ربما تثير عودة سهير رمزي، ومن قبلها سهير البابلي، إلي التمثيل، بعد طول احتجاب، وارتداء الحجاب، سعادة البعض ممن يرون في هذه العودة تراجعا عن الأفكار التي طالما تبنتها الفنانات المعتزلات، لحظة ارتدائهن الحجاب، والتي وصلت إلي حد تكفير الفنانين، والفنانات، الموجودين علي الساحة، وتباهي الغالبية منهن بأن الله هداهن إلي الطريق القويم والصراط المستقيم.. وأنهن "تائبات إلي الله". وفي المقابل مازالت علامات الاستفهام تطرح نفسها علي الكثيرين بحثا عن الأسباب التي دفعتهن إلي الاحتجاب ثم العودة بعد غياب، وفي الحالتين تؤكد الغالبية منهن أنهن امتثلن لرؤية.. وعلامة!! "المحرر" سهير رمزي تتحدث، وتبرر من وجهة نظرها أسباب الغياب.. والعودة: المسألة بالنسبة لي لم تأت فجأة فقد فكرت مرارا في ترك الساحة بعدما أثريت السينما بالعديد من الأعمال وفجرت كل طاقاتي الفنية ووجدت أن الوقت قد حان لأجلس مع نفسي وأخلو إليها وأحاسبها وأري ما قدمته في حياتي، وكل إنسان يجد نفسه فجأة في حاجة إلي أن يخلو إلي النفس وربما تكون الخلوة للعبادة وقد تكون لمحاسبة النفس، أو لأي شيء آخر، فكل شيء في الحياة يحتاج إلي وقفة، ومن جانبي اخترت أن تكون وقفتي هذه في وقت معين ولم أتراجع مطلقا في هذا القرار، وأستطيع القول إنني استفدت كثيرا من هذه الوقفة، لأنها ساعدتني كثيرا في حياتي وفي أموري الشخصية، وكذلك في نظرتي للفن أيضا والتي تغيرت تماما الآن. ولماذا قررت العودة في هذا التوقيت تحديدا؟ الأمر لا يرجع إلي توقيت لكنه حنين وشوق إلي الكاميرا وإلي عملي الذي عشقته ولم يكن القرار سريعا، بل استغرق وقتا كبيرا ومر بعدة مراحل، أولها هل أعود أم لا ولو عدت كيف يكون شكل العودة، وكيف أستطيع أن أحافظ علي ما صنعته خلال الاثني عشر عاما الماضية، وكيف أستطيع أن أحافظ علي الحجاب الذي أحترمه؟ ووضعت كل تلك التساؤلات أمامي قبل أن أقرر العودة بشكل نهائي وحينما وجدت أجوبة لتلك التساؤلات قررت أن أعود وأمامي هذه الإجابات حتي لا أخسر الاثني عشر عاما التي اعتزلت فيها، وأنا في الحقيقة حينما أشاهد الأفلام التي قمت بتمثيلها في الماضي استاء كثيرا وأغضب من نفسي وربما لأجل ذلك قررت أن أعود لأقول للجمهور أن "سهير" أصبحت شيئا آخر عما كانت عليه مسبقا، ولن يكون ذلك إلا من خلال أعمال جيدة تقول شيئا للجمهور وتحث علي الاقتداء بالمثل والتحلي بالقيم الأخلاقية وهذا ما لمسته في السيناريو الذي أعمل فيه الآن. وهل تعمدت العودة عن طريق التليفزيون؟ لم يكن من الممكن تقديم عمل من خلال السينما لأنه ببساطة صعب أن تقدم شيئا محترما من خلال السينما ومكاني ليس في السينما مطلقا وهذا ما سار عليه جميع النجوم الكبار الذين تبرأوا منها واتجهوا للتليفزيون لأنهم وجدوا فيه الاحترام، وهذا ما وجدته أيضا، فمن خلال متابعتي للتليفزيون خلال السنوات الماضية وجدته يقدم أعمالا اجتماعية جيدة وتستحق التقدير ومنذ أن فكرت في العودة وأنا أركز علي العودة من خلال التليفزيون لأنه المنبر الحقيقي المحترم الموجود حاليا. هل تريدين القول إنك لا تشاهدين السينما مطلقا؟ بالفعل لم أذهب لأري أي فيلم في دور السينما، لكنني بالطبع متابعة لأخبار السينما وما يحدث فيها من "هوجة كوميدية" وأخري أكشن ويلفت نظري كثيرا الأسماء الغريبة التي تطلق علي الأفلام مما يدل بالتأكيد علي أنها أفلام هابطة، وأحيانا ما أشاهد بعض الأفلام علي المحطات الفضائية وأستاء كثيرا من كمية الابتذال التي تعرض، فنحن كنا نقدم أفلاما فيها عُري هذا حقيقي، ولكن تلك الأفلام كانت تقول شيئا وبها قصة مهما كانت بسيطة، أما الآن فالسينما تعتمد فقط علي العُري وعلي الألفاظ الخارجة والاستخفاف بالجمهور!! هل حسمت أمر العودة اقتداء بتراجع النجمات المعتزلات؟ المسألة متفاوتة من فنانة إلي أخري، فهناك من قررت العودة فجأة ثم تراجعت وهناك من عادت وتقدم كل ما تريد بدون ضوابط وهناك من عادت وحافظت علي حجابها، وعودتي أفكر فيها منذ أكثر من عامين وليس هناك دخل لأية ممثلة عائدة بما نويته، لكنني قررت العودة بإرادتي وعدت وأنا سعيدة بذلك، وسعيدة أكثر بحجاب نجمات صغيرات وأتمني من الله أن يثبتهن وأقول لهن إن الحجاب لا يعني أبدا الابتعاد عن التمثيل وفي مقدوري الجمع بين الاثنين لأن التمثيل مهنة كأية مهنة أخري خصوصا أن بعض الفنانات يستطعن توصيل شيء جيد من خلال آرائهن. ما الذي جذبك في شخصية "روح الفؤاد" والتي تجسدينها في مسلسل "حبيب الروح"؟ ما جذبني أنها تعالج السقطات الموجودة في الأسرة المصرية وأسباب الخلل الذي تفاقم بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة ومحاولة البحث عن مواطن هذا الخلل، فهي تطالب بأن يكون البيت المصري متكاملا، ولن يكون ذلك إلا بالوقوف علي الخطأ ومعالجته بحكمة، ولن يقف الأمر عند هذا الحد بل يمتد ليخرج خارج البيت