البعض ينظر إليها بوصفها "تجارة" لا أكثر ولا أقل، و"موضة" جديدة أو "سبوبة" ساقتها الأقدار، بينما يؤكد البعض الآخر منهم أنه "جهاد في سبيل الله" وانتفاضة لنصرة رسوله، بعد الإساءة التي لحقت به علي أيدي الصحف الدنماركية والنرويجية، ولهذا تكاتف عدد من المؤلفين والملحنين والمطربين لتقديم عملين فنيين يندد كل واحد منهما بالإساءة التي لا تغتفر. ففي استديوهات القاهرة "هب" عدد ضخم من المبدعين للثأر من الصحف الدنماركية، وكما هي العادة كان الحل في تقديم أوبريت يحمل عنوان "آخر نبي" وسرعان ما انتفض آخرون لتقديم "أوبريت" آخر خليجي بعنوان "مي وغيلان" الأمر الذي ذكر الناس ب "هوجة" أخري كان عنوانها "الحلم العربي"(!!) وأوضح بأن ثمة تنافسا غير مبرر بين الفنانين المصريين ونظرائهم الخليجيين مما يكرس شكلاً من أشكال الإقليمية البغيضة بدلاً من أن تكون المؤامرة علي نبي المسلمين وسيلة لنبذ الفرقة ورفض الفتنة ولم الشمل. "الأوبريت" الأول -المصري- عنوانه -كما أشرنا- "آخر نبي" تأليف محمد عاطف وألحان خالد عادل وتوزيع حمادة البيلي، ويجمع كل المطربين المصريين تقريباً مثل: مدحت صالح ومحمد منير وحميد الشاعري، عامر منيب، تامر حسني، سحر فاضل، شاهيناز، إساف، محمد عطية، شاندو، أحمد طه، حجازي، وكلهم تنازلوا عن أجورهم وانضم إليهم أعضاء الفرق الموسيقية مما دفع صاحب الاستديو للتبرع بنصف أجره في الوقت الذي يشهد فيه الاستديو زيارات متفرقة من بعض فناني مصر مثل أحمد السقا وطارق علام. وعن الأوبريت قال ملحنه خالد عادل. تمنيت أن يظل الأمر بعيداً عن أعين الإعلام والصحافة حتي يخرج لوجه الله لكن هذا التجاوب الكبير من المبدعين كان لابد أن يحظي بالاهتمام الإعلامي اللائق بالحدث وبه، فقد علمنا أن هناك أوبريتا خليجيا آخر تدور فكرته حول الموضوع نفسه لكننا كنا السباقين للرد علي الإهانة التي لحقت برسول المسلمين صلي الله عليه وسلم، وقد بدأت الفكرة باتفاق بيني وبين المؤلف محمد عاطف والموزع حمادة البيلي علي ضرورة أن نبادر بتقديم شيء، وفور أن أبلغنا بعض أصدقائنا من المطربين بالفكرة حتي تحمسوا جميعاً، ولم يتخلف منهم أحد إلا قلة من أولئك الذين اعتذروا عندما علموا أن الأوبريت مجاني أو لارتباطات فنية مسبقة ولا داعي لذكر أسمائهم. أما المؤلف محمد عاطف، فقد أكد أن الغضب الذي انفجر في الصدور كان الدافع الأكبر لكتابة كلمات أوبريت "آخر نبي" بينما قال حمادة البيلي، وهو موزع شاب ومسئول عن فريق الأطفال المعروف "سبايس بيبي"، انه وافق علي المشاركة بمجرد أن أدرك هدفه النبيل، وتملكته الدهشة عندما علم أن بعض المطربين اعتذروا، ولم يتحرج من ذكر بعضهم فأشار إلي: محمد حماقي، الذي وافق مبدئياً ثم بدأ يتهرب وامتنع عن الرد علي المكالمات الهاتفية وحمادة هلال الذي برر هروبه بارتباطه بتصوير فيلم جديد وليس لديه وقت