طهران وكالات الأنباء: فجر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الاسبوع الماضي مفاجأة دبلوماسية كبيرة اذ وجه رسالة الي نظيره الامريكي جورج بوش بعد 26 عاما من انقطاع الاتصالات المباشرة بين البلدين. وهو ما اربك اجتماع نيويورك للدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الامن والمانيا المخصص لبلورة استراتيجية موحدة من الازمة النووية الايرانية. وقال المتحدث باسم الحكومة الايرانية غلام حسين الهام ان احمدي نجاد يقترح في الرسالة "وسائل جديدة للخروج من الوضع الهش في العالم حاليا". واكتفي الهام بالقول ان مضمون الرسالة "يتخطي المسائل النووية" في وقت يبحث مجلس الامن الدولي السبل لحمل ايران علي تعليق برنامجها النووي المثير للجدل. وفي اول رد فعل امريكي علي الرسالة أعلنت الإدارة الأمريكية أن رسالة أحمدي نجاد إلي الرئيس جورج بوش لن تغير موقف واشنطن حيال برنامج إيران النووي. واعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان أنها لا تعالج القلق الدولي تجاه طموحات طهران النووية. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي فريدريك جونز إنها تعرض "رؤية تاريخية وفلسفية واسعة" للتصريحات الإيرانية حول حق امتلاك برنامج نووي، ولكنها لم تقدم تنازلات. ورأت رايس أن الرسالة لا تشكل أي مقدمة لأي نقاش بشأن وقف البرنامج الإيراني. وأضافت عقب محادثات ثنائية بنيويورك مع نظيرتها البريطانية مارجريت بيكيت أنه بإمكان الإيرانيين امتلاك برنامج نووي مدني، لكنها أكدت ضرورة أن يتم ذلك بشكل يعطي ثقة للمجتمع الدولي بأن هذا ليس غطاء لبرنامج تسلح نووي. واعتبر مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية جون نجروبونتي أنها محاولة علي ما يبدو للتأثير علي المداولات الجارية في مجلس الأمن. ولم يعرف بعد مضمون ولهجة الرسالة التي تعتبر الأولي من نوعها منذ قطع العلاقات بين البلدين إثر قيام الثورة الإيرانية وأزمة الرهائن عام 1979. ورأي دبلوماسي غربي في طهران طلب عدم كشف اسمه "انها خطوة هائلة" واصفا بادرة احمدي نجاد بأنها "قنبلة دبلوماسية". لكنه اضاف ان "كل شيء يتوقف بالطبع علي ما كتب احمدي نجاد" متسائلا "اهو اختراق من اجل مفاوضات مباشرة مثلا او مجرد حملة ضد امريكا؟" وافاد مصدر في الرئاسة الايرانية ان الرسالة "تتضمن امورا مثيرة للاهتمام وهي مكتوبة بالانجليزية". واعلن المتحدث باسم الخارجية الايرانية ان وزير الخارجية منوشهر متكي سلم رسالة احمدي نجاد الي السفير السويسري فيليب ولتي. وقال حميد رضا آصفي في تصريحات اوردتها وكالة ايسنا ان "منوشهر متكي سلم السفير السويسري الاثنين رسالة الرئيس احمدي نجاد الي جورج بوش". وتتولي السفارة السويسرية تمثيل المصالح الامريكية في طهران منذ ان قطعت الولاياتالمتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع ايران في السابع من ابريل 1980 اثر قيام طلاب اسلاميين باحتجاز رهائن امريكيين في السفارة في طهران في اعقاب الثورة الاسلامية عام 1979. وتفيد مصادر دبلوماسية غربية في طهران ان الاتصالات بين البلدين اقتصرت حتي الان علي مستوي دبلوماسيين في وزارتي خارجية البلدين وكانت علي جانب من السرية. واستبعد المسئولون الايرانيون حتي الآن اي مفاوضات مباشرة مع الولاياتالمتحدة معتبرين ان واشنطن ليست مستعدة للتعامل مع طهران علي اساس المساواة. وكان آية الله روح الله الخميني استبعد في الثمانينات اقامة حوار مع واشنطن معتبرا ان "العلاقة بين الولاياتالمتحدةوايران اشبه بالعلاقة بين الذئب والنعجة". وكان المتحدث باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي اعتبر الاحد ان "الولاياتالمتحدة ليست مستعدة لحوار قائم علي المساواة. يريدون حمل (الدول الاخري) علي اللحاق بهم عن طريق الترهيب. لذلك نعتقد ان الظروف غير متوافرة للدخول في حوار يقوم علي الاحترام". ورأي المحلل الايراني سعيد ليلاز في اعلان طهران مفاجأة كبيرة لان "هذه الرسالة غير مسبوقة منذ ثورة 1979" ولانه لا يمكن ان يكون الرئيس وجهها بدون موافقة المرشد الاعلي للثورة الاسلامية اية الله علي خامنئي. واعتبر ان احمدي نجاد يغتنم "اعلان كوفي انان الذي دعا (الخميس) الي حوار مباشر بين ايرانوالولاياتالمتحدة بشأن الملف النووي، وكذلك الدعوات المماثلة التي صدرت عن دول اخري. وقال المحلل ان "ايران تريد التفاوض مباشرة مع الولاياتالمتحدة لكن واشنطن تطلب من ايران التفاوض مع الاوروبيين. وهذه الرسالة هي ضغط اضافي علي الولاياتالمتحدة". غير ان دبلوماسيا اجنبيا عاملا في طهران اوضح ان "الامر قد يكون مجرد نار مضادة يشعلها الرئيس" قبيل انعقاد اجتماع حاسم لوزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا) والمانيا في نيويورك. وقال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي إن وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن وألمانيا فش