الحادث البشع الاليم الذي حدث امام كنيسة القديسيين والذي قتل فرحتنا وازعج العالم، وتوابعه إفرازطبيعي لتراجُع المُجتمع وهذاتعبير مُتفائل فحينما يتعرض مُجتمع من المُجتمعات لهزاتٍ عنيفة سواءً بغير إرادته كوارث طبيعية عنيفة.. اعتداءاتٍ عسكرية قاسية.. احتلال مُغتصب للثروات.. أوبإرادته بانتشارالفساد والمَحسوبية والفقر وقيام بعض أبنائه باغتصاب ثرواته وانعدام الولاء والانتماء وزيادة نِسب الجهل، واللامبالاة، مُصاب في قياداته، يصبح هذا المُجتمع فاقداً للمناعة.. سهل إصابته بالأمراض المُجتمعية بداية من زيادة مُعدلات جرائم النفس والتحرش والسرقة والغش والتزوير والتسول وحتي الفتنة والعنف والإرهاب والذي يساعد عليه ويشجعه حينما يكون هُناك فوضي كبيرة في تناول الموضوعات والفتاوي والأراءالدينية.. والتي تتزايد وباستمرار واستحلاها البعض فإذا كان هذا التناول يحدث لنا إرتباكاً واختلالاً في المفاهيم ونحن جيل تمتعنا بقدر يسيرمن العلوم الدينية في زمن أفضل مما نحن فيه الآن.. فالمدرسة تهتم والمنزل يهتم والمساجد كان يتولي الوعظ فيها نُخب مُحترمة من الأئمة المُجتهدين والكنيسة واتزان وتسامح القائمين عليها.. والتناول الذي كان يقتصرعلي الثوابت بعيدين عن الفذلكة غير المبررة وغير المدعومة بيقين العلم.. وآذانِنا تربت علي آحاديث مُمتعة جذابة قيمة من علماءٍ أجلاء كنا نَستمع لهم من خِلال الإذاعة في عصرها الذهبي والبدايات المُلتزمة للتليفزيون فإذا كنا بما نَحمله من رصيد مَعقول يحدث لنا تخريب لهذا الرصيد بالتناوب الضعيف من الباحثين عن الشهرة والمال لدرجة أصبحت فيه القنوات تتباري في إنتاج برامج مُخصصة لإحداث بلبلة في المفاهيم وإثارة رخيصة بفتح مَوضوعات خِلافية ليست من جوهرالإسلام ولا المسيحية واستضافة ضيوف كثير منهم ليسوا علي المُستوي علاوة علي نوعية الاختيار ممن هم مَعروفاً عنهم اختلاف الأراء والتعصب فاذا كان هذا ما يحدث معنا فما بالكم بما يحدث للشباب في ظل ظروف أقل ما يمكن أن يطلق عليها إنها شديدة الصعوبة.. شباب أمي غير مُتعلم وشباب أمي بالرغم من تخرجه من الجامعات.. بِطالة عنيفة.. فقرٍ شديد.. إعلام غير مُضبط.. أسر أغلبها ضربها التفكك بعد أن هزمها المُجتمع كل ذلك مَناطق تُمثل مَخاطر.. أخطارها ضعف الجرعة الدينية.. بل واختلال المفاهيم وتعدد التفاسير.. كل ما سبق أدي الي تردي وانهيار في القيم والمبادئ يجعل المناخ هشاً يتأثربسهولة جاهزاً لإستقبال كل ما هو مُحرض علي العنف لتفريغ مَشاعرالإختناق الناجمة من الظروف الحياتية الصعبة.. ومع صُعوبة الرؤي في الأفق القريب بتحسن الأوضاع وفقدان الأمل عند كثير من أبناء الشعب المُهمشين.. يصبح كثير من هذه الفتاوي مُحرضة علي عنف لا نتمناه.. فإذا كان هناك من يهمل في مراجعة مطالب الشعب العامة يصعب تحملها ومطالب اكثرها منطقي لاقباط مصر تزيد من معاناتهم.. فهموم المصريين لا تخفي الا عن بعض القيادات التي تعيش في الوهم وتحاول ان تظهر كفاءاتهم لاستمرارهم في العز الذي يعيشونه.. وتري أن التقرب من السلطة في إظهار الكراهية لأي مُحاولات لقوي سياسية مُعارضة تطالب بالتغيير.. فالنظام بالقوة التي يتمتع بها ليس في حاجة لمثل هذا النوع المُدمرمن التأييد.. كذلك نُطالب القيادات الدينية الكبيرة بالأزهر والكنيسة بالتصدي لهذا التسيب الواضح في تناول القضايا والموضوعات والفتاوي الدينية لعدة أسباب.. إن هذا التناول يقدم للمتربصين بمصر الأسلحة التي يوجهونها الي بلدنا وشعبنا.. وتأثيرها السيئ علي أبنائنا المعرضين لفقد عناصر القوة النفسية والاثارة التي قد تشجهعم في ظل ظروف صعبة علي الانسياق لفتنة لا نحتمل عواقبها.. لذا هناك ضرورة لغلق الطريق أمام مُحترفي إستخدام الدين لتحقيق مكاسب مادية وشهرة.. فهل نستطيع ايقاف ما يتمناه الاخرون لنا.. نرجو ذلك.. ولن نفقد الأمل.