إضافة إلي سميرة سعيد التي اعتذرت لأنها "مرتبطة"(!) في الوقت الذي لم يتأخر عن المشاركة نجوم كبار مثل محمد منير ومدحت صالح وحميد الشاعري ونجوم شبان. مدحت صالح من ناحيته أكد أنه ما كان ليستطيع الاعتذار عن مشروع يحمل فكرة سامية وهدفاً نورانياً نبيلاً، ولهذا وضع نفسه تحت التصرف علي الرغم من انشغاله بإعداد ألبومه الجديد، وطالب بضرورة قبول أعذار المعتذرين. أما أحمد السقا فقال إنه جاء لمساندة أصحابه بالتواجد والإحساس، وليس بالغناء، نظراً لأنه يشعر أيضاً بنفس مشاعرهم الغاضبة. وقال تامر حسني أنه علي الرغم من ارتباطه بأكثر من عمل فني، ما بين فيلم سينمائي وألبوم غنائي، إلا أنه لم يجد مبرراً للاعتذار ومع ظهور محمد عطية بدا وكأنه في "نيولوك" يتناسب مع دوره في فيلمه الجديد. وأضاف علي ما قاله زملاؤه: بمجرد أن اتصلوا بي لم أتردد، وجئت في اليوم نفسه، وبعدما قرأت كلمات الأوبريت أعجبتني وسجلتها في اليوم التالي مباشرة. وقال شاندو: جئت ولا أدري، بل لم أسأل عن دوري في الأوبريت أو مكاني بين النجوم المشاركين فيه لأنني أحببت أن أكون بين أحباء الرسول المدافعين عن الإسلام، وقالت سحر فاضل: عندما اتصل بي الملحن خالد عادل ثم حمادة البيلي فوجئوا بي أمامهم مباشرة، وفي اعتقادي أن جودة الفكرة كانت سبباً في اجتماع كل هؤلاء النجوم دون مقابل، وأعرب حجازي متقال عن سعادته بالمشاركة في الأوبريت فقال: أجمل مافي هذا العمل قدرته علي جمع أنماط مختلفة من الغناء الرومانسي والشعبي في إيقاع سريع يجذب كل الناس. من ناحية أخري تبرع المخرج وائل بسيوني بأجره عن إخراج "الكليب" الخاص بالأوبريت تضامناً مع موقف الفنانين، وفعل الشيء نفسه فريق التصوير والمونتاج، ويجري حالياً تصوير "الكليب" في طريق مصر- اسكندرية الصحراوي وعدد من الأماكن الإسلامية والمتاحف. أما الأوبريت الذي يحمل عنوان "مي وغيلان" فهو من تأليف عبدالرحمن المناعي وألحان خالد مطر ويشارك فيه مجموعة من المطربين الخليجيين من بينهم: أسماء المنور وفدوي وهند البحرينية وعيسي وفهد الكبيسي وسعد حمد وناصر الصالح، من توزيع أحمد عبدالجواد ويتم تسجيله في استديو عمار الشريعي، وتدور فكرته حول فتاة صغيرة تدعي "مي" يطاردها الغيلان، في إسقاط علي ظاهرة الإساءة للرسول الكريم والموقف الأوروبي من القضية- الأزمة.. وهي فكرة قطرية اجتمع مطربون قطريون لتقديمها واختاروا مصر مكاناً لتسجيلها في استديوهاتها لكن الظروف لم تسمح لكل فريق العمل بالالتقاء مرة واحدة، فاستقر الأمر علي التسجيل لكل مطرب علي حده. المفاجأة أن المطرب الخليجي السعودي محمد عبده يعد لأوبريت آخر في سرية شديدة سوف يبدأ تجهيزه فور مغادرته "دبي" التي يزورها حالياً، حيث سيطير إلي جدة للاتفاق علي ملامحه مع نجوم الطرب الذين يتولي مدير أعماله أشرف عبدالسلام إجراء الاتصالات والاتفاقات معهم.