هناك إقبال غير عادي من الشباب خاصة من سن 12 الي 25 سنة علي متابعة القنوات الغنائية الاجنبية، اضافة الي القنوات العربية التي تقدم الفيديوكليب علي مدارت النهار والليل. وغير خاف علي احد ان الميزانيات التي تصرف علي انتاج الكليبات التي تعرض في هذه الفضائيات تصل الي المليارات سنويا. وهذه القنوات تسيطر وتتحكم بشكل مباشر في تحقيق الشهرة والنجاح لاي مطرب، او أية مطربة بغض النظر عن الموهبة وصلاحية الصوت. مايهم هو وجود مساحات من الرقص المثير، والاستعراض العاري، وكل ذلك تحت شعار .اللي عايز يرقص يرقص. يعني خدنا ايه من الجد.!! وقد تأثرت السينما خلا ل العشر سنوات الماضية بما يحدث من نجاح ساحق لانتشار الكليبات بين الشباب فأصبح كل فيلم له كليباته الخاصة التي تستخدم كدعاية ناجحة قبل نزوله الي دور العرض.البعض يشك في وجود أياد خفية، تدميرية، تدبر مؤامرة علي أبنائنا وبناتنا لاقناعهم ان الحياة لونها .وهبي.، وان روبي، وساندرا، ونجلا هن النماذج التي يجب ان يحتذي بهن. وان الفتاة لن تكون جذابة اومثيرة الا اذا قلدت نانسي ورولا وبولا ولولا، وطبعا هناك العديد من الدراسات والمقالات، والكتب، والندوات، والمؤتمرات، التي ناقشت وتناقش تأثير مثل هذه الفضائيات علي أجيال الشباب. والبعض الذي لايشك يري ان هذا النوع من الأغاني موجود منذ السبعينات. وكان يعرض من خلال برامج الغناء والموسيقي،وكان الفيس بريسلي والبيتلز والبوني ام يقدمون الكثير من الكلمات الخارجة، والمشاهد المثيرة من خلال اغانيهم. وكل مايحدث الآن هو تعريب لهذه الأغاني من حيث الشكل والمضمون، واذا اغلقت المحطات الغنائية الموسيقية .الكلبية. أبوابها فمن المؤكد ان المشاهد سيتحول الي مئات القنوات الأجنبية التي تقدم مثل هذه الكليبات الساخنة.والمشاهد اصلا لم يعد بحاجة الي .دنص. كليبات هذه المحطات باعتبار ان .الهنص. اصبح متاحا بسهولة علي مئات المحطات التي يسهل استقطاب .دنصها. في اي لحظة. وان مايحدث هو نوع من عولمة المشاهدة، وعلي المشاهد ان يكون واعيا الي حد حسن الاختيار. وان هذه المحطات ليست هي المسئولة عن فساد احد، وليست قادرة علي افساد احد طالما ان المشاهد محصن، ويملك المناعة ضد كل اشكال الاغراء والفساد. هذا رغم انه لم يحدث حتي الآن ان وضع اي لغوي اي معني لكملة .هنص... ووجهة نظر ثالثة تقول انه في كل العصور دائما مايكون هناك الفن الجيد، وفن الاستهلاك اليومي، وفي عصر عبد الوهاب وام كلثوم كانت هناك العشرات من الأغاني الهابطة، وفي عصر عبد الحليم حافظ، انتشرت أغاني احمد عدوية انتشار النار في الهشيم. وبجانب اغاني هاني شاكر وعمرو دياب ومحمد فؤاد، لابد من وجود حسن الاسمر وشعبان عبد الرحيم وسعد الصغير، باعتبار ان الساحة الغنائية قادرة علي ان تهضم كل انواع الاطباق الغنائية. وفي النهاية لايبقي الا الصحيح ويتواري القبيح ويبقي الجميل. لكن مع احترامي لكل وجهات النظر فإنني اري ان العملية كلها تجارة، وكل هذه المليارات التي تدور في .بيزنس. هذه الفضائيات لم تفد المشاهد والمستمع بأي شي سوي تضييع وقته دون اي احترام لذوقه أو ثقافته أو معتقداته، وخلال بثها الذي يتجاوز الآن عقدين من الزمان لم تقدم هذه الفضائيات أصواتا مميزة الا في ما ندر. والمشكلة الحقيقية ان هذه المحطات لاتخضع لاي منظومة ادبية، او اخلاقية، او ذوقية في اختيار وعرض ماتقدمه، ويبدو ذلك واضحا من كلمات الاغاني التي تصل في بعض الاحيان الي درجة الاباحية، وقد تتشابة كلماتها احيانا مع كلمات اغاني البورنو. ونعرف انه سيكون من باب محاربة طواحين الهواء لو طالب احد بإغلاق هذه الفضائيات، وسيكون من العبث ان ننادي بضرورة ان يلتزم اصحاب هذه الفضائيات باي ميثاق شرف من اي نوع ذلك باعتبار ان اصحاب هذه المحطات لايدعون انهم من المصلحين الاجتماعيين، وانما هذه الفضائيات بالنسبة لهم مجرد مشاريع تجارية مثل مصانع الصابون ومجازر اللحوم، مطلوب منها ان تحقق الارباح. المشكلة الحقيقية ان هذه المحطات جاهزة دائما للتوالد مع زيادة رقعة الحريةالفضائية، هذه الحرية التي تعني ان مانراه الآن من اثارة وعري سيكون قريبا من عصر التحجب ! واننا بالفعل اصبحنا علي ابواب ثقافة .الهنص.. !!