيق انجاز جديد.. واشار الي انه عندما كان لاعبا كان يتمني الاستمرار في الملاعب الي ما لا نهاية ولكنه وجد نفسه ان كل ما بناه في سنوات سيتم هدمه في دقائق وفضل الابقاء علي تاريخه جيدا.. وقال الشاذلي انه من الواجب ان نقوم بتشجيع حسام علي الاستمرار في الملاعب طالما انه قادر علي هز الشباك واثبت اكثر من مرة سوء ظن المتربصين به ويكفي انه قلب الموازين في بطولة الامم الافريقية بوركينا فاسو 98 واصبح هداف البطولة عن جدارة حتي ان البعض اتهمه بتناول المنشطات وخلت كل التحاليل من هذه الادعاءات. ويبدي حلمي طولان رأيه في حسام حسن بأن وجود عنصر الخبرة في اي فريق ضروري للغاية وتواصل الاجيال امر مهم جدا.. والدليل علي ذلك وجود عبد الحميد بسيوني في فريق الحرس وقد تجاوز 34 عاما وهو هداف الفريق.. كذلك عبد الحليم علي الذي اقترب من 35 عاما.. ومحمود ابو الدهب الذي بلغ عمره 37 عاما وقاد فريق الترسانة للصعود لدوري الاضواء ومعه حسين شكري ومؤمن عبد الغفار.. ولكن الاهم هو ان يستغل كل مدرب اوراقه ويستخدمها في التوقيت المناسب.. واضاف طولان ان هناك صفقات للاعبين صغار السن اجراها اكبر الاندية ولم تشارك هذه الصفقات مثال علي ذلك عمرو سماكة ومحمد عبد الله واحمد حسن في الاهلي.. وكينج ساني واديسون وعادل فتحي واحمد حسام وفرج شلبي في الزمالك وهم لاعبون صغار السن وامامهم سنوات طويلة.. ولكن عطاء حسام حسن هذا الموسم مع المصري يفوق بكثير العديد من صفقات الاندية حتي التي ابرمها نادي المصري ذاته. ويقول فتحي مبروك ان افضل وقت لتكريم حسام هو بنهاية هذا الموسم لانه حقق افضل الانجازات وتوجها بكأس الامم الافريقية الي جانب بقاء النادي المصري في الاضواء مع انتهاء عقده معه.. كما انه اذا شارك مع اي ناد في الموسم الجديد سيجعل اسهمه تتراجع بشدة ويجعل تاريخه عرضة للاهتزاز.. كما ان امامه فرصة للدخول في عالم التدريب بالحصول علي الدراسات التدريبية التي تؤهله الي ان يصبح احد المدربين الممارسين للمهنة او الدخول في عالم الادارة حتي لا يبتعد عن المجال.. كما انه من الصعوبة ان يستمر حسام في الملاعب وبجواره لاعب في عمر اولاده.. واضاف مبروك ان علي حسام ان يواجه المصير المحتوم بقدر كبير من الشجاعة واعترف بأن أصعب لحظة عند اللاعب هو قرار الاعتزال واعتقد ان لاعبي بحجم حسام حسن لابد وان يلقي التقدير اللائق به سواء من القيادات السياسية او الرياضية او غيرها من النواحي الجماهيرية.