كتب فتحي السايح: أعلن خالد أبو إسماعيل رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية والإفريقية ومصطفي زكي رئيس شعبة المستوردين بغرفة القاهرة أن جموع تجار ومستوردي مصر المتعاملين مع دول المجموعة الأوروبية الست، والتي تناولت صحفها رسوم كاريكاتورية للرسول الكريم صلي الله عليه وسلم لا يهمهم أية خسارة في سبيل الدين، وأن هذه الدول هي التي بدأت بالإساءة للدين الإسلامي والرسول، وهي السبب الرئيسي في ربط الدين بالتجارة، وهذا ما لم يحدث من قبل، بدليل أن التجارة البينية بين الدول العربية والإسلامية فيما بينها لا تتجاوز 8% في حين أن حجم التجارة بين الدول العربية والإسلامية بين دول أوروبا والعالم يصل إلي 92%. وأضاف أبو إسماعيل في تصريح خاص ل "العالم اليوم" أنه لم يصرح بأنه سينظر في عملية المقاطعة مع الدنمارك أو غيرها الأسبوع القادم، لأن القرار ليس قراره، وإنما هو قرار مجلس إدارة الاتحاد العام والغرف، وييتم بحث دعوة رؤساء الغرف التجارية والشعب وهذا في حد ذاته يستغرق وقتاً طويلاً لحين عقد اجتماع مجلس الإدارة وأخذ القرار. وأشار أبو إسماعيل إلي أنه وجد روحاً عالية من كبار المستوردين والتجارة المتعاملين في اأسواق الأوروبية، ولم يتقدم واحد منهم علي الاطلاق بطلب تعويض لأية خسائر تعرض لها نظير الحس الوطني والمساس بالمقدسات الدينية والرسول صلي الله عليه وسلم. وقال أبو إسماعيل إن الاتحاد سيقوم بدراسة الموضوع من خلال الغرف التجارية والشعب بعيداً عن عملية الأرباح والخسائر، وأضاف أن الأمر يتوقف أولاً وأخيراً ليس علي الغرف التجارية وشعبها من مصدرين أو مستوردين وإنما يتوقف أساساً علي المقاطعة الشعبية. وأوضح أن ما قامت به صحف الدول التي بدأت المقاطعة أفرز غلياناً منقطع النظير في نفوس الشعوب، وأن ما سيتم عمله فيما بعد هو التوصل عن طريق طبقة المثقفين والمفكرين بتوضيح خطورة المساس بالأديان ومقدساتها، في حوار كامل وشامل بين جميع الأطراف. ومن جانبه قال مصطفي زكي إن شعبة المستوردين بكامل تجارها المتعاملين مع أسواق أوروبا "الدنمارك وفرنسا وألمانيا والنرويج" قرروا مقاطعة استيراد أية سلعة من السلع وأغلبها من الألبان ومنتجاتها وجميع أنواع السلع الغذائية وأدوات الكهرباء. وأضاف أن حجم استيراد هذه المنتجات من هذذه الأسواق ويمثل 60% من اجمالي الواردات من جميع دول العالم علاوة علي مقاطعة باقي دول العالم الإسلامي وعلي رأسها المملكة العربية السعودية ودول الخليج وأشار زكي إلي أن المستوردين أكدوا هذا القرار لسببين، الأول هو بغضهم لهذه الدول التي تناولت صورة الرسول صلي الله عليه وسلم بالإساءة، والسبب الثاني هو إحجام الشعب المصري عن شراء أية سلع غذائية من هذه الدول. وأوضح أن هناك مستوردين لديهم سلع غذائية ومنتجات ألبان وغيرها موجودة في المخازن، وهم لا يستطيعون عرضها بالأسواق أو بالمحلات، وإذا وجدوا محلات تتعامل مع هذه السلع سيقاطعونها في سبيل نصرة الدين ورسول الإسلام. ويتعجب مصطفي زكي من قيام هذه الدول بادماج مبدأ جديد يعرف لأول مرة وهو خلط الدين بالتجارة ويدلل علي ذلك بأن الدول العربية والإسلامية تتعامل فيما بينها كتجارة بينية لاتزيد علي 8% في حين تتعامل هذه الدول الإسلامية مع الدول الأوروبية غير الإسلامية ودول العالم بما يقارب من 92% وبالتالي لا تقيم الدول العربية والإسلامية هذا المبدأ ولا تخلط الأمور مع بعضها. ويذكر مصطفي زكي أن هناك مثالاً علي هذه المقاطعة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية عندما علم الشعب أن أمريكا تكيل الأمور بمكيالين في القضية الفلسطينية فقام الشعب بمقاطعة السلع الأمريكية جميعها، فما بالك بأن تقوم دولة أو دول بمهاجمة الإسلام ورسول الإسلام. وأوضح زكي أن الدنمارك لن تستطيع أن تطبق أي شرط جزائي علي أي مستورد مصري، لأن السبب في المقاطعة هو وجود شرط وقوة قاهرة أدت لهذه المقاطعة وإذا دخل المستورد المصري أمام أي محكمة سيكسب القضية فوراً، ولن تجبر الدنمارك أو أية دولة أخري أي مستورد علي استيراد البضائع أو السلع أو حتي تكبده بأية خسائر تذكر.