نهاية (هندية) لبره الدنيا يعد مسلسل بره الدنيا الذي قام ببطولته شريف منير ونسرين إمام وتأليف أحمد عبدالفتاح وإخراج مجدي أبوعميرة من المسلسلات التي بدأت قوية ومثيرة ثم سرعان ما بدأت تتحول للأكشن المشوق ولكن ومع الاقتراب من النهاية تحولت احداثه إلي ما يشبه الفيلم الهندي المختلط بأفلام السوبر مان. عند بداية عرض المسلسل خرج أبطال المسلسل يتحدثون عن أنه مسلسل إنساني ويخص شريحة ظاهرة في المجتمع ممن يهيمون علي أنفسهم في الشوارع والطرق وأن لهم أحاسيس مرهفة ولم يتحملوا الصدمات التي تعرضوا لها.. ثم نفاجأ باختلاف الأحداث ونسيان القضية الأساسية رغم أنها كان من الممكن أن تستمر عن طريق شخصية (منسي) التي جسدها ببراءته محمد الشقنقيري والذي نجح في تجسيد الشخصية بشكل متوازن فاق فيه اداء شريف منير نفسه عندما كان يمر بنفس الظروف. المسلسل ورغم تأكيد شريف منير إلا أنه بعيد كل البعد عن مسلسل العام الماضي (قلب ميت) إلا أن الحقيقة التي أظهرتها الأحداث تقول شيئاً آخر وهي أن شريف منير يلعب في منطقة الأكشن مثل تلك التي يجسدها أحمد السقا وكريم عبدالعزيز وأحمد عز في السينما باختلاف أنه يجسدها في الدراما التليفزيونية.. وهي منطقة مقبولة وغائبة بالفعل عن الدراما التليفزيونية ولكن ما لم ينتبه له شريف منير أن الأكشن في الدراما التليفزيونية له مقومات وعناصر تختلف عن السينما خصوصاً أن مسلسلاً يتكون من 30 حلقة يحتاج لأكثر من منطقة وأكثر من صراع وقوي متكافئة لتحقيق الهدف من الأكشن فلم يكن مقبولا في كثير من الأحداث أن ينتصر شخص واحد بمفرده علي كل هؤلاء وأن يكون أذكي منهم دون أن يصاب بمكروه لتكون الصدمة العصبية أو النفسية هي المسيطرة عليه. نهاية المسلسل تجعلنا نقول إنه مسلسل يشاهد لمرة واحدة طالما أنه اعتمد علي المفاجأة التي تفجرت في نهايته من أن الصغيرة التي اعادته للحياة كانت تعيش هي الأخري في كذبة كبيرة وأنها ليست ابنة الرجل الثري الذي دار الصراع طوال أكثر من 20 حلقة حول ثروته مع ابنائه الرافضين الاعتراف بالصغيرة. أحداث المسلسل شهدت كثيرا من الأمور غير المنطقية لعل ابرزها النهاية المأساوية ل(حسام) الذي جسد شخصية أحمد زاهر وشيرين شقيقته حيث كان السؤال الذي تبادر للأذهان فور معرفة أن الطفلة الصغيرة ليست بالفعل شقيقتهم وهو أن حسام وشيرين مظلومان.. كما أن الشخصية التي جسدتها نسرين الإمام لم يظهر عليها الشر طوال الأحداث ولا ما يوحي بذلك وبالتالي فإن تحملها لكل ما تعرضت له غير مبرر حيث كان من الممكن أن ترضي بقليلها دون أن تحول حياة كل من حولها للجحيم إضافة إلي تجنيها الواضح وفق هذا المبدأ علي صديقتها التي اتهمتها بخيانتها وكانت النهاية هي مقتلها.. فجريمة نسرين الإمام هنا لا تختلف عن الجريمة التي كادت أن تقترفها شيرين. أما موت الطفلة الصغيرة في النهاية فليس له ما يبرره فهل ارادت أن تخرج (بره الدنيا) رغم أنها لا تعي الحقيقة فكان الأجدر أن يكون الحادث للأم وأن يقوم البطل في النهاية باصطحاب الطفلة التي اصبحت بمثابة الأم والأب وأن يعرف حسام وشقيقته الحقيقة. هذه النهاية جعلت المشاهد يستشعر بأنه وقع في خديعة كبري تحت مسمي التشويق والإثارة فقط